ليس كل الميرى يستحق أن "نتمرمغ فى ترابه" مهما كان مميزات الانضمام والتعيين به، فهناك أشخاص كثيرون قرروا الاستغناء عن الميرى من أجل ربح أكثر، أو رواتب أكبر بالقطاع الخاص، وهناك أيضا من قرروا الاستغناء عنه من أجل النجاح فى مجال آخر بدون أدنى مقابل فقط من أجل النجاح.
وعلى الرغم من التوسع العلمى والحضارى فى الوقت الحالى إلا أنه لا يزال الروتين وسيلة تحول دون تحقيق أحلام الشباب مهما بلغت نسبة كفاءتهم ونجاحهم من هؤلاء الشباب "سوزان" والتى قررت الاستغناء عن تعيينها معيدة بالجامعة بعد تخرجها كواحدة من العشرة الأوائل ووقوع الاختيار عليها كمعيدة فى كلية العلوم، إلا أنها فضلت التفرغ التام للعمل والعلم، واستطاعت بالأبحاث والتجربة تجهيز سائل غسيل أطباق، والذى تجنبت فيه الآثار الجانبية والأضرار التى يقع فيها معظم الشركات المنتجة لأنواع مختلفة من سوائل تنظيف الأوانى والتنظيف، كالمادة المطهرة، أو ترسيب المادة السائلة على الأطباق والذى يؤدى إلى التسبب فى حدوث السرطان.
وقالت سوزان عطية حسين إنها تخرجت من كليه العلوم بتقدير عام جيد جداً دفعة 2013 وتم تعيينها معيدة ضمن أوائل الخريجين فى مركز زراعة الأنسجة جامعة أسيوط وبعد تعيينها فوجئت أن نوعية هذا العمل خاصة بالميكروبيولوجى أكثر وهى تخصصها كيمياء تحب العمل بالكيمياء جدا وخاصة الكيمياء الصناعية وتحديدا الخاصة بالمنظفات الصناعية، ورأت سوزان أنها تبحث عن تركيبات كيميائية تساعدها فى عمل منتج جديد.
وأضافت سوزان لـ"اليوم السابع": "حاولت بعد ذلك الانتقال من عملى للمجال الذى أرغب فيه وأحبه أكثر إلا أن المحاولة باءت بالفشل فاضطررت للتقديم على إجازة عام ونصف بدون راتب لإيمانى الشديد بأن النجاح لا يرتبط بالعمل الحكومى وحسب، وفى خلال فترة الإجازة فكرت فى عمل مشروع، وكانت فكرته تصنيع صابون سائل بإضافة مادة معقمة وأول الخطوات التى لجأت إليها فى المشروع هى دراسة السوق كله من ناحية المنتجات الموجودة وأسعارها والمواد الكيميائية المستخدمة وبعد ذلك بدأت فى عمل أبحاث نظرية عن أفضل المواد الكيميائية والمواد المعقمة ووجدت بالفعل أشياء كثيرة ولكن فضلت البحث عن مواد تكون آمنة أكثر".
وتابعت: "من خلال أبحاثى وجدت أن أغلب منتجات السوق المتداولة يتم فيها استخدام مواد مسرطنة وخاصة بعض المنتجات المشهورة كالمواد المعقمة والتى تكون مسرطنة لأنها تقوم بقتل البكتيريا الضارة والنافعة والتى خلقها الله سبحانة وتعالى لحمايتنا".
وأضافت سوزان "ومن خلال أبحاثى وجدت أنه حتى أقضى على البكتيريا لابد أن يكون الوسط إما حامضى أو به كحول ولذلك فإن ملمع الزجاج أغلب الشركات لا تستخدم بتركيبته مادة حافظة لأنهم يستخدمون الكحول فى تصنيع الملمع وهو الذى يقضى بدوره على البكتيريا".
وقالت سوزان "إن المادة التى استخدمتها تفاعل بين مادتين حامضيتين لهما قدرة عالية على اختراق الغشاء الخارجى للبكتيريا والقضاء عليها وكما أنه يقضى على بكتيريا الأيكولاى والسالمونيلا وأحد هذه المواد مانعة للرغوة ورغم ذلك وفقنى الله فى قدرتى على أن أدمجهم مع بعضهما، بالإضافة إلى أن هذين المادتين لهما دور أساسى فى عملية الفصل بين المواد الكيميائية والأطباق وليس هذا كل ما فى الأمر بل إنه باستخدام هذا المواد الكيمائية فى الغسيل تنزل كل شيء فى الماء ويخرج الطبق بعد ذلك نظيف بدون بكتيريا أو مواد كيميائية".
وأشارت سوزان إلى "أن أحد هذه المواد تحد من خطر الإصابة بالسرطان لأنها تحتوى على مواد كيميائية مضادة للأكسدة بالإضافة لوجود خصائص مضادة للميكروبات وقاتلة للبكتيريا وهذه المادة تعتبر أفضل المواد الطبيعية المنظفة".
واضافت سوزان أنه "بعد أن درست السوق من ناحية الأحجام والأسعار فقمت بعمل منتج 750 جم وسعره 10 جنيهات مركز جدا وتعتبر فكرتى لأول مرة فى مصر وكل أمنيتى أن تنتشر فى الجمهورية كلها ويكون لدى مصنع كبير لتصنيع الصابون السائل، بالإضافة لمادة معقمة وتطبيق بحثى العلمى على منتجات السوق ورفع المواد المسرطنة من سوائل تنظيف الأطباق، فالمنتج الذى قمت بتصنيعه له نفس الرغوة العالية وأكثر لأنه مركز جدا بالإضافة إلى أنه مضاف إليه مادة معقمة حتى تحمينا من البكتيريا ومادة مرطبة للجلد أو مانعة لتشقق الجلد والتفاعل الكيميائى درجة حرارته تصل إلى 60% وأطلقت على الاختراع المنتج اسم نيوترال بمعنى متعادل لأنه منتج من تفاعل حمض مع قاعدة لينتج مادة متعادلة وهو الصابون.
سائل غسيل أطباق لا يلتصق بالأوانى (8)
سائل غسيل أطباق لا يلتصق بالأوانى (9)
سائل غسيل أطباق لا يلتصق بالأوانى (10)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة