"ورد مسموم" فيلم شجاع لمخرج اختار الطريق الصعب بأول أفلامه الروائية ولكن!

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2018 07:00 ص
"ورد مسموم" فيلم شجاع لمخرج اختار الطريق الصعب بأول أفلامه الروائية ولكن! ورد مسموم
تحليل يكتبه على الكشوطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

للتجارب الإخراجية الأولى رونق ولذة مختلفة لصاحب التجربة وللجمهور أيضا الذى بدوره يرى الأحداث بعين مختلفة وجديدة، ربما تنتصر للفن فى معظم الأحيان، وهو ما حدث مع التجربة الأولى للمخرج أحمد فوزى صالح بفيلمه الروائى الأول "ورد مسموم" والذى نال العديد من الجوائز فى مختلف المهرجانات وسمحت لى الظروف مشاهدته فى السويد ضمن فعاليات مهرجان مالمو للسينما العربية فى دورته الثامنة.

 

الفيلم مأخوذ من رواية الكاتب أحمد زغلول الشيطى وبطولة كوكى وإبراهيم النجارى وصفاء الطوخى ومحمود حميدة، وهم أبطال القصة الرئيسية بالعمل، ومن باب الإنصاف يجب أن نعتبر أن منطقة المدابغ هى بطلة الفيلم الرئيسية والأبطال من حولها ما هم إلا أدوار ثانوية يدورون فى فلك تلك المنطقة التى تحتاج لمزيد من الأعمال السينمائية عنها لما بها من غنى وثراء من القصص والحكايات التى تصلح لتجسيدها على الشاشة.

 

_640x_0a8f8d50b2f3b54e99b3ba2825618d5209195b2364664c376a582fa80b6c2cd4
 

 

2d69fc36c736b336622c3ef5d51932745e72bf5af2e59b53875401fb48f5db8d
 

عين المخرج أحمد فوزى صالح استطاعت أن تلتقط الثراء الكامن فى تلك المنطقة سواء بفيلمه القصير "جلد حى" أو باستثمار معرفته الجيدة بالمكان فى تقديم فيلمه الروائى الأول عن نفس المنطقة ليسلك الطريق الأصعب، ويؤكد أنه مخرج مختلف ترى عنه ما قد لا يراه المخرجين الآخرين من نفس جيله.

 

بداية الفيلم مبشرة خاصة عندما ركز فوزى على مجرى مائى للوهلة الأولى تتخيل أنه نهر لكن مع إمعان النظر تكتشف أنه طريق يعتبره العاملون بالمنطقة مصرفا يسير فيه الماء الملوث نتيجة استخدامه فى مراحل تحضير الجلود ودباغتها وما إلى ذلك، إضافة إلى أنه يسير عليه "عربات الكارو" جنبنا إلى جنب مع أهل تلك المنطقة والتى فى مجملها لا تصلح للعيش بها.

 

27021834_1990023301318789_6232421374274815014_o
 

 

27332413_1993199431001176_4820133083490880402_n
 

مع مرور الأحداث يظهر جليا أن فوزى قادر على إدارة الممثلين بشكل جيد معبرين عما داخلهم من مشاعر إنسانية ربما تلوثت بتلوث المكان الذى تدور به الأحداث، حيث نجد أنفسنا أمام أسرة مشوهة نفسيا تركيبة غريبة الأخت تحية تجسدها الفنانة "كوكى" تغير على شقيقها "صقر" ويجسده إبراهيم النجارى، غيرة الزوجة على زوجها، أم تحمل الضغينة لأبنتها والعكس أيضا دون مبرر واضح، ساحر أو دجال "كروان" يجسده النجم محمود حميدة بالطبع ليس أفضل أدواره ولم يضف شيئا للدور سوى أن اسمه يعطى ثقل للفيلم ليس إلا، وهو أمر غريب يحتاج لتفسير فكيف يكون لدى المخرج فنان فى موهبة حميدة ولا يستخدمها الاستخدام الأمثل.

 

شكل العلاقة بين الأخ والأخت غريب تجعل المتلقى يحدث لديه لبس حول ماهية العلاقة هل هى علاقة أخوية فقط، أم أن الأمر تطور إلى شىء أخر ربما علاقة جنسية فى لحظة طيش أثناء فترة المراهقة أبطالها ربما الزمان، والمكان الذى لا يسعهم فالحمام مكان منبثق من المطبخ ليس له باب، فيضعون "ستارة" لستر من هو بالحمام وهى البيئة التى ربما تساهم فى سقوطهم فى خطأ مثل هذا، خاصة فى ظل وفاة الأب وعدم وعى الأم وانشغالها بالعمل لتوفير لقمة العيش.

 

1591862521470582845
 

 

DkknHBZW4AUKjRc
 

وفى رأيى "ورد مسموم" فيلم شجاع وجريء لمخرج ربما لا يتمتع بنفس شجاعة فيلمه وجراءته، فمن المؤكد أن فوزى يعى جيدا أن العمل ليس تجاريا وأن أهم استفادة ربما هى تواجد العمل فى العديد من المهرجان والتأريخ لفوزى باعتباره مخرج وضع يده على موطن ثراء فنى بمنطقة ربما مر من جوارها العديد من المخرجين، وبدلا من رفع عدسات كاميراتهم وإلتقاط الصور، وضعوا أيديهم على أنوفهم فارين من الروائح الكريهة التى تنبعث من كل ركن فى المنطقة.

 
DnDVbkyX4AQQE9f
 

 

DYMp9dSXUAIHddN
 

كنت أتمنى أن يتمتع فوزى بنفس شجاعة وجراءة الفيلم وألا ينفى خلال ندوة الفيلم بمهرجان مالمو أن هناك علاقة حب قد تكون وصلت إلى ممارسة الجنس بين الأخ والأخت بل يؤكدها، بدلا من تأكيده على أن العلاقة بينهما علاقة أخوية فقط، وهو ما يفقد العمل الكثير من رونقه ويجعله أشبه بالأفلام التجسيلية، خاصة أن ذلك الحس لدى فوزى ما زال طاغيا ويظهر فى أغلب المشاهد، كما أن هذا النكران يطرح العديد من التساؤلات التى ليس لها إجابات بالفيلم، إذا كانت العلاقة أخوية فلما كانت تقوم الأخت ليلا لتتجمل فور عودة شقيقها من العمل؟ ولماذا غضبت غضباً شديدا فور إخباره لها أنه تعرف على فتاة أخرى، الأمر الذى دفعها للذهاب إلى الدجال "محمود حميدة" ليقدم لها "عمل" سحر أسود ويؤكد لها أنه بعد حرق العمل وإلقاها فى الماء بصحبة "قرموط – نوع من الأسماك"، سيعود شقيقها لها مرة أخرى "زى زمان".

DZEbziAXkAAXmGp
 
maxresdefault
 

 

poisonous-roses-photo

 

إشارات كثيرة بالفيلم دفعت عددا كبيرا من المشاهدين لفهم العلاقة بينهما على أنها حب تبدو من الخارج علاقة أخوية، لكن فى داخلها علاقة رجل بامرأته، إلا أن تعليق المخرج بكون العلاقة بينهما علاقة أخوية فقط وأن ما فهمه الجمهور غير صحيح كانت صادمة، ولا أعرف هل تنصل فوزى من التأكيد أنها علاقة لا تنتمى للعلاقات الأخوية خوفا من الهجوم والانتقاد كونه يجسد علاقة "زنا محارم" على شاشة السينما قد لا تجد قبولا لدى الجمهور، أم أن الفيلم يجب إعادة مونتاجه مرة أخرى لحبك الإطار الدرامى للقصة خاصة أنه بنفس الندوة أعلن أن هناك مونتيرة حاصلة على جائزة الأوسكار قامت بمونتاج الفيلم، لكنه لم يعجب بمونتاجها وأعاد مونتاجه مرة أخرى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة