"صنع فى السجن" شعار رفعه السجناء مؤخرا، من خلال خلية نحل تعمل بشكل منتظم خلف الأسوار، داخل المصانع وورش الحدادة والأثاث، وفى المزارع والحقول، تنتج وتساهم فى دعم الاقتصاد الوطنى وتحقق الاكتفاء الذاتى وتسعى لتصدير المنتجات للخارج.
وزارة الداخلية حرصت على تأهيل السجناء وتعليمهم حرف تدر عليهم أموالاً، خاصة أنهم يشكلون قوة إنتاجية كبيرة يجب على الدولة الاستفادة منها باستغلالها فى مجالات العمل لما يحققه ذلك من الخير للمجتمع بأثره، ومن ثم تبنت الدولة مبدأ توفير العديد من فرص العمل داخل السجون، فأقيمت العديد من المشروعات الإنتاجية داخل السجون، وتم إنشاء هيئة صندوق التصنيع والإنتاج للسجون بهدف تأهيل المسجونين وتشغيلهم فى مشروعات شتى.
وتعمل وزارة الداخلية على التوظيف الأمثل لطاقات السجناء، واستثمار أوقات فراغهم فى عمل نافع، والنهوض بالمستوى المعيشى لهم ولأسرهم من خلال تنميتهم مهاريا ومهنيا، وحصولهم على أجور مجزية مقابل العمل، بهدف تأهيلهم للانخراط الكريم فى مدارج المجتمع.
هنا.. داخل ورش الحدادة والخشب، يقضى السجناء عدة ساعات فى العمل، لإنتاج كافة أنواع الأثاث ذات الجودة العالية، ويتم عرض هذه المنتجات فى معارض السجون، ليحصل النزيل على جزء من الربح.
الأمر لا يتوقف على السجناء الرجال، وإنما تشارك النساء فى ماكينة العمل اليومية، فتنتشر مصانع التطريز وصناعة الأقمشة والمنسوجات داخل سجون النساء، حيث يجدن السجينات الخياطة والتطريز، فضلاً عن صناعة الإكسسوارات وعرضها بمعارض السجون.
السجين "وليد.خ" قال لـ"اليوم السابع"، مصلحة السجون توفر لنا الخامات بالمجان، ونبدأ العمل والإنتاج ثم يعرضوا المنتجات فى المعارض الخاصة بالسجون، لنحصل على جزء من الربح.
سجين آخر، أكد أنه ينفق على نفسه من الربح الذى يحصل عليه، وزوج ابنته بالأموال التى حصل عليها، وعندما يخرج من السجن سيعمل فى مهنة صناعة الأثاث التى تعلمها بالسجن.
ويحرص قطاع السجون على الاهتمام بالجانب التأهيلى للسجناء من خلال تنمية المهارات الحرفية والمهنية للمسجونين وتشغيلهم فى مشروعات إنتاجية تتبع قطاع السجون لإنتاج بعض السلع والمواد الغذائية اللازمة لسد احتياجات السجون، والاهتمام بالجانب التعليمى والترفيهى، وذلك بإتاحة الفرصة لـ 21943 سجين للالتحاق بمراحل التعليم المختلفة، وإقامة المسابقات الرياضية والأنشطة الترفيهية داخل السجون.
ولا تتوقف عملية تطوير السجون على الاهتمام بعمل السجناء وإنما تثقيفهم أيضاً، تجنبا لتركهم وشأنهم داخل المؤسسة العقابية دون إشراف أو توجيه على مناحى تفكيرهم، خشية أن يتجه إلى التفكير فى الجريمة أو تقليد غيره من المجرمين، لذلك يصرح لنزلاء السجون أن يستحضروا الكتب والصحف والمجلات المصرح بتداولها للاطلاع عليها أثناء وقت الفراغ، وتم دعم المكتبات المؤثثة وتزويدها بأحدث الإصدارات من الكتب الثقافية والعلمية والدينية، الصادرة عن كبرى دور النشر.
بدوره، قال اللواء زكريا الغمري مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، إن هناك العديد من المشروعات الانتاجية داخل السجون، وسيتم افتتاح عدد أخر خلال الفترة المقبلة.
وأضاف رئيس قطاع السجون، أن هناك توجيهات مستمرة من اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بضرورة الاهتمام بالنزلاء، ومن ثم بات السجين يتعلم الحرف المختلفة داخل السجن ويكسب من عمله، وعندما يخرج من السجن يستطيع العمل بالمهنة التي تعلمها.
وأردف مساعد وزير الداخلية، منتجات السجناء تتميز بجودة عالية وانخفاض في الأسعار مقارنة بمثيلاتها في الخارج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة