بعد أزمة مخطوطات البحر الميت.. كيف يتم اكتشاف تزوير المخطوطات؟

السبت، 27 أكتوبر 2018 10:00 م
بعد أزمة مخطوطات البحر الميت.. كيف يتم اكتشاف تزوير المخطوطات؟ مخطوط
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعدما أعلن متحف الكتاب المقدس فى واشنطن عن اكتشاف 5 اجزاء من مخطوطات البحر الميت مزيفة، والتى كانت تعرض امام الجمهور على أنها أصلية بعد إجراء العديد من الفحوص والدراسات عليها، فإن السؤال الذى يطرح نفسه هنا هو : ماذا يتم لتزوير مخطوط وكيف يتم معرفة ما إذا كانت المخطوط مزيف أو اصلى؟.

وللإجابة على الأسئلة السالف ذكرها، قال مصطفى عبد السميع محمد سلامة، مدير عام الإدارة العامة للبرديات والمخطوطات والمسكوكات بدار الكتب المصرية، إن تزوير المخطوط يعنى: إحداث تغيير بالمخطوط أو الوثيقة عن طريق الكشط أو الطمس أو المحو أو التغيير، بهدف الحصول على الربح المادى، أو غيره من الأسباب التى سيتطرق إليها الحديث.

وأضاف مصطفى عبد السميع محمد سلامة: "يأخذ التزوير محاور عديدة، مثل: المحو أو الكشط، وهذا المحور يصيب: تاريخ النسخ، واسم الناسخ، ومكان النسخ،كما يستهدف خوارج النص (التملكات، السماعات، القراءات، الوقفيات)، وكذلك يصيب بيانات صفحة العنوان (العنوان، المؤلف)".

وقال مدير عام الإدارة العامة للبرديات والمخطوطات والمسكوكات بدار الكتب المصرية،إن المحور الثاني هو تفكيك المخطوط إلى ملازم وصفحات، حتى يتسنى للمزور أن يضع صفحات تحمل بيانات مزورة مكان الصفحات الأصلية، كأن يغير صفحة العنوان وما تشتمل عليه من عنوان المخطوط ومؤلفه، وصفحة المقدمة التى تشتمل – فى الغالب- على: اسم المؤلف وعنوان المخطوط وسبب تأليفه، وأبواب وفصول الكتاب (الفهرس). كما يستهدف صفحة الخاتمة التى تشتمل على حرد المتن أو الكولوفون، وتحوى هذه الصفحة بيانات النساخة.

واستكمال حديثة: والمحور الثالث: التلاعب فى المجاميع، والمجموعة أو المجموع – كما يعلم المتخصصون فى ذلك العلم- هو المجلد الذى يشتمل على أكثر من رسالة، ويأتى الجمع اعتبارًا للفن، فتكون الرسائل كلها فى فن واحد لمؤلفين مختلفين، وأحيانًا تأتى الرسائل فى فنون مختلفة لمؤلف واحد، حيث كان مؤلفو هذا الزمان موسوعيى الثقافة، وأحيانا تأتى الرسائل فى فنون مختلفة لمؤلفين مختلفين. ويدخل التزوير المجاميع من باب تفكيك الرسائل إلى رسائل مفردة لتأتى بعائد مادى أكبر، كما يمكن استلال رسالة نفيسة أو مهمة من المخطوط لغرض سياسى أو مذهبى وهكذا.

وعن المحور الرابع، قال مدير عام الإدارة العامة للبرديات والمخطوطات والمسكوكات بدار الكتب المصرية إنه يتعلق بإزالة الأختام، سواء كانت هذه الأختام متعلقة بالتملكات أو الوقفيات، لغرض نسبة المخطوط إلى مكتبة غير مكتبته الأصلية.

واشار إلى أن أسباب التزوير تنحصر فى: الرغبة فى الحصول على الكسب المادى، أو لرغبة سياسية أو مذهبية، أو لجهل الناسخ بحقيقة عنوان المخطوط ومؤلفه، أو لإكساب مخطوط مؤلفُه مغمور شهرة وصيتًا، أو الحسد والحقد على شخص معين فينسب له ما لم يقله للإضرار به.

وللإجابة على السؤال الثانى كيف نكشف التزوير؟، قال مصطفى عبد السميع:

1 ـ  لا بد لمن يتعرض لمهمة كشف تزوير المخطوطات من التسلح بالمعرفة المتراكمة بعلم المخطوطات ولا سيما الجانب المادى (الكوديكولوجى) المتعلق بالورق والأحبار والتجليد.

2 ـ لا بد له من المعرفة العميقة بالخطوط المنسوبة والمعتادة والسمات الخطية لكل كاتب ولكل عصر.

3 ــ يجمل بكاشف التزوير أن يكون عارفا بالجانب الببليوجرافي الذى يخدم تخصصه ويساعده من التأكد من توثيق المؤلف والعنوان ونسبة أحدهما إلى الآخر.

واختتم مدير عام الإدارة العامة للبرديات والمخطوطات والمسكوكات بدار الكتب المصرية، حديثه قائلا: إن العلم ساعد فى كشف التزوير، فللكربون المشع دور مهم فى معرفة العمر الحقيقى للرق (الجلد المكتوب عليه فى الفترة المبكرة)، كما أن الخبرة فى معرفة الأختام وصيغ الوقفيات والتملكات والسماعات والقراءات تمكن الكاشف عن التزوير من معرفة النسخة المزورة من النسخة الأصلية. وأيضًا إذا وجِد تاريخ النسخ سابقًا لتاريخ ميلاد المؤلف فهذا دليل دامغ على التزوير.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة