صور .. "اليوم السابع" داخل المدينة الجامعية للطلاب بـ"بين السرايات".. الطلاب يقفون طابورا لتناول وجبة الغداء ويطالبون بحل لزيادة مصروفات التسكين وتنظيم مواعيد الوجبة.. وجلسات ليلية حول ما حدث باليوم

تجدهم طلابا من مختلف النواحى الثقافية، فهذا طالب أتى من الوجه القبلى بما هو ليس أقرب من 50 كيلو مترا من جامعة القاهرة بطبعه الحاد الذى غلب عليه لتأثره ببيئة الصعيد القبلية، وذاك نشأ وترعرع على ضفاف نهر النيل بناحيته الثانية التى تحمل عادات وتقاليد مختلفة تماما بالوجه البحرى، وما بين هذا وذاك طلابا آخرين بطباعهم المختلفة، كل هذه الأصناف من الطلاب اجتمعت معا لتعيش معا وتأكل فى طب واحد هنا فى المدينة الجامعية للطلاب التابعة لجامعة القاهرة بمنطقة بين السرايات.

مشكلات طلاب المدينة الجامعية

إليكم تفاصيل يوما كاملا قضاه "اليوم السابع"، مع طلاب المدينة الجامعية بجامعة القاهرة، حيث بدأ اليوم فى العاشرة صباحا بجلسة مع بعض طلاب المدينة؛ للوقوف على أهم المشكلات التى تواجههم من السكن هنا فى المدينة الجامعية، إذ أن الطلاب أكدوا أن المدينة الجامعية تعد مكانا جيدا للسكن إلا أن هناك بعض أوجه القصور خاصة بالصوت العالى فى بعض المبانى ليلا مما يؤثر على استذكارهم للدروس، وكذلك الوجبة الغذائية التى يرى الكثير منهم أنهم تحتاج إلى التنظيم.

وأشار الطلاب، إلى أنهم يتسلمون وجبتى الفطار والعشاء معا فى وقت العشاء، وأن الوقت المتاح لتناول وجبة الغذاء الذى ينتهى فى الخامسة والنصف مساء اليوم ليس مناسبا لجميع الطلاب خاصة أولئك من أصحاب المحاضرات المتأخرة، مطالبين ببعض المرونة فيما يخص مواعيد وجبة الغداء، مؤكدين أن الكثير منهم يقابل مشكلة ارتفاع المصروفات الخاصة بالتسكين فى المدن الجامعية، حيث قال أحدهم: "أنا والدى عامل بسيط على قد حاله أجيب منين 350 جنيه شهريا غير مصاريفى الشخصية، فإننى أشعر بألم شديد كلما شعرت أننى أحمل والدى ما لا طاقة له به خاصة مع ارتفاع أسعار الكتب والمستلزمات التعليمية الخاصة بالمحاضرات فى كلية مرتفعة التكاليف التعليمية ككلية الطب التى أدرس بها".

القمامة داخل أروقة المدينة الجامعية   

ورصدت كاميرا "اليوم السابع"، عدد من أكوام القمامة داخل أروقة المدينة الجامعية التى تشع منها رائحة كريهة قد تصل إلى مبانى سكن الطلاب، إضافة إلى الشكل الجمالى الذى وصفه الطلاب بـ"الجيد" والذى يتمثل فى سلسلة من الحزام الأخضر بالأشجار وبعض أنواع الورود الذى يحيط المدينة الجامعية وداخلها، كما طالب الطلاب بضرورة فتح المدينة الرياضية لهم ليلا ليمارسوا بعض الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم أو غيرها حيث إنهم يتسللون من وراء الأبواب للعب بالمدينة الرياضية لخوفهم من المشرفين الذين طالما يحذرونهم من هذا خاصة بعد غرق أحد الطلاب بحمام السباحة بالمدينة الرياضية خلال عام 2016.

طابور واحد لتناول وجبة الغداء بالمطعم

يقف طلاب المدينة الجامعية من مختلف الكليات بجامعة القاهرة، طابورا واحدا بعد أن يتم تمرير الكارنيه الخاص بالتسكين والذى يوجد به "باركود" على جهاز الكمبيوتر ليتأكد العامل أن هذا الطالب أو ذاك لم يستخدم كارنيهه إلا مرة واحدة لتناول وجبة غدا واحدة، حيث يتحرك الطابور ببطئ فى اتجاه الموظفين والموظفات المسئولين عن إطعام الطلاب ليحصل الطلاب على ملعقة كبيرة من كل صنف من أصناف الطعام فى "السرفيس" الخاص به لينتهى هذا الطابور بالحصول على نصيب الطالب من البروتين "الفراخ أو اللحمة" وكذلك نصيبه من الفاكهة ليجلس الطالب إلى جوار زملائه بالمطعم الذى يتسع لأكثر من ألفى طالب فى وقت واحد، حيث يتجاذب الطلاب أطراف الحديث خلال تناولهم وجبة الغداء.

جلسات الليل لتبادل الرؤى بين الطلاب

تخضع المدينة الجامعية للطلاب للنظافة من قبل العمال بالمبانى مرتين يوميا فى الصباح الباكر وأثناء الفترة الليلية، ويعقد الطلاب المتجاورين فى السكن جلسات مناقشة ليلية تتناول أهم الموضوعات والأحداث التى شهدها يومهم الدراسى سواء فى الجامعة أو أى مكان آخر قد يذهبون إليه، حيث أكد الطلاب أن طبيعة العلاقة التى تجمعهم بزملائهم فى السكن بالمدينة الجامعية من أرقى أنواع علاقات الصداقة وأنها لن تنتهى بمرور الزمن، مؤكدين أن هذه العلاقات خلقت جوا عظيما من التآلف فيما بينهم وجعلتهم يتبادلون الزيارات إلى منازلهم فى وجه بحرى أو فى الصعيد مما جعلهم يتعرفون على وجه آخر من الحياة.

علاقة طلاب المدينة الجامعية بمشرفى المبانى

علاقة قوية تجمع طلاب المدينة الجامعية التابعة لجامعة القاهرة بـ"بين السرايات"، ومشرفى المبانى المختلفة التى يسكنها الطلاب، حيث أكد الطلاب أنهم يدخلون فى صداقة مع مشرفى المبانى لأن الأخيرين حريصين كل الحرص على ألا يضار طالب حتى وإن كان مخالفا لشروط التسكين فى اختراق هذه القواعد بالصوت العالى أو صوت الموسيقى أو غير ذلك، قائلين: كثيرا ما يواجه المشرفين الخروج على هذه القواعد من الطلاب بالنصح والإرشاد تارة والتهديد تارة أخرى ليتمكن باقى الطلاب من استذكار دروسهم دون أن يضار الطلاب الباقون وخاصة أولئك من أصحاب الصوت العالى والحس الفكاهى العالى.

فيما أكد بعض الطلاب، أنهم الكثير من زملائهم يتقدمون باستمارات وبحوث اجتماعية لإدارة التكافل الاجتماعى بالجامعة؛ وذلك لتخفيض مصروفات التسكين بالمدن الجامعية إذا ثبت ان هؤلاء الطلاب غير قادرين على تسديد هذه المصروفات وأنهم فى أحيان كثيرة يتقدمون بهذه الطلبات بإدارة التكافل بالمدينة نفسها.

وأنهت إدارة المدن الجامعية بجامعة القاهرة، تسكين الطلاب المتقدمين للمدينة الجامعية، وذلك بعد استيفائهم كافة شروط التسكين الموضوعة من قبل الجامعة، وبدأت المدن الجامعية فى صرف الوجبات الغذائية بداية من الأسبوع الماضى بعد تسكين جميع الطلاب سواء القدامى أو المستجدين.