مازالت التحقيقات جارية بشأن العملية الانتحارية التى نفذتها التونسية منى جبلة بشارع الحبيب بورقيبة حيث أكدت السلطات أنه لم ينتج عن الحادث قتلى باستثناء الانتحارية، بينما أصيب 20 شخصا آخر بجروح، من بينهم 15 من أفراد الأمن، وخمسة من المدنيين، وعلى إثر الحادث رفعت تونس درجة الطوارئ فيما قطع الرئيس الباجى قائد السبسى زيارته الرسمية إلى ألمانيا فور وقوع الحادث مؤكداً أن العملية الإنتحارية عملًا إرهابيًا، يستهدف هيبة الدولة، مضيفا: "كنا نعتقد أنه تم القضاء على الإرهاب لكن نحن نأمل في ألا يقضي الإرهاب على تونس خصوصا أن المناخ السياسي سيء جدا".
التحقيقات جارية
وكانت السلطات التونسية أجرت تحقيقاتها الموسعة مع أسرة الانتحارية حول الجريمة التى وقعت بوسط العاصمة التونسية، حيث أوضح المتحدث باسم المحكمة الإبتدائية والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب بتونس، سفيان السليطي، أن المرأة التي قامت بتفجير نفسها بالقرب من دورية أمنية بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تدعى منى جبلة وتبلغ من العمر 30 عاما، ولدت عام 1988 في منطقة سيدي علوان التابعة لولاية المهدية الواقعة في وسط البلاد الشرقي المطل على حوض البحر الأبيض المتوسط.
موقع التفجير
وأوضح في تصريحات، حسبما أوردت وكالة تونس أفريقيا للأنباء ، أنه جرى نقل جثة الانتحارية إلى مستشفى شارل نيكول، مشيرا إلى إنها استعملت عبوة ناسفة تقليدية في تنفيذها الهجوم الإرهابي ، ونوه إلى أن تلك المرأة من ولاية المهدية، ولديها شهادة جامعية في اللغة الإنجليزية، موضحا أنه جرى اعتقال أفراد من عائلتها للتحقيق معهم.
السبسى
وأوضح أن النيابة العمومية بالقطب عهدت للوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب، التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني بالقرجاني بالبحث في عملية التفجير الانتحاري، مضيفا أن النيابة العمومية قامت بالاستماع إلى كافة المتضررين من رجال الأمن والمدنيين الذين تم نقلهم إلى المستشفى العسكري ومستشفى شارل نيكول بالعاصمة، ومستشفى الحروق والإصابات البليغة ببن عروس.
الانتحارية تنتمى لـ"داعش"
وفى الوقت الذى أكد فيه سياسيون تونسيون إنتماء الإرهابية المنتحرة لجماعة الإخوان، ذكرت وكالة "تونس إفريقيا للأنباء" الرسمية أن الانتحارية لم تكن معروفة لدى الأجهزة الأمنية، أكدت بعض الإذاعات التونسية المحلية، ومنها إذاعة "شمس إف إم " إن بعض جيران الانتحارية ذكروا أن شبهات تشي بانتمائها إلى تنظيم "داعش"، لاسيما بعد أن أصبحت تدافع، منذ عام 2017 عن أطروحات متطرفة شبيهة بتلك التي يدافع عنها هذا التنظيم.
السبسى يحذر
ومن جانبه حذر الرئيس التونسى من انعكاس المناخ السياسي في بلاده الذي وصفه بأنه سيئ على أمن البلاد، داعيًا المسؤولين في السلطة وفي الأحزاب السياسية ، إلى استخلاص العبرة والابتعاد عما يشغلهم عن الأهم، معتبرًا أن هذا العمل الإرهابي موجه للدولة وهيبتها فيما تدفع قوات الأمن ضريبة الدم ، مشيرا الى أن حادث اليوم لم يسفر عن خسائر في الأرواح ، وإن كانت هناك بعض الإصابات بين المواطنين .
فيما قال رئيس حزب جبهة إنقاذ تونس، منذر قفراش، إن منفذة العملية الإرهابية تدعى "منى قبلة أصيلة"، وأن والدها ينتمي إلى حركة النهضة، الذراع التونسية لجماعة الإخوان.
تونس
وأوضح أن تلك العملية جاءت "ردا على كشف الجهاز السري والاغتيالات السياسية لحركة النهضة وبعد خطاب زعيمها راشد الغنوشى الذي هدد فيه بحمام دم لكل من يرغب في إزاحة النهضة من الحكم وتتبعها فيما يخص الحقائق الخطيرة التي تثبت تورطها في اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي".
إدانات دولية وعربية للحادث
وأثار الحادث موجة من الإدانات العربية والدولية حيث أدانت وزارة الخارجية البحرينية التفجير الانتحارى، وأكدت الوزارة، في بيان أوردته وكالة الأنباء البحرينية تضامن المملكة مع تونس فى مواجهة الإرهاب ودعمها لكل ما فيه أمنها واستقرارها، مشددة على موقف مملكة البحرين الثابت والرافض لكافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب ومهما كانت دوافعه.
كما أدان النائب أحمد رسلان، النائب الأول لرئيس البرلمان العربى ورئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب بشدة التفجير الانتحارى.
وأعرب رسلان فى بيان له أصدره، عن تمنياته بسرعة الشفاء لمُصابى الحادث الغاشم مطالبا من المجتمع الدولى الاضطلاع بدوره فى التصدى لكافة أشكال الإرهاب والعنف والتطرف، وذلك عبر تجفيف منابع تمويل ودعم الجماعات الإرهابية، والحيلولة دون توفير الملاذ الآمن لعناصرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة