فى 31 من شهر أكتوبر عام 1517، أى قبل 500 سنة بالضبط، علق مارتن لوثر 95 أطروحة لاهوتية ثورية تحريرية على باب كنيسة ويتنبيرج، داعيًا إلى ما سمى بالإصلاح البروتستانى، واشتعل العالم بسبب هذا التصرف.
كان الفاتيكان فى تلك الفترة يحكم أوروبا بقبضة حديدة، ولا يسمح بأى تصورات جديدة، لذا يفسر البعض غضب الكنيسة بأنه من أجل السيطرة على الأموال التى يحصل عليها من الشعب الألمانى.
المهم تطورت القضية فى 4 يوليو سنة 1519م فتحت جامعة ليزبرج أبوابها لإجراء حوار مفتوح بين مارتن لوثر والدكتور جون آك، وجرى الحوار على مدار خمسة أيام ومارتن مُصِّر على آرائه، حينئذٍ انطلق آك إلى بابا روما الذى فرح بلقائه، وتكونت لجنة من آك وكاجتان واكوليني، فحكمت بحرمان لوثر فى 15 يونيو سنة 1520م، وبدأ الحرمان بمقدمة:
"قم يا رب وانصر حقك ضد الثعالب المفترسة التى تعمل على تخريب كرمك.. ضد الوحوش البرية التى تدمره.. قم يا بطرس واذكر كنيستك الرومانية المقدسة.. قوموا يا جميع القديسين وتضرعوا إلى الله"....
ومُنع مارتن من الوعظ والتعليم والكتابة والنشر، وأُمِرَ بحرق كتبه، وشمل القرار كل من يؤيد لوثر فى آرائه الخاطئة، ومنح قرار الحرمان مارتن شهرين للتراجع عن أفكاره الخاطئة،ومر الشهران ولم يغير مارتن موقفه، وفى أكتوبر سنة 1520م أصبح قرار الحرمان نافذ المفعول وصار مارتن محرومًا مع أتباعه وبالتالى يمكن لأى حاكم أن يعتقلهم ويحكم عليهم بالموت..
فى المقابل أصدر مارتن ثلاث كتيبات هاجم فيها الفاتيكان:
الكُتيْب الأول: كتبه باللغة الألمانية ووجهه للشعب الألمانى وشمل:
1. إثارة الشعب الألمانى ضد التدخل الأجنبى (بابا روما).
2. إعلان فشل الإكليروس فى القيام بعملهم.
3. خضوع الأباطرة والملوك للبابا أمر خاطئ.
4. لا يوجد كهنوت خصوصي، فكلنا ملوك وكهنة، والكاهن فى المفهوم الكتابى معناه المؤمن أو المُعَمد أو المُجَّدد.
5. قرار الكنيسة بأن رجال الدين وحدهم الذين لهم حق تفسير الكتاب المقدس قرار خاطئ.
كتيب بعنوان "الحرية المسيحية" وقد أرسله لوثر للبابا كمحاولة صلح مع الكنيسة.. وكتب هذا الكتيب باللغة اللاتينية والألمانية، وفيه "المسيحى إنسان حُر لأن المسيح حرره من الخطية والقلق والخوف والموت والجحيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة