المخزون يكفى أكثر من 6 أشهر.. وقريباً إنشاء مصنعين فى المنيا والشرقية لإنتاج 350 ألف طن سكر من البنجر
صناعة السكر تخدم 800 ألف مزارع و20 ألف مهندس وعامل وفنى بالمصانع
قال الدكتور أحمد أبو اليزيد، رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا لبنجر السكر، إنه لأول مرة يتم تطوير منظومة زراعة المحاصيل السكرية وصناعة السكر فى مصر من خلال خطة تنفيذية بالشراكة بين وزارتى التموين والتجارة الداخلية والزراعة واستصلاح الأراضى، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية من خلال استخدام تقاوى بنجر السكر أحادية الجنين لزيادة إنتاجية الفدان.
وأكد رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا لبنجر السكر، فى حواره مع «اليوم السابع»، أنه يتم حاليًا تشجيع الاستثمار فى إنشاء مصانع السكر والتوسع فى زراعة بنجر السكر فى مصر، وأن هذه الخطة بدأت تؤتى ثمارها.
وأوضح «أبو اليزيد»، خلال الحوار، ملامح خطة التطوير والجهات التى تعمل على تنفيذها وبوادر نجاح هذه الخطة، وإلى نص الحوار:
حدثنا عن خطة تطوير صناعة السكر لزيادة معدلات الإنتاج فى ظل اهتمام القيادة السياسية بهذه الصناعة؟
لأول مرة يتم تطبيق خطة تنفيذية فى مصر بالشراكة بين وزارتى التموين والتجارة الداخلية والزراعة واستصلاح الأراضى لتطوير منظومة زراعة المحاصيل السكرية، وكذلك تطوير صناعة السكر فى مصر، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، من خلال استخدام تقاوى بنجر السكر أحادية الجنين لزيادة إنتاجية الفدان فى المتوسط من 17 إلى 35 طن بنجر، وتشجيع الاستثمار فى إنشاء مصانع السكر والتوسع فى زراعة بنجر السكر فى مصر، وهى الخطة التى بدأت تؤتى ثمارها من خلال إنشاء مصنعين أحدهما فى محافظة المنيا باستثمارات إماراتية، والآخر فى محافظة الشرقية باستثمارات سعودية مصرية، ويستهدف المصنعان إنتاج 350 ألفًا، وهو ما يقلل فجوة الاستيراد من الخارج، كما أن هناك العديد من الجهات التى تعمل فى منظومة التطوير، ومنها معاهد المحاصيل السكرية المتخصصة بمركز البحوث الزراعية وكليات الزراعة ومجالس المحاصيل السكرية، وكذلك اللجنة العليا للسكر، برئاسة الدكتور على المصيلحى، وزير التموين.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، بتطوير صناعة السكر فى مصر لزيادة معدلات الإنتاج، خاصة أن سلعة السكر من السلع الاستراتيجية والأساسية والتى لا يمكن الاستغناء عنها، وفى إطار تحقيق هذا الهدف أصدر الدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، عددًا من القرارات ساهمت بشكل كبير فى ضبط الأسواق وتوفير سلعة السكر بكميات كبيرة تكفى احتياجات البلاد لمدة تزيد عن 6 أشهر، وبالتالى يعمل هذا المخزون الاستراتيجى على تفادى أى أزمات فى سلعة السكر، كما أنه جار تأهيل وتدريب المهندسين الزراعيين بقطاع الزراعة على التقنيات الحديثة فى زراعة بنجر السكر لإرشاد المزارعين المتعاقدين مع الشركة لرفع إنتاجية البنجر.
وما عدد المصانع المملوكة للدولة التى تنتج السكر المحلى فى مصر؟
مصانع السكر فى مصر تنقسم إلى نوعين، الأول المصانع المملوكة للدولة وهى الشركة المصرية للسكر والصناعات التكاملية إحدى شركات الشركة القابضة للصناعات الغذائية، برئاسة المحاسب محمد عبد الرحيم، وهى إحدى شركات وزارة التموين ولها دور كبير، وتساهم فى المصانع الكبرى المنتجة للسكر حيث أن الشركة لها دور كبير فى صناعة إنتاج السكر فى مصر، وكذلك شركة الدلتا للسكر وشركة الدقهلية للسكر وشركة النوبارية للسكر وشركة الفيوم، وكذلك مصنع أبو قرقاص التابع لشركة الصناعات التكاملية، والثانى مصانع القطاع الخاص ويوجد منها مصنعين، وهذه المصانع تنتج السكر من البنجر بجانب الاستثمارات الجديدة لإنشاء مصنعين جديدين فى محافظتى المنيا والشرقية قريبًا، حيث تقوم الخطة الحالية على تقليل فجوة الاستيراد من الخاج من خلال زيادة الكفاءة الإنتاجية والقدرات الاستيعابية للمصانع حتى تعمل بأكثر كفاءة إنتاجية وبجودة عالية، وكذلك العمل على إجراء تعاقدات كبيرة للمساحات المنزرعة لبنجر السكر وتشجيع المزارعين، حيث يوجد فى مصنع شركة الدلتا للسكر خطين انتاج، وهو المصنع الذى وضع الرئيس السادات حجر أساس خط الإنتاج الأول له عام 1978، وافتتحه عام 1982، وتم افتتاح خط الإنتاج الثانى والذى يعد نسخة مستحدثة للخط الأول.
وكم يبلغ معدل الإنتاج المحلى حاليًا من السكر؟
مساحة الأراضى المنزرعة بنجر سكر فى مصر خلال الموسم الماضى، بلغت 526 ألف فدان بنجر، وهذه المساحة تنتج ما يقرب من 9.5 مليون طن بنجر، وتنتج ما يقرب من 1.33 مليون طن سكر، بجانب ما يتم إنتاجه سكر من محصول القصب، لتصل إجمالى كميات السكر التى تنتجها مصر من القصب والبنجر إلى 2.2 مليون طن سكر سنويًا.
وهل تكفى هذه الكميات احتياجات المواطنين؟
كميات السكر المحلى التى تنتج، سواء من البنجر أو من القصب لا تكفى احتياجات المواطنين، حيث تبلغ معدلات الاستهلاك السنوى 3.2 مليون طن فى الوقت الذى يصل إجمالى الكميات المنتجة من السكر المحلى سواء من خلال القصب أو البنجر 2.2 مليون طن سنويًا، وبالتالى يتم استيراد كميات من الخارج تتراوح بين 800 ألف إلى مليون طن سكر لسد العجز فى الإنتاج المحلى.
وكيف سيتم تطوير صناعة بنجر السكر لزيادة معدلات الإنتاج؟
محصول بنجر السكر له العديد من المزايا، منها أنه يتحمل الظروف المناخية الصعبة، مما يتيح إمكانية التوسع فى زراعته، كما أن صناعة بنجر السكر ينتج عنها العديد من الصناعات الأخرى مثل «تفل البنجر» الذى يستخدم فى صناعة الأعلاف، وكذلك منتج المولاس الذى يستخدم فى صناعة الكحوليات والروائح وخميرة الخبز، والحكومة حاليًا تعمل على تطوير هذه المنظومة من أجل زيادة معدلات الإنتاج بالتوسع فى زراعة بنجر السكر وتحديث منظومة الزراعة والرى، والعمل على استخدام بذور تقاوى بنجر السكر من أحادية الجنين عالية الإنتاجية، وهو ما يضاعف من إنتاج السكر المحلى من البنجر وتقليل الاستيراد من الخارج، خاصة أنه جار العمل على التحول التدريجى لاستبدال الأصناف التى تعطى إنتاجية منخفضة بالأصناف عالية الإنتاج.
وهل هناك خطة حاليًا لزيادة المساحة المنزرعة من بنجر السكر؟
جار دراسة التشارك مع أحد المشروعات الزراعية للهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعى التابعة لجامعة الدول العربية لزراعة بنجر السكر بمصر، حيث يستهدف هذا المشروع زراعة 200 ألف فدان بمصر، وسيساهم بشكل كبير فى زيادة مساحات بنجر السكر المنزرعة بتقنيات زراعية حديثة بالميكنة الزراعية، واستخدام الأصناف الجديدة عالية الإنتاجية، كما أن المصنعين الجديدين الجارى إنشاؤهم فى محافطتى المنيا والشرقية سيعملان على التوسع فى زراعة بنجر السكر لاستخدام المحصول فى إنتاج السكر.
وكم يبلغ حجم الطاقة الإنتاجية لمصنع شركة الدلتا للسكر المملوكة للدولة؟
حجم الطاقة الإنتاجية للمصنع 20 ألف طن بنجر يوميًا، ويتم إنتاج طن سكر من كل 7 أطنان بنجر، وإجمالى الطاقة الاستيعابية للمصنع طوال فترة الموسم حوالى 2 مليون طن بنجر، والشركة تنتج كميات تتراوح من 270 ألفًا إلى 300 ألف طن سكر سنويًا، بالإضافة إلى إنتاج بعض الصناعات الأخرى مثل «تفل البنجر» الذى يستخدم فى صناعة الأعلاف حيث يتم إنتاج 150 ألف طن «تفل بنجر»، وكذلك إنتاج المولاس.
وهل هناك مميزات تقدمها الحكومة لتشجيع المزارعين على التوسع فى زراعة بنجر السكر؟
يتم إعطاء المزارعين العديد من المزايا، ومنها تسليمهم تقاوى بنجر السكر بسعر مدعم وتوفير جزء من الأسمدة والمبيدات بسعر مدعم وتأجيل فى السداد، كما يتم أيضًا صرف علاوة تشجيعية لمن يقوم من المزارعين بالتبكير فى زراعة بنجر السكر، حتى يتم تشغيل المصانع لأطول وقت ممكن، علاوة على أن الشركة تقوم بتكرير السكر الخام بعد إنتهاء موسم إنتاج السكر المحلى، مع العلم أن صناعة السكر التكاملية فى مصر يعمل بها حوالى 800 ألف مزارع منهم 500 ألف مزارع فى بنجر السكر و300 ألف فى زراعة القصب، وكذلك 20 ألف مهندس وعامل وفنى بمصانع السكر، إضافة إلى العمالة الموسمية التى تعمل فى مواسم إنتاج السكر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة