قصة كفاح كبيرة بدأها مواطن من أرياف الشرقية، من الصفر حيث تحدى الجميع وقهر الظروف الصعبة التى واجهها من الفقر وكان لديه إرادة قوية وعزيمة أن يهزم الجهل بداية من عمله عامل بمدرسة ميت حمل الإعدادية، حتى انتهت بحصوله على رسالة الماجستير والدكتوارة، ليثبت للجميع أن العلم هو طريق النور، صاحب قصة الكفاح هو" محمد عبد الحكيم محمد أبو طرية" مواليد 1944 بقرية سندنهور مركز بلبيس محافظة الشرقية".
"اليوم السابع" زاره بمنزله ليروى لنا قصة كفاحه من طفل صغير حرم من التعليم بسبب الفقر، نهاية بسفر للدول العربية وحصوله على الماجستير والدكتورة وتكريمه أكثر من مرة.
روى محمد عبد الحكيم قصة كفاحه، قائلا: كنت الأبن الأصغر لرجل فلاح بسيط لديه 4 أبناء، التحق الأول والثانى بالتعليم، وكان يقطع من لحمه الحى لينفق علينا، وطلب منى العمل معه فى الفلاحة لكى أساعده، مع شقيقى الثالث، وعندما دخلت الجيش، سنة 1964 انبهر بأسلوبى الضباط واعتقدوا أنى حاصل على قسط من التعليم، وكان يتم إختيارى من قبل قادتى للمشاركة فى المأموريات التى تحتاج إلى جنود متعلمين، إلى أن سافرت إلى شقيقى الأكبر بالقاهرة.
وتابع "طلبت منه أن التحق بالتعليم، وكان عمرى وقتها 21 سنة، ورحب بالفكرة لكونه متعلم، وساعدنى بالكتب، وبدأت من الصفر أذكر من البيت إلى أن أنهيت الشهادة الإبتدائية، والإعدادية، وبعد نهاية حرب أكتوبر حيث شاركت فى حربى الاستنزاف و أكتوبر، تم تعينى ضمن عدد من العمال، عامل بمدرسة ميت حمل الإعدادية، وهى قرية مجاورة لنا".
واستطرد "عبد الحكيم":"من هنا كانت نقطة الإنطلاق الحقيقة نحو الرغبة فى استكمال دراستى، والتحقت بالثانوية العامة، وحصلت على مجموع كبير ودخلت كلية الآداب قسم التاريخ يجامعة الإسكندرية، وتمكنت من التحويل إلى جامعة الزقازيق، وخاصة لحصولى على تقدير جيد، وذات مرة زار مدرستنا أحد قيادات إدارة بلبيس التعليمية، وعرف بقصتى فقرر نقلى إلى ديوان عام إدارة بلبيس للعمل فى الأعمال الكتابية، وبعدها ب4 سنوات ونهاية دراستى فى الكلية بتفوق، ثم نقلى للعمل سكرتير لمدرسة قهلة الجبلة الإبتدائية، إلى أن صدر قرار بنلقى إلى مدرسة ميت حمل الإعدادية للعمل كمدرس إنجليزى، لوجود عجز كبير فى عدد مدرسين اللغة الإنجليزية وتم الإستعانة بخريجى أقسام التاريخ، لسد العجز، وتم ترقيتى إلى أن وصلت مديرا لمدسة ميت حمل الإعدادية التى كنت أعمل عاملا فيها، ومنها مديرا إلى مدرسة الشيخ عيسى، ومنها مديرا لمدرسة عرب البياضين الإعدادية حتى بلوغى سن المعاش سنة 2004".
وسرد"عبد الحكيم" عن شعور زملاء من العمال والمدرسين بالمدرسة بالفخر بما حققه من عامل بالمدرسة لمديرا لها بعدة عدة سنوات، موضحا أن ذلك لم يرضى حلمى فى تحقيق النجاح أكثرا، فدرست فى الدراسات العليا على يد الدكتور رأفت الشيخ، وحصلت على درجة الماجستير فى العلاقات الدولية" نشأة الدولة الأردنية" حيث كلفنى حلمى فى التفوق كثرا، من ترك المنزل ومسئولية تربية الأبناء لزوجته، وسافرت لدولة الأردن من أجل تجميع المادة العلمية، بتكليف من الكلية، وقضيت 6 أشهر أبحث عن المادة العلمية، ووفقت وحصلت على درجة الماجستير بتقدير جيد جدا، وبعدها عكفت على الحصول على درجة الدكتوراة وكانت عن الملكة العربية السعودية" العلاقات الحجازية – النجدية" وسافرت إلى السعودية وإلى العراق لجمع المادة العلمية، إلى أن حصلت على درجة الدكتوراة.
وتابع الدكتور "عبد الحكيم" أنه تم تكريمه من قبل قيادات التربية والتعليم ومحافظ الشرقية الأسبق حسين رمزى كاظم، كما تم إختياره من قبل نقابة المعلمين المعلم المثالى على مستوى الجمهورية سنة 1999، موضحا أن وزير التربية والتعليم الأسبق مصطفى كمال حلمى، أرسل إليه سيارة خاصة من مديرية التربية والتعليم بالشرقية وتم منحى درع فى عيد العلم منه.
فيما قالت زوجته وشريكه كفاحه" أحلام محمد" : زوجى عانى كثير من الكفاح ولم يحصل على حقه كان يسافر على نفقته الشخصية من أجل العلم، ولكن أكرمنا الله بتربية أبنائنا الخمسة ولدين و3 بنات، جميعهم حاصلين على مؤهلات عليا وبينهم نقيب بالقوات المسلحة.
"اليوم السابع" زاره بمنزله ليروى لنا قصة كفاحه من طفل صغير حرم من التعليم بسبب الفقر، نهاية بسفر للدول العربية وحصوله على الماجستير والدكتورة وتكريمه أكثر من مرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة