تمكنت القوى السياسية العراقية من كسر الجمود السياسى الخاص بفشلها فى التوافق على ترشيح شخصية عراقية لتولى منصب رئاسة الوزراء، وبعد مشاورات استمرت لأسابيع للاتفاق على شخصية تتولى تشكيل الحكومة العراقية المقبل، كلف رئيس الجمهورية العراقى الجديد الدكتور برهم صالح أحد أبرز الساسة العراقيين البارزين وهو عادل عبد المهدى للبدء بتشكيل الحكومة.
الرئيس العراقى الجديد
تولى عادل عبد المهدى رئاسة الحكومة العراقية المقبلة ينهى ثلاثة عشر عاما من هيمنة حزب الدعوة الإسلامية على العراق، وذلك بعد تولى وزير الخارجية إبراهيم الجعفرى، ورئيس الوزراء الأسبق نورى المالكى، ورئيس حكومة تصريف الأعمال حيدر العبادى، لمنصب رئيس وزراء العراق خلال الثلاثة عشر عاما الأخيرة.
الدكتور برهم صالح
كان مجلس النواب العراقى قد انتخب الدكتور برهم أحمد صالح مرشح حزب الاتحاد الوطنى الكردستانى لمنصب رئاسة الجمهورية، فى أشرس معركة انتخابية تشهدها العراق على الرئاسات الثلاث منذ سنوات، وبعد ساعة من انتخابه، كسر الرئيس العراقى الجديد الجمود السياسى وقرر تكليف القيادى السابق فى المجلس الأعلى الإسلامى عادل عبد المهدى، بتشكيل الحكومة العراقية.
عادل عبد المهدى
وعادل عبد المهدى، سياسى عراقى مخضرم، يبلغ من العمر 76 عاما، ودخل المعترك السياسى منتصف القرن العشرين، حين قرر الانضمام إلى حزب البعث، قبل أن يغادر إلى فرنسا لينخرط هناك فى التيار الماركسى وتحديدا "الماوى" نسبة للرئيس الصينى ماو تسى تونغ.
وحصل عادل عبد المهدى على شهادة البكالوريوس فى الاقتصاد من جامعة بغداد عام 1963، ثم حصل على الماجستير فى العلوم السياسة من المعهد الدولى للإدارة العامة فى باريس عام 1970، والماجستير فى الاقتصاد السياسى فى جامعة بواتيه بفرنسا أيضا عام 1972.
عادل عبد المهدى
وبعد وصول الخمينى إلى السلطة فى إيران، انضم عادل عبد المهدى، الذى كان قد غادر البلاد عقب خروجه من السجن إثر ترك حزب البعث عام 1963، للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية فى العراق وبات ممثلا له فى كثير من المحافل.
ومنذ بداية الثمانينيات عمل عبد المهدى مع محمد باقر الحكيم، مؤسس المجلس الأعلى للثورة، ليعود إلى العراق بعد سقوط نظام الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين عام 2003، ويصبح عضوا مناوبا عن الحكيم فى مجلس الحكم فى مرحلة سلطة الإدارة المدنية.
وشغل عبد المهدى منصب وزير المالية فى حكومة إياد علاوى عام 2004 ممثلا عن المجلس الأعلى، وشارك مع الإدارة الأمريكية فى المفاوضات الخاصة بشطب الديون الخارجية العراقية، وأقنع عددا من المانحين الدوليين بإسقاط جزء كبير منها.
عادل عبد المهدى
وبات عبد المهدى، الذى ساهم فى صياغة الدستور العراقى الجديد، أحد نائبى الرئيس العراقى عام 2005، بعد أن كان مرشحا لمنصب رئيس الوزراء العراقى قبل أن يتنازل لصالح إبراهيم الجعفرى، وكان آخر منصب تولاه وزارة النفط التى استقال منها مارس 2016.
ترشيح عادل عبد المهدى لرئاسة الحكومة العراقية تم بعد اتفاق كتلتين متنافستين إحداهما يرأسها رجل الدين الشيعى مقتدى الصدر ورئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادى، والأخرى يرأسها هادى العامرى، وهو يتولى رئاسة ائتلاف الفتح.
وأمام عادل عبد المهدى 30 يوما لتشكيل حكومة عراقية وعرضها على البرلمان للمصادقة عليها.
بدوره قال المتحدث باسم كتلة البناء فى العراق أحمد الأسدى، إن ترشيح عادل عبد المهدى جاء بعد اتفاق بين كتلة البناء وكتلة الإصلاح التى تضم النصر والحكمة وسائرون على ترشيح عبد المهدى عن طريق التوافق، وليس عن طريق الكتلة الأكبر وذلك لتجاوز مسألة من هى الكتلة الأكبر.
وبموجب الدستور العراقى فأن أمام عادل عبد المهدى 30 يوما لتشكيل حكومة وتقديمها للبرلمان للموافقة عليها.
فيما دعا رئيس تيار الحكمة بالعراق عمار الحكيم الكتل السياسية إلى التعاون مع عادل عبد المهدى المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة ومساندته.
عمار الحكيم
جاء ذلك فى بيان قدم خلاله تيار الحكمة التهنئة لعبد المهدى بمناسبة تكليفه بتشكيل الحكومة العراقية.
بدوره هنأ رئيس مجلس الوزراء العراقى، القائد العام للقوات المسلحة، المنتهية ولايته، حيدر العبادى، الأربعاء، خلفه عادل عبد المهدى بمناسبة تكليفه بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
حيدر العبادى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة