مع تبقى أسبوعين فقط على إجراء الانتخابات النصفية الأمريكية، يواجه الديمقراطيون معركة شرسة من أجل تحقيق الانتصار الذى كان يبدو أقرب لهم فى الشهور الماضية.
وتقول وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إن الديمقراطيين الذين يشعرون بالقلق مما إذا كان اللاتينيين سيخرجون بعد أسبوعين من الآن أم سيسحقون أحلامهم بالسيطرة على الكونجرس الأمريكى، يأملون فى الحصول على مساعدة فى اللحظة الأخير من مصدر غير متوقع وهو الرئيس دونالد ترامب نفسه.
فقد أقر ترامب، أنه لا يوجد دليل على إدعائه السابق بأن إرهابيين من الشرق الأوسط موجودين بين آلاف المهاجرين الذين يسافرون من هندوراس باتجاه الحدود الأمريكية، لكنه ألقى باللائمة على فنزويلا واليساريين غير المعروفين لتشجيعهم.
وقالت وكالة بلومبرج، إن هذا الزعم هو محاولة أخيرة من ترامب لإشعال قاعدته الجماهيرية بموقف متشدد من الهجرة قبل الانتخابات النصفية المقررة فى السادس من نوفمبر.
وكان ترامب قد اتهم الديمقراطيين فى مؤتمر انتخابى يوم الإثنين الماضى بتشجيع غير المواطنين على التصويت غير القانونى، دون أن يقدم دليل على ذلك. وجاء هذا بعد إعلان ترامب قطع المساعدات عن ثلاث دول بأمريكا الوسطى قال إنها لا تفعل شيئا من أجل وقف قوافل المهاجرين.
ويأمل الديمقراطيون أن تأتى الخطوة التى قام بها ترامب نتائج عكسية. فعلى الرغم من أن أعدادا كبيرة من اللاتينين امتنعوا عن التصويت فى الانتخابات النصفية أعوام 2006 و2010 و2014، وجد استطلاع للرأى أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" وشبكة "إن بى سى" أن 71% منهم قد سجل اهتمام كبير بالسباقات التى تجرى هذا العام، وكانت النسبة 49% فى منتصف سبتمبر الماضى.
ووفقا لخبراء استطلاع الرأى، فأن الديمقراطيين يحتاجون بشدة لأصوات اللاتينيين والشباب من أجل تحقيق الفوز فى الانتخابات.
يأتى هذا بعد التقارير التى تحدثت فى الأيام الماضية عن تراجع حظوظ الديمقراطيين فى تحقيق انتصارات كبرى فى الانتخابات النصفية.
وكانت وكالة "أسوشيتدبرس" قد ذكرت أنه فى الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية لم يكن الحديث يتعلق بحجم الموجة الديمقراطية التى ستشهدها تلك الانتخابات، ولكن ما إذا كان سيكون هناك موجة بالأساس.
ونقلت الوكالة عن كبار العملاء من كلا الحزبين اعترافهم بأن طريق الديمقراطيين للفوز بأغلبية مجلس الشيوخ، الضيق بالأساس، قد اختفى بشكل أساسى نتيجة لحماس الجمهوريين الصاعد فى المعاقل الرئيسية للحزب، وفى نفس الوقت فأن الديمقراطيين الرائدين يخشون الآن أن المعركة على مجلس النواب سيحددها عدد قليل من المقاعد.
نفس الأمر ذهبت إليه صحيفة "واشنطن بوست" التى قالت فى تقرير سابق لها هذا الأسبوع إن آمال الديمقراطيين بتحقيق مكاسب كبرى فى الانتخابات النصفية تجعل لهم أغلبية كبيرة فى مجلس النواب قد تراجعت فى الأسابيع الأخيرة فى ظل تحول المشهد السياسى وموجة من الإعلانات القوية من قبل الجمهوريين.
وأوضحت "واشنطن بوست"، أن هذا التطور الذى يأتى قبل أسبوعين فقط من إجراء الانتخابات يعكس كيف أدى ارتفاع شعبية الرئيس دونالد ترامب والمعركة المثيرة للانقسام بشأن تعيين القاضى بريت كافانو فى المحكمة العليا إلى تعزيز مرشحى الحزب الجمهورى فى عدد من المقاطعات القروية والمحافظة التى كانت تعتبر سهلة، إلا أن الديمقراطيين استعادوا قوتهم فى عدد من الضواحى الرئيسية حيث تشير الاستطلاعات إلى أن الناخبات الغاضبات من ترامب سيساعدن على الأرجح فى تغيير المقاعد التى يسيطر عليها الجمهوريون.
ونقلت الصحيفة عن ديفيد وايبرمان، محرر تقرير "المطبخ السياسى" بمجلس النواب، قوله إن الأسابيع القليلة الماضية لم تقض حقا على فرص الديمقراطيين فى تحقيق فوز كبير، إلا أنها زادت من فرص وجود أغلبية ديمقراطية صغيرةـ ويقدر أن فرصة الديمقراطيين فى الفوز بمجلس النواب تتراوح ما بين 70 إلى 75%.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة