عزيزى وزير التربية و التعليم الفاضل "
تحية طيبة لشخصكم الكريم و مساعيكم المحمودة و نيتكم الصادقة فى تطوير منظومة التعليم" ؛ و بعد:
أما عن التطوير المنتظر، فقد وضعت سيادتك الخطة و بذلت مساعي كبيرة و استعنت بالخبرات اللازمة و أقررت المناهج المطورة و أساليب التعليم الجديدة و التابلت الدراسى"، ثم انطلق العام الدراسى الجديد و نحن يملؤنا الأمل و التفاؤل بأداء مختلف شكلاً و موضوعاً في المدارس و طرق التعليم و غيرها من الآمال العريضة التي تطلعنا إليها ولكن كانت المفاجأة أن الحال بقى على ما هو عليه شكلاً و موضوعاً، لصالح مافيا التعليم العتيدة التي لن تسمح بضياع مصالحها و تقليص حجم منافعها الضخمة من وراء العملية التعليمية من خلال السناتر الخاصة و الدروس المنزلية و الملازم و خلافه و التي تدر لهؤلاء ملايين و ربما مليارات الجنيهات علي حساب أي شئ و كل شئ!.
مع بداية العام الجديد فوجئنا بأن الفصول المدرسية تقل عشرات المرات عن استيعاب العدد الفعلي للتلاميذ ؛ و أن هناك فصولا يجلس الطلاب بها علي الأرض ؛ فضلاً عن استتباب الأوضاع القديمة علي ما هي عليه من حيث أساليب المدرسين المعتادة التي تخلو في الكثير من الأحيان من المهنية و الإلتزام و عدم التدريب الكافي الذي يسمح للمعلم أو المعلمة بالإعتماد و أداء المهمة التي لم تعد في تلك الآونة مهمة.
وتابعت تصريحات سيادتك الخاصة بعدم توافر الإمكانات المادية اللازمة لتوفير العدد المناسب من المدارس و الفصول التي تستوعب عدد الطلاب و تسمح لهم بالجلوس و الإستفادة، كما أعلم أن الميزانية التي توفرها الحكومة للعملية التعلمية برمتها لا تكفي نهائياً بل تحتاج إلي عشرات أضعافها و أنه ليس هناك بالإمكان أفضل مما كان.
أولاً: علينا و إياكم البحث عن الحلول البديلة لإنقاذ المنظومة بالبحث عن مصادر وطنية للتمويل و المساعدة من خلال
رجال الأعمال المصريين الوطنيين" و مناشدتهم بالمشاركة الحقيقية التي لا تعد تفضل علي مصر بل واجب وطني و نوع من أنواع رد الجميل لهذا البلد الذي كثرت و تضاعفت به ثرواتهم و نجحت فيه مشروعاتهم ؛فالكثير منهم لا يبخل بإقامة المهرجانات والحفلات الضخمة و غيرها من أشكال الترفيه التي إن صرف مثلها في عمل وطني مصيري فارق في مستقبل البلاد و أجيالها الحالية و القادمة مثل بناء المدارس و المساهمة في تطوير العملية التعليمية مادياً من أجل مصر لن يتضرر كثيراً
ثانياً :وضع خطة شاملة طويلة المدي لإعداد و تدريب المعلمين علي أساليب التدريس الحديثة و كيفية التعامل الجيد معها و إتقان العمل بها ليصل هذا إلي الطلاب و تدور العجلة بشكل طبيعي دون عثرات و مواقف محرجة للمدرس قد تفقده هيبته أمام التلميذ.
ثالثاً :القضاء التام علي العنف بالمدارس ووضع صياغة جديدة يتدرب عليها المدرس جيداً و يلتزم بها في التعامل داخل المدرسة ، و وضع الحالة النفسية للطلاب في الأولوية لنخرج أجيال سوية مستقيمة نفسياً لا مشوهة مريضة تصبح قنابل موقوتة لتدمير المجتمع فيما بعد. فعلي سبيل المثال لا الحصر شهدت محافظة الإسكندرية واقعة جديدة فى مستهل العام الدراسى ، داخل مدرسة على جاد التجريبية التابعة لإدارة المنتزه التعليمية ، عندما تبولت طالبة ، بالصف الثانى الابتدائى، على نفسها داخل الفصل، وسط إشارات إلى أن معلمة الفصل شديدة التعنت فى تعاملها مع الأطفال، وأنها لم تسمح للطالبة بالذهاب إلى الحمام، و بالفعل قام عدد من أولياء الأمور بتقديم شكاوى ضد المعلمة يتهمونها بسوء معاملة الطلاب داخل الفصل، وإرهابهم بالعصا.
رابعاً :المقابل المادي اللائق للمدرسين لتشجيعهم علي العمل بنفس راضية و مراعاة احتياجاتهم التي قد تدفع بهم إلي مثل هذه الأساليب المتعنتة القاسية في التعامل داخل الفصول، وكذلك وضع غرامات قاسية و إنذارات حاسمة لعصابات الإتجار بدماء الطلاب و ذويهم من أصحاب السناتر الخاصة و الدروس الإجبارية بمشتقاتها و مستلزماتها التي باتت فرض عين علي كل بيت مصرى،
أملاً غير منقطع في أداء مختلف و خروج آمن من دائرة مغلقة علي فئة منتفعة لا يسعدها تطوير منظومة التعليم و خروجها من عنق الزجاجة الذي احتبست به عشرات السنوات ، بل ستقاتل و تقاتل من أجل بقاء الحال علي ما هو عليه.
وفقكم الله و سدد خطاكم و حقق رجانا و رجاكم في مستقبل أفضل لوطننا الحبيب مصر.