كانت نقاشاتنا منذ فترة قليلة تدور حول البحث عما ستقرأه الأجيال الجديدة؟ فى تلك الفترة كانت وفاة الراحل أحمد خالد توفيق قد سلطت الضوء على ضرورة اكتشاف أجيال جديدة من الأدباء الشباب يستطيعون إبداع نصوص تجذب فئات الشباب والمراهقين فى ظل منافسة مجحفة مع وسائل التواصل الاجتماعى ومنصات الترفيه الذكية، أخشى أننا قريبًا قد نضطر لتعديل صيغة السؤال لتصبح: هل ستقرأ الأجيال القادمة من الأصل، أم أن القراءة والمطالعة كما عرفناهما فى مرحلة الصبا، أصبحتا مجرد موضة قديمة أخرى تنضم لقائمة الكراكيب التى دهستها أقدام الإنترنت؟ ربما لا يكفى هنا الرهان على قوة القراءة كعادة مستمرة منذ آلاف السنين، لأن الأمزجة والعادات تتغير أسرع كلما زادت الطفرات العلمية، وأعتقد أن التشجيع وحده لن يكفى للصمود فى وجه تلك التغييرات.