- ابن الناظر ذاق اليتم فى سن 8 سنوات وتزوج مرة واحدة وهكذا تعامل مع المعجبات
- الفنان الوسيم بكى حزنا على السادات.. كان يحلم بأداء دور علوان أبوالبكرى فى ذئاب الجبل.. وعبر عن نفسه فى شخصية علام السماحى
تذهب إلى بيته وفى رأسك صورة ومعلومات مسبقة يتم تداولها عنه على نطاق واسع. فتكتشف أن معظمها خطأ، قد تحمل فى ذهنك صورة لهذا الفنان الراحل الوسيم، وربما تعطيك وسامته وأناقته إيحاء بأنه كان ذاك «الجان» الذى تلتف حوله المعجبات، وتوقعات بما ينتج عن هذه الوسامة والإعجاب من عدم استقرار الحياة الزوجية والأسرية، وإذا بحثت فى المعلومات المتداولة عنه، ستفاجأ بكم ما تناولته وسائل الإعلام بعد موته من أخبار عن دفنه حيا أو عودته من الموت، وأنه تزوج من الفنانة الراحلة وداد حمدى، وأنجب منها ابنه وابنها الوحيد عمرو.
هكذا ترى معظم الأخبار المتداولة عن الفنان الراحل صلاح قابيل، ربما تفوق هذه الأخبار ما يتم تداوله عن تاريخه ومشواره الفنى الكبير الذى بدأه بطلا مع أول خطواته الفنية، حين شارك عمالقة الفن بطولة فيلم زقاق المدق عن رائعة الأديب العالمى نجيب محفوظ، وانطلق بعدها فى مشوار طويل قدم فيه أدوارا وبطولات متنوعة ما بين الشرير والطيب والمعلم والطبيب والوزير والحرفوش.
حددنا موعدا مع ابنه عمرو صلاح قابيل، وفى اليوم المحدد أشار إلى أن اللقاء سيكون فى بيت والدته، اعتقدنا أنه بيت الفنانة الراحلة وداد حمدى، ولكنه استأذن بأن نؤجل موعد الحوار ساعتين، نظرا لأنه سيذهب بوالدته إلى الطبيب، لاحظ ابن الفنان الكبير اندهاشنا، فبادر مسرعا ليقول: «على فكرة والدتى مش وداد حمدى زى ما الناس كلها فاكرة»، كانت هذه العبارة بداية لتصحيح عدد من المعلومات الخاطئة المتداولة عن الفنان الراحل صلاح قابيل، وأكد الابن أنه حاول كثيرا نفى هذه الشائعة، ولكنها تتكرر باستمرار وتتداولها كل وسائل الإعلام.
وفى بيت الراحل صلاح قابيل تغيرت الكثير من المعلومات المسبقة والمتداولة عنه، بيت هادئ فى ضاحية المعادى، يحمل جزءا من روح النجم الوسيم، وصفاته التى قد لا يعرفها الكثيرون، صوره تطل من أركان المنزل بوسامته وأناقته المعهودة مع عدد من شهادات التقدير، وابن بار يحمل الكثير مما تعلمه من والده، رغم أنه لا يحمل الكثير من ملامحه.
كشف عمرو صلاح قابيل الكثير من أسرار وتفاصيل حياة والده ومشواره الفنى وحقيقة زواجه من الراحلة وداد حمدى، وما أشيع عن وفاته وتفاصيل الساعات الأخيرة من حياته.. وإلى نص الحوار:
حدثنا عن نشأة الوالد وطفولته؟
- ولد أبى فى 27 يونيو 1931 بقرية العزيزية مركز منيا القمح محافظة الشرقية، وكان ترتيبه الثانى بين إخوته الأربعة، فله شقيق أكبر وشقيقتان أصغر منه، وكان والده ناظر مدرسة وانتقلت الأسرة بسبب عمل الأب إلى القاهرة، وعندما بلغ سن الثامنة توفت والدته، وتركت عمتى الصغرى رضيعة، فتزوج جدى بأخرى، وكان لوفاة والدته فى هذا السن المبكر تأثير كبير على أبى طوال حياته، فلم يكن يحب احتفالات عيد الأم، وظل حتى وفاته يشعر بحزن شديد فى هذا اليوم، ويشفق على كل طفل يتيم، ويرى ضرورة إلغاء الاحتفالات فى هذا اليوم، مراعاة لمشاعر الأيتام والأمهات اللاتى فقدن أبناءهن، وذلك على الرغم من أن زوجة أبيه كانت سيدة فاضلة وطيبة.
وكيف بدأت ميوله الفنية؟
- كان والدى مغرما بالفن منذ طفولته، ولكنه لم يصرح لوالده بذلك، حيث كانت أغلب العائلات ترفض عمل أبنائها بالتمثيل، وكان يطلق على الفنان اسم مشخصاتى، وبعد انتهاء والدى من دراسته الثانوية التحق بكلية الحقوق التى كانت العائلات ترغب فى التحاق أبنائها بها حتى يتخرجوا مستشارين وقضاة ووزراء، ولكن التحق والدى بالتزامن مع دراسة الحقوق بمعهد الفنون المسرحية دون أن يعلم والده، وبعد وفاة جدى أصبح والدى مسؤولا عن الأسرة فعمل موظفا لينفق على نفسه وإخوته، ولكنه لم يستطع التوفيق بين عمله والدراستين، وترك كلية الحقوق وهو فى السنة الثالثة، واستمر فى معهد فنون مسرحية، وخلال هذه الفترة كان يعمل فى مسارح الهواة، حتى شاهده مخرج الروائع حسن الإمام وأعجب بموهبته ورشحه للمشاركة فى فيلم زقاق المدق عن رائعة الأديب العالمى نجيب محفوظ فى دور «عباس الحلو»، فكانت البداية الفنية القوية لوالدى، حيث لم يظهر فى دور كومبارس أو أدوار صغيرة، ولكنه بدأ فى عمل عملاق يجمع عمالقة الفن وقتها.
حدثنا عن تفاصيل هذه التجربة وكيف تعامل الوالد فى بدايته مع هؤلاء العمالقة؟
- كان الفيلم يضم كوكبة من نجون الفن من عدة أجيال، ومنهم عبدالوارث عسر، حسين رياض، شادية، سامية جمال، حسن يوسف، حسن البارودى، توفيق الدقن، عدلى كاسب، المعلم رضا، يوسف شعبان، وكانت %80 من مشاهد والدى أمام النجمة شادية التى كانت متربعة على القمة وقتها فشجعته وساعدته على اجتياز رهبة البداية، وكانت تقول له لا تخاف من الخطأ، وكان أبى حريصا على إتقان دوره وحفظه جيدا حتى لا تحدث أى إعادة للمشاهد بسببه، وهو ما حرص عليه طوال حياته، حيث كان يخاف على مال وجهد ووقت فريق العمل، وحقق نجاحا كبيرا فى أداء هذا الدور وبعدها انطلق فى أدوار أخرى، وتفرغ للعمل الفنى وترك وظيفته، وتعاون مع كبار المخرجين والروائيين والأدباء، حيث عمل مع حسن الإمام والأديب العالمى نجيب محفوظ فى فيلم بين القصرين، والعصفور ليوسف شاهين، كما أدى أدوارا فى أعمال لكبار الأدباء، وتكرر تعاونه مع الأديب العالمى فى فيلم الحرافيش، وقام ببطولة «نحن لا نزرع الشوك» ليوسف السباعى، و«الراقصة والسياسى» لإحسان عبدالقدوس، وغيرها من أعمال تعاون فيها مع كبار المخرجين والأدباء والتمثيل.
وهل حدثت لقاءات بين الوالد والأديب العالمى نجيب محفوظ؟
- بالفعل تقابلا كثيرا، وكان يجلس معه على قهوة الحرافيش، وكان أبى يحكى عن تواضع أديب نوبل وأدبه، مؤكدا أنه كان كلما جاء شخص ليسلم عليه، سواء كبيرا أو صغيرا، مشهورا أو مغمورا، حتى وإن كان طفلا كان يصر أن يستقبله ويسلم عليه واقفا وليس جالسا.
رغم بدايات الوالد القوية وتمتعه بمواصفات النجم الجان، إلا أنه لم يحصل على حقه فى أدوار البطولة المطلقة، وكانت أغلب أدواره بطولة ثانية؟
- بعد بدايات أبى القوية، وقعت نكسة 67 التى أثرت على جيله بالكامل، ومنهم عزت العلاليلى ويوسف شعبان وعبدالمحسن سليم وحمدى أحمد، ولم يكن هناك إنتاج سينمائى خلال هذه الفترة، فاتجه والدى للتليفزيون، حتى عاد للسينما من جديد فى عدد من أفلام حسام الدين مصطفى ومنها المدبح وغرام الأفاعى، وخلال هذه الفترة كان هذا الجيل كبر وظهر جيل ثان أخذ ترشيحات الفتى الأول فى السينما، ومنهم حسين فهمى، نور الشريف، محمود ياسين، ورغم ذلك تعددت وتنوعت الأدوار التى أداها أبى، فقام بدور الضابط ورجل الأعمال والمعلم والنصاب ورئيس العصابة والبلطجى وتاجر المخدرات، وعندما سألوا العملاق محمود المليجى عن أفضل من يقوم بأدوار الشر بالطريقة الجديدة، قال صلاح قابيل، وكانت شهادة كبيرة اعتز بها والدى الذى جمعته مع المليجى عدة أعمال منها مسلسل زينب والعرش، وبرزت نجومية والدى فى التليفزيون، حيث شارك فى العديد من المسلسلات الهامة ومنها ضمير أبلة حكمت، بوابة الحلوانى، غدا تتفتح الزهور، ليالى الحلمية، الحب وأشياء أخرى، كما شارك فى عدد من المسرحيات ومنها «حلم الليل والنهار ومسرحية الأرض»، وأشاد به الكاتب محمود السعدنى، وعاد للسينما آخر 5 سنوات فى حياته فى أفلام هامة، ومنها الراقصة والسياسى، وليلة القبض على فاطمة التى قدمها فى السينما والإذاعة.
وهل ندم الوالد على بعض الأدوار التى قام بها خلال مسيرته الفنية؟
- كان أبى يحرص دائما على احترام عقلية المشاهد وحتى فى مرحلة الانتشار لم يقم بأدوار يخجل منها، وهناك نوعية من الأفلام كان يرفض المشاركة فيها مهما طالت فترة بقائه بلا عمل، وكان يحرص على أن يكون له أصدقاء من كل المهن والمجالات والأوساط، ضباط ومحامين وأطباء وأصحاب مهن وعمال، وكان يستشيرهم فى بعض الجمل من سيناريوهات الشخصية التى يقوم بها حتى يقدم شخصيات واقعية يصدقها المشاهد، وكان دائما يقول طالما قبلت دور حتى وإن لم ينجح لا أستطيع أن أقول أننى ندمت عليه احتراما للمخرج والمنتج والمؤلف، وإذا اضطر لقبول بعض الأدوار بسبب الالتزامات والمسؤوليات، لأنه لم يكن له مصدر رزق آخر غير التمثيل كان يحرص على اختيار أفضل ما يعرض عليه من أدوار، وكان يحرص دائما على طريقة اللبس ويحافظ على أناقته ولم يكن يستعين باستايلست كما يحدث الآن، كما كان محافظا على وزنه ويهتم بنظامه الغذائى واعتاد ألا يأكل بين الوجبات.
وماذا عن حياته الشخصية والعاطفية وقصة زواجه؟
- عندما جاء أبى وأسرته من منيا القمح إلى القاهرة سكنوا فى مصر القديمة، ومنها انتقلوا للسكن فى طرة، حيث رأى والدتى التى كانت جارته ونشأت بينهما قصة حب وطلبها للزواج، وتزوجها عام 1961 قبل شهرته، ولم يتزوج طوال حياته غيرها وأنجب منها 4 أبناء هم شقيقاتى الثلاثة الأكبر «أمال ودنيا وصفاء»، وأنا ابنه الأصغر والوحيد، وعملت والدتى مدرسة لفترة ثم تفرغت لتربيتنا.
حدثنا عن صفات الفنان صلاح قابيل الأب والزوج؟
- كان زوج وأبا أكثر من رائع، ورغم شهرته ونجوميته كان يفضل أن يقضى وقته دائما معنا، وأن نجتمع معا على الطعام إذا لم يكن مرتبطا بتصوير، وكان صديقا لنا جميعا، نتحدث معه فى كل أسرارنا، وكان صديقا لأصدقائى، يحكون معه عن كل شىء، وكان يتبع مع شقيقاتى البنات مبدأ سك على بناتك بس أديهم المفتاح، وإذا حدثت مشكلة بينى وبين إحدى شقيقاتى كان يقف فى صف البنت، ويقول دول بنات ما ينفعش أنصفك عليهم وطوال حياتى كنت أخاف على زعل بابا مش من زعله، وكانت حياة والدى بين البيت والشغل، ولم يكن يفضل السهرات الفنية.
وما أكثر شىء كان يثير غضبه؟
- كان أبى هادئا، ولكن كان الكذب أكثر ما يغضبه، ويقول دائما قول الحق لو على رقبتك، لإن الكذب ستعالجه بكذب أكبر، وعندما تحدث معى عن التدخين قال لى: «لو عاوز تدخن دخن قدامى، ماتخليش السجاير تفقدك صحتك وأخلاقك، ولكن وأنا فى الصف الثانى الثانوى بدأت تدخين ولم أجروء على مصارحته، فقال لى أنا مبسوط منك إنك خاسس علشان تحافظ على وزنك لكن أشك إنك تدخن؟ فقلت له آجل، وما قدرتش أكذب، فقال لى ليه ما قلتليش مش إحنا اتفقنا، وكنت أناديه بلقب «بوب»، فقلت له «هابطل يابوب»، فقال لى لا تستعجل خد وقتك وفكر عاوز تدخن دخن أمامى، هتبطل يبقى تبطل نهائى وخد فرصة لبكرة علشان تقرر، فصممت ووعدته أن أتوقف عن التدخين فورا، وبالفعل أجبرتنى طريقته على التوقف عنها، وقلت لأصدقائى كان نفسى يزعقلى أو يضربنى، لكن أسلوب وطريقته أجبرتنى على تنفيذ ما يريد، فقد كان ذكيا وحكيما، ويستطيع أن يصل لما يريد بطريقة بسيطة، وكان طيبا وكريما وابن بلد، عندما أرى شخصية علام السماحى فى مسلسل ليالى الحلمية لا أتمالك نفسى من البكاء، لأن أبى لم يكن يمثل فى هذا الدور وكان يعبر عن شخصيته وصفاته مع أصدقائه وأهله وأهل منطقته، وهى نفس صفات الأسطى فرج ابن البلد الجدع فى مسلسل الحب وأشياء أخرى.
وهل كان لأحد منكم ميول فنية؟ وما موقفه منها؟
- كان لدى رغبة فى التمثيل من بين إخوتى، وأردت أن ألتحق بمعهد السينما، ولكن والدى رفض، وقال إنه يمكننى دراسة الفن بعد حصولى على شهادة إذا كانت لدى موهبة، وكان لا يرغب فى أن أعمل بالتمثيل، لأنه كان يراه شاقا ومرهقا، حيث تعرض لمصاعب كثيرة أهمها أنه اضطر أن يبقى دون عمل فترات طويلة ومنها فترة النكسة، وكان وقتها مسؤولا عن أسرة وليس لديه مصدر آخر للرزق، فدرست سياحة وفنادق وحصلت على دورة تمثيل وشاركت فى 3 مسلسلات وفيلم وإعلانين، ولكننى أعمل كهاو وشقيقاتى البنات درسن هندسة وسياحة وفنادق.
وكيف كانت علاقاته بالزعماء والرؤساء؟
- بابا مالهوش فى السياسة، لكنه قابل السادات ومبارك فى احتفالات أكتوبر، وحضر اجتماعات مبارك مع الفنانين.
وهل تم تكريمه التكريم الذى يستحقه؟
- تم تكريمه بعد وفاته، وقليل جدا أثناء حياته، حيث حصل على جائزة التمثيل عن دوره فى مسلسل دموع فى عيون وقحة، وأخذ جائزة عن فيلم ضربة معلم.
كان الوالد وسيما فهل كان له معجبات وموقف الوالدة من ذلك؟
- كان له الكثير من المعجبات والمعجبين ووالدتى كانت تستوعب أن كل فنان يجب أن يقابل جمهوره بابتسامة، وكان أبى مجاملا ومتواضعا وخدوما، وعندما نسير بالسيارة ويجد أسرة أو مجموعة شباب يقفون ولا يجدون وسيلة مواصلات كان يقف ويأخذهم معه لتوصيلهم إلى المكان الذى يريدونه.
وهل كانت لديه هوايات أخرى غير التمثيل؟
- كان رياضيا وبيلعب بوكس فى الجامعة، وكان يهوى القراءة وحل الكلمات المتقاطعة، حتى إنه كان يفوز فى أى برنامج مسابقات وفاز بالكأس فى برنامج «الكاس لمين» للمذيع طارق حبيب، لأنه مثقف ولديه حصيلة معلومات كبيرة، وعلمنى منذ صغرى كيف أقرأ الصحيفة، وقال لى وأنا فى الصف الأول الإعدادى أول حاجة تقرأها فى الأهرام مقال أنيس منصور وأحمد بهاء الدين، واللى ماتفهمهوش تعالى أشرحهولك، ونصحنى بقراءة بريد الجمعة لعبدالوهاب مطاوع، فحببنى فى القراءة، وكانت كل خبراته فى التمثيل ولم يعمل فى أى مجال آخر.
انتشرت عدد من الشائعات عن الوالد بعد وفاته فهل طاله بعضها وهو على قيد الحياة، خاصة أنه كان يتمتع بمواصفات النجم الوسيم؟
- الحمد لله طوال حياته لم تصدر عنه أى شائعة أخلاقية، وأكثر الشائعات انتشرت عنه بعد وفاته وأهمها شائعة دفنه حيا، أما الشائعة الثانية والتى أحاول نفيها مرارا دون جدوى فهى شائعة زواجه من الفنانة وداد حمدى، وأننى ابنه منها، فوداد حمدى كانت زميلة للوالد ولم يتزوجا مطلقا، كما أن شقيقها نفى ذلك أكثر من مرة، وأتعجب من مصدر هذه الشائعة على الرغم من أنه لم تجمعهما أعمال ومشاهد مشتركة كثيرة، كما أن هذه الشائعة لم تظهر فى حياة والدى، ولكن انتشرت بعد وفاته.
وما أكثر المواقف الصعبة التى مرت على الوالد ومتى رأيت دموعه؟
- هناك مواقف صعبة كثيرة أسرية وفنية أثرت فيه، ولكن أول مرة أرى دموعه عندما توفى الرئيس السادات، وكان قلقا جدا على أعماله الفنية وكأنه ينتظر ولادة ابنه، ويؤنب نفسه إذا لم تعجبه طريقة أدائه فى أحد المشاهد، فمثلا كنا نشاهد سهرة تليفزيونية له فى رمضان، ولاحظ فى أحد المشاهد أن الكرافتة التى يرتديها أطول فى شوط عن آخر، وظل يؤنب نفسه على هذا الخطأ الذى لم يلحظه أحد حتى أنه لم يتسحر، وظل متأثرا لأيام، وكان دقيقا جدا فى عمله، وأذكر أنه عرض عليه دور فى مسلسل كبير جدا، ولكنه رفضه وعندما سألته، قال لى الدور فعلا حلو جدا ولكنه لا يناسبنى، لأنه يستلزم أن أقوم بدور طالب جامعى فى عمرك، فهل يتقبلنى أصدقائك فى هذا الدور وأنا عمرى 58 سنة، ورفض المسلسل لأنه يحترم المشاهد.
وما أكثر الأدوار التى كان يعتز بها؟
- دوره فى مسلسل دموع فى عيون وقحة، وليالى الحلمية الذى أدى فى الجزء الرابع منه دورعلام السماحى ولكنه توفى فى 3 ديسمبر 92، فتم تغيير سيناريو الجزء الخامس وحذفت منه مشاهد علام السماحى وأشارت أحداث المسلسل الى وفاته.
وماذا عن مسلسل ذئاب الجبل؟
- كان والدى طاير من الفرح عندما عرض عليه هذا المسلسل، وكان مقررا أن يقوم بدورعلوان أبو البكرى، ووقتها كان يصور مسلسل عصر الفرسان، وتوفى قبل تصوير آخر مشاهده فقام ابن عمه الملحن والصحفى محمد قابيل الذى يشبهه بتصوير آخر مشاهده فى هذا المسلسل، ولكن صور والدى 8 مشاهد فقط من مسلسل ذئاب الجبل قبل وفاته، فرشح للدور الفنان عبدالله غيث الذى توفى أيضا قبل الانتهاء من تصوير باقى المشاهد، ولكن غيث كان قد صور جزءا كبيرا، بما يعادل %85 من الدور، فتم تعديل نهاية المسلسل بموت علوان أبو البكرى، وكلما شاهدت هذا المسلسل أتأثر وأشعر بالحزن، لأن والدى كان يتمنى أن يمثل هذا الدور ولكن القدر لم يمهله.
ومن أقرب أصدقائه من الوسط الفنى؟
- كل أبناء جيله كانوا أصدقاءه وأقربهم عمى الحاج رشوان توفيق وكان يحبه جدا، ويوسف شعبان وعزت العلاليلى وحمدى أحمد وإبراهيم سعفان.
حدثنا عن الفترة الأخيرة فى حياته وحقيقة شائعة دفنه حيا؟
- والدى لم يكن مريضا بالسكر أو أى مرض مزمن كما أشيع عنه بأنه توفى بسبب غيبوبة سكر، ولكن يوم 1 ديسمبر عام 1992، وكان موافقا يوم ثلاثاء أفطر معنا هنا، ثم سلم علينا ونزل للتصوير، وبعد ساعات عرفت أنه عاد للبيت متعبا يشكو من ازدياد آلام الصداع الذى كان يعانى منه قبلها بأيام، وارتفع ضغطه، ثم سقط وتم نقله للمستشفى فى حالة حرجة، حيث أصيب بنزيف فى المخ أدى إلى غيبوبة، وعندما ذهبت للمستشفى ورأيته عرفت أنها النهاية لتدهور حالته، وبعدها توفى فى 3 ديسمبر 1992، وكان وقتها عمرى 22 عاما، ورأى عدد من أحفاده أبناء شقيقاتى وكان مرتبطا بهم بشدة، ومنهم كريم حفيده الأكبر الذى كان عمره وقتها 5 سنوات، وأصيب بحالة نفسية بعد أن رأى جده يسقط أمامه، وبقى والدى 38 ساعة فى المستشفى حتى انتهينا من الإجراءات وتم دفنه، لنفاجأ بعدها هذه الشائعة السخيفة التى تشير إلى أنه دفن حيا، وتم روايتها بأكثر من طريقة منها أنه كان مصابا بغيبوبة سكر رغم أنه لم يكن مصابا بالسكر، وأنه عثر عليه على سلم المقربة، وكان يحاول الخروج منها، بينما أشارت شائعة أخرى إلى أنه خرج بالفعل من المقبرة وشاهده بعض الناس، وهو كلام عار تماما من الصحة، فلم ينزل أحد للمقبرة أو ندفن فيها أحد إلا بعد دفن والدى بسنوات، ولم تفتح بعد دفنه وكذبت هذه الشائعة مرات عديدة دون جدوى، وكان أبى اشترى هذه المقبرة قبل وفاته بـ6 شهور فقط رغم أنه لم يكن متحمسا من قبل لشراء مقبرة، وكان قبل وفاته يذهب إليها كثيرا، وانتشرت هذه الشائعة بعد وفاته، وتعود بين حين وأخرى، ولا نعرف مصدرها، حتى أجرى محمد قابيل تحقيق عن هذه القصة وذهب للمقبرة وصورها ليؤكد أن هذه مجرد شائعة ولكن دون جدوى، ولم أشك للحظة فى صدق هذه الشائعة.
وهل كان للوالد وصايا قبل وفاته؟
- لم يكن يوصينا سوى بمراعاة بعضنا البعض وصلة الرحم، وكان قبل أيام من وفاته يعيش حالة من الزهد لم ندركها إلا بعد وفاته، فلم يهتم كثيرا باختيار ملابسه كالمعتاد أو بشكل سيارته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة