تعددت النماذج المشرفة لأطفال وتلاميذ المدارس من ذوى الاحتياجات الخاصة، ممن تغلبوا على إعاقتهم وأثبتوا أنهم أفضل من الأصحاء بل هم الأصحاء، ومن لا يستطيعون تحقيق أحلامهم منن الأصحاء هم ذوى الإعاقة، ومن بين هؤلاء طالبتين بالصف الثانى الثانوى، حصلتا على ميداليتين ذهبيتين وشهادة تقدير لفوزهما فى مسابقة "فرسان القراءة والتحدى" التى أجريت للمتسابقين على مستوى الجمهورية، كما كرمتهما الدكتورة بثينة كشك وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ.
قالت سهيلة السيد مصطفى أبو مندور، أنها تتمنى أن تكون إعلامية لامتلاكها لمقومات الإعلامى الجيد، مؤكدة أن تلك المهنة من المهن الهامة لكشفها للحقائق وخدمة المجتمع، ومحاربة الفساد، ولن تمنعها إعاقتها من أداء عملها، مشيرة إلى أن معلمتها "علا الزفتاوى"، طلبت منها ومن صديقتها دينا مختار محمد، المشاركة فى مسابقة فرسان القراءة والتحدى " على مستوى الجمهورية، وتشمل المسابقة 3 محاور "مهارات المكتبة، وبث المثل والأخلاق والقيم فى نفوس التلاميذ سر تقدم الأمم، وإعادة تدوير القمامة يحد من تلوث البيئة.
وأكدت سهيلة، لـ"اليوم السابع"، أن لديها يقين أن الإعاقة نعمة من الله سبحانه وتعالى على العبد، لأنه يعوضه عن إعاقته بمميزات لا تجد عند الكثير من الناس، مشيراً إلى أن الإعاقة أنواع متعددة، وأكثرها تأثيراً على حياة الإنسان كف بصره، ولكن أن يفقد الإنسان بصره وينير الله بصيرته، فهو أمر عظيم بالنسبة لها، مؤكدة أنها تقضى يومها طبيعياً منذ استيقاضها من نومها وتتوجه لمدرستها "النور للمكفوفين بكفر الشيخ"، لتتلقى العلم على يد أساتذتها مستخدمة الوسائل المتعددة، وعندما تعود تتعامل من العالم الافتراضى لثبت المعلومة، أو تبحث عن معلومات فى مجال الدروس التى تدرسها فى مدرستها أو معلومات عامة.
وأضافت سهيلة، أنها فرحت باشتراكها فى المسابقة، وداومت على الحضور للمدرسة للمناقشة والحور مع زميلتها "دينا" ومع معلمتها حول الموضوعات ومحاور المسابقة، وخاضت التجربة وتمكنت من الحصول على الميدالية الذهبية، مؤكدة أن فرحتها لا تُصف لفوزها.
وقالت سهيلة، المعلم قدوة لطلابه وهو ساعده الأيمن فى كل مجال ينجح فيه وهى لن تنسى معلمتها علا الزفتاوى التى كانت بالنمسبة لها ولزميلتها النور الذان يرون به كل شئ، فالعلاقة بينهم علاقة أم ببنتين كفيفتين يسيران على نهجها وبمساعدتها، مؤكدة أنها تنصح كل المعلمين أن يكونوا قدوة لطلابهم لأن ذلك العطاء سينعكس على الطلاب بالإيجاب فى حياتهم ومستقبلهم وكما أنهم وجدوا اليد التى تمتد لهم وتحنوا عليهم، سيكون فى المستقبل يداً تحنو على غيرهم.
وأضافت دينا مختار محمد بالصف الثانى الثانوى، أنها تجيد التعامل مع العالم الافتراضى، لذا استعانت بكثير من الموضوعات والمراجع على " جوجل"، كما استعانت بكتب وأبحاث تتناول أهمية إعادة تدوير القمامة، والاستفادة منها بصناعة الورق والبلاستيك، مشيرة إلى أنه فى إمكانيتها تقديم تصور كامل عن كيفية الاستفادة من المخلفات سواء التدوير أو دفنها فى الأرض بمسافات كبيرة، ويمكن أن تتحول تلك المدافن بعد سنوات لحقول غاز أو بترول، ولو لاحظنا أن نفس الفكرة فى استخراج غاز الميثان الذى تم استخراجه من روث المواشى ونجحت التجربة لدى المزارعين بعدد من القرى واستغنوا عن أسطوانات الغاز واستفادوا من روث المواشى باستخراج الغاز.
وأكدت الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ، أنها حريصة على تكريم المتفوقين من الطلاب والطالبات وخاصة الطلاب من ذوى الاحتياجات الخاصة، وتوفير معلمين لهم على درجة كبيرة من الوعى والقدرة على التعامل الأمثل معهم، والطالبتين سهيلة ودينا من الطالبات المتفوقات اللاتى استطعن تحقيق ذواتهما من خلال مشاركتهما فى المسابقة على مستوى الجمهورية، وسيظل تعليم كفر الشيخ مساندا لكل الطلاب وخاصة المتميزين وأصحاب المواهب فى كل المجالات.
