الصين.. هدف ترامب الخفى فى الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية مع روسيا.. بكين تمكنت من بناء ترسانة هائلة من الأسلحة.. صواريخها تصل إلى قاعدة كادينا الجوية فى اليابان.. والقرار يمكن واشنطن من منافستها

الأربعاء، 24 أكتوبر 2018 05:00 ص
الصين.. هدف ترامب الخفى فى الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية مع روسيا.. بكين تمكنت من بناء ترسانة هائلة من الأسلحة.. صواريخها تصل إلى قاعدة كادينا الجوية فى اليابان.. والقرار يمكن واشنطن من منافستها ترامب ونظيره الصينى شى جين بينج
كتبت: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قرارات متهورة يتخذها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تسرع يوما تلو الآخر من مشهد الحرب الباردة، أحدث هذه القرارات كان إعلانه أنه يتجه للانسحاب من معاهدة منع الأسلحة النووية متوسطة المدى الموقعة مع روسيا إبان الحرب الباردة، وهو ما دفع موسكو للتحذير باستعادة التوازن العسكرى مع الولايات المتحدة.

 

وبينما يثير الأمر حقبة جديدة من الصراع مع روسيا، لكن يبدو أن المستهدف من ذلك الأنسحاب ليس الروس وإنما الصين، التى هى ليست طرفا بالأساس فى هذه المعاهدة إذ لم توقع عليها منذ البداية. لكن الطموح الصينى المتوسع عالميا وانتشار أسلحتها فى المحيط الهادى، يقف وراء تصعيد الرئيس الامريكى ورغبته فى تطوير أسلحة نووية. فهذه الخطوة تمهد الطريق لتعزيز القوات التقليدية الأمريكية فى الفناء الخلفى للصين، وفقا لخبراء مراقبة الأسلحة ومسؤولون حاليون وسابقون فى الإدارة الأمريكية تحدثوا لوسائل إعلام أمريكية.

معاهدة القوة النووية متوسطة المدى (INF)، التى وقعها الرئيس الأمريكى رونالد ريجان والسكرتير العام السوفييتى ميخائيل جورباتشوف، عام 1987 تحظر استخدام الصواريخ النووية والتقليدية التى يتراوح مداها بين 500 و 5500كم. ولكن بما أن الصين لم توقع عليها، فإنها تمكنت من بناء ترسانة هائلة من الأسلحة التقليدية التى تهدد الآن حرية الملاحة فى المنطقة، مثل "القاتل الناقل" من طراز DF-21، بحسب الخبراء.

 

وبحسب مجلة فورين بوليسى فإن بكين لديها بالفعل الصواريخ الباليستية التقليدية والصواريخ التى يمكن أن تضرب المرافق الرئيسية للولايات المتحدة فى المنطقة، مثل قاعدة كادينا الجوية فى اليابان. كما أنها تطور الطائرات المقاتلة الشبح ونتيجة لذلك، يتم دفع المزيد من الأصول الأمريكية الموجودة فى منطقة المحيط الهادئ إلى مناطق أبعد وأبعد عن الشاطئ، بينما بكين قادرة على مواصلة الانتشار المسلح فى بحر الصين الجنوبى دون هوادة.

 

وقال المسؤولون والخبراء إن الاقتراح بالانسحاب من معاهدة الحد من الأسلحة النووية، التى لا تزال غير مؤكدة، سيسمح للولايات المتحدة بالمنافسة مع الصين فى بناء أسلحة تقليدية محظورة حاليا بموجب الاتفاق. هذه الأسلحة - التى من المحتمل أن تكون محمولة وعلى الأرض أوذات صواريخ باليستية متوسطة المدى- يمكن أن تتمركز فى جزر فى المحيط الهادئ للمساعدة فى التصدى للعدوان الصينى، ذلك وفقا لمسؤول من إدارة ترامب.

وقال الجرد كولبى، مدير برنامج الدفاع لدى مركز الأمن الأمريكى الجديد الذى خدم فى وزارة الدفاع الأمريكية نائباً لمساعد الوزير، إن "التوازن العسكرى فى المحيط الهادئ يسير فى الاتجاه الخاطئ". موضحا "إن حجم التعزيز العسكرى الصينى كبير للغاية ومتطور لدرجة أننا بحاجة إلى استخدام كل سهم محتمل فى جعبتنا."

 

وأثار ترامب عاصفة دبلوماسية بإعلانه انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق ونددت عدة عواصم وخاصة موسكو بالقرار. وقال المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف أن "خطوات من هذا النوع ستجعل العالم أكثر خطورة". وفيما يثير إعلان واشنطن مخاوف من العودة إلى الانتشار النووى، أكد بيسكوف أن روسيا "لن تكون البادئة فى الهجوم على احد"، كما نفى إتهامات أمريكية بانتهاك المعاهدة.

 

وفى هذا الإطار زار مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون، أول أمس الأثنين موسكو حيث التقى وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف ورئيس المجلس الروسى للأمن القومى نيكولاى باتروشيف. غير أنه لا يبدو أن اللقاء الذى أستمر نحو خمس ساعات قد أسفر عن شئ بالنسبة للموقف الأمريكى إذ قال بولتون فى حديث لمجلة روسية إن المعاهدة وصلت إلى نهايتها الطبيعية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة