ظهرت، اليوم، جائزة نوبل للكيمياء، والتى تقدمها الأكاديمية السويدية، بناء على وصية العالم السويدى ألفرد نوبل سنة 1895، وبدأ منحها فى عام 1901، وطوال عمرها الذى تجاوز لـ118 عاما لم يحصل عليها عربى أو مسلم سوى المصرى أحمد زويل 1999، مع أن هذه الجائزة لو كانت موجودة فى العصور القديمة حتما كان العرب والمسلمون سيحصلون على النصيب الأكبر منها، فقد اهتم عدد كبير منهم بالعلوم، خاصة علم الكيمياء، ومنهم:
جابر بن حيان.. نظرية الاتحاد الكيميائى
هو عبد الله جابر بن حيان، عاش فى الفترة بين 730 - 815 م، وهو مؤسس علم الكيمياء، بنى معلوماته على التجارب والاستقراء والاستنتاج العلمى وتوصل إلى نظرية "الاتحاد الكيميائى" والتى تنص على "يتم الاتحاد الكيميائى باتحاد ذرات العناصر المتفاعلة مع بعضها"، وذلك قبل 1000 عام من اكتشافها على يد العالم "دالتون".
أبو بكر الرازى.. جالينوس العرب
عاش أبو بكر محمد بن زكريا الرازى فى الفترة بين (251-313هـ / 865 -926م)، وهو طبيب وكيميائى وصيدلانى وفيلسوف مسلم، اشتهر فى القرن الثالث والرابع الهجريين/ التاسع الميلادى، وقد بلغ مرتبة رفيعة فى الطب حتى لقب بـ "جالينوس العرب".
تمثل إسهام الرازى العلمى فى عدد كبير من الابتكارات والاختراعات التى سجلت باسمه فى مجال الطب والصيدلة والكيمياء، بما يدل على نبوغه وتفوقه فى تلك العلوم، ففى مجال الطب قام الرازى بتجربة الأدوية الجديدة على الحيوانات قبل وضعها للتداول الطبى لمعرفة فعاليتها وآثارها الجانبية.
وفى مجالى الصيدلة والكيمياء كان الرازى أول من نادى بفصل الصيدلية عن الطب، وكذلك أول من جعل الكيمياء فى خدمة الطب بعيدا عن الشعوذة التى صاحبتها فى ذلك الوقت، كما توصل إلى تحضير عدد غير مسبوق من المواد الكيميائية، وأدخل العديد منها فى المعالجة الدوائية ففتح بذلك باب الصيدلة الكيميائية، فهو مثلا أول من حضر مادة الكحول بعد تخمير بعض المحاليل السكرية. كما نسب إليه ابتكار قرابة عشرين أداة استخدمها فى الكيمياء.
الجـلدكى.. قانون النسب الثابتة فى الاتحاد الكيماوى
عز الدين على بن محمد أيدمر بن على الجلدكى، عالم كيميائى اشتهر فى القرن الثامن الهجرى/ الرابع عشر الميلادى.
درس الجلدكى فى قريته العلوم الأساسية، ثم انتقل إلى القاهرة حيث عكف على دراسة الكيمياء، ولم يترك كتابا فى صنعة الكيمياء إلا تناوله درسا وتعليقا.
وكان الجلدكى من العلماء الذين يجرون التجارب بأنفسهم ولا يكتفون بالمعرفة النظرية. ولقد أوصلته تجاربه إلى العديد من الاكتشافات العلمية التى سجلت باسمه عبر التاريخ.
والجلدكى أول عالم نبه الأذهان إلى خطر استنشاق الإنسان للغازات والأبخرة الناتجة من التفاعلات الكيميائية وضرورة الاحتياطات الكافية، وهو أول من أوصى بوضع قطعة من القطن والقماش فى أنفه، فأوحى بذلك للعلماء حاليا أن يستعملوا الكمامات فى معامل الكيمياء.
وقد درس القلويات والحمضيات، وتمكن من أن يضيف مواد كيميائية إلى الصودا الكاوية المستعملة فى صناعة الصابون للمحافظة على الثياب من تأثير الصودا إذ أنها تحرق الثياب.
وقد وصف الجلدكى بالتفصيل الأنواع المختلفة للتقطير.
وهو أول عالم تمكن من معرفة أن كل مادة يتولد منها بالاحتراق ألوان خاصة. واستنتج من دراسته المكثفة أن المواد الكيمياوية لا تتفاعل مع بعضها إلا بأوزان معينة، فوضع بذلك أساس قانون النسب الثابتة فى الاتحاد الكيماوى.
الرماح.. مكتشف البارود
محمد بن لاجين بن عبد الله، ويلقب بالرماح وبالذهبى والطرابلسى (672هـ /1273م)، ويعرف بابن لاجين. كان عالم كيمياء وأديبا وفارسا عاش فى القرن السابع الهجرى / الثالث عشر الميلادى.
ولد الرماح بطرابلس، وكان الرماح مهتما اهتماما خاصا بفنون القتال، وبخاصة الحصون والقلاع، فكان شغله دائما كيفية تدمير الحصون فى المعارك الحربية، فهى العائق الأساسى أمام الفتوحات الإسلامية. ودرس الكيمياء واطلع على كتب العلماء السابقين عليه، وبذل حياته فى دراسة التركيبات الكيميائية للعناصر المتفجرة التى تستخدم فى الحروب، وابتكر البارود كمادة متفجرة فى الحروب، وتستخدم فى المدافع.
وقد وصف فى كتابه "الفروسية والمناصب الحربية" التركيب الكيميائى للبارود محددا النسب الدقيقة لعناصره: البوتاسيم والكبريت والصوديوم والفحم، ووصف الذخيرة التى تدك فى المدفع وبيّن نسبتها.
الطغرائى .. تحويل النحاس إلى ذهب
أبو إسماعيل الحسين بن على بن محمد بن عبد الصمد الملقب مؤيد الدين الأصبهانى المنشئ المعروف بالطغرائى، (453-513هـ / 1061 -1119م)، وزير وعالم كيميائى وشاعر اشتهر فى القرن الخامس الهجرى / الثانى عشر الميلادى.
شهرة الطغرائى تعود إلى براعته فى الكيمياء، فقد بذل جهودا كثيرة فى محاولة تحويل الفلزات الرخيصة من النحاس والرصاص إلى ذهب وفضة وأفنى فى سبيل ذلك جهدا ومالا كبيرين.