وائل السمرى

كيف نحتفل بخمسينية معرض الكتاب؟

الأربعاء، 31 أكتوبر 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما يكون من حسن الطالع أن يأتى الاحتفال هذا العام بخمسينية معرض القاهرة الدولى للكتاب مع انتقال المعرض إلى مقر الجديد بالتجمع الخامس، فالفرص «أرزاق» لكن الأرزاق لا تكفى وحدها لصنع النجاح، فربما يكون الانتقال الجديد منحة إلهية إذا أحسنا استخدامها، وربما تكون نقمة إذا كان القائمون على المعرض معتادين على العشوائية، مكتفين بالحالة الفوضاوية التى كنا نراها فى أرض المعارض بمدينة نصر، مستمتعين بقفر إمكانيات «أرض المعارض» ليداروا بها فقر إمكانياتهم.
 
الكرة الآن فى ملعب «وزارة الثقافة» والانطباعات الأولى تدوم، وفى اعتقادى أنه إذا استطاعت الوزارة أن تظهر المعرض فى أول ثلاثة أيام بالشكل اللائق فإنها ستكون قد كسبت نصف المعركة، والنصف الآخر سيعتمد على ما ستقدمه الوزارة من خدمات ولا تقدمه من احتفالات تتناسب مع خمسينية أهم معارض الكتب فى الشرق الأوسط وأعرقها، لكنى برغم موجة الإحباط التى تسبب فيها اختيار الدكتور هيثم الحاج على للجان أنشطة معرض الكتاب، وإسناد مهمة إدارة المعرض لضعاف الخبرة وعديمى الرؤية، أعتقد أن برنامج الاحتفال إذا كان على قدر أهمية الحدث سيستطيع أن يخرج الوزارة من مأزقها، ويظهر مصر فى الصورة التى تستحقها.
 
أتخيل أن يعتمد برنامج الاحتفال على إبراز تاريخ الكتاب فى مصر، وأتخيل أن تلعب فيه العروض الفنية دور البطولة، كما أتخيل أن يتضمن المعرض معارض أثرية وتراثية لاستعراض تاريخ الكتابة والطباعة فى مصر، وأتخيل أن تخصص الهيئة جناحا كاملا لاستعراض مطابع المطبعة الأميرية التى تحتفظ بها مكتبة الإسكندرية أو المطبعة ذاتها، كما أتخيل أن يكون هنا إعادة إصدار لأمهات الكتب بأسعار مخفضة وتدشين بوابة إلكترونية جديدة تخاطب جيلا لا يعرف الكتب الورقية، وإقامة معرضا فنيا لأدوات الطباعة فى مصر منذ العصر الفرعونى، ومعرض أثرى لأقدم الكتب المطبوعة والمخطوطة، ومناقشة حية خلاقة لأزمات الكتاب وتحدياته، احتفالات فنية ترسم رحلة الكتاب وتحديه لكل الأزمات، ومع وضع استراتيجية لإعادة عادة القراءة إلى المصريين، وإقامة مهرجانات محلية تجوب الشوارع احتفالا بمعرض هو الأكبر والأعرق والأضخم والأهم فى المنطقة العربية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة