ينشر "اليوم السابع" تقرير حركة النشر فى الوطن العربى، والذى أعده اتحاد الناشرين العرب عن العام الماضى 2017، حول حالة الكتب النادرة.
وذكر تقرير حركة النشر، أنه لا نستطيع حتى الآن أن نقرر باطمئنان رقما محددا لعدد الكتب المطبوعة فى الوطن العربى، وإن كانت الأرقام تشير إلى أن عدد ما طبع فى مصر منذ القرن 19 إلى الآن لا يقل عن 300 ألف عنوان، بينما عدد ما طبع فى الوطن العربى إلى الآن لا يقل عن مليون عنوان، وهذه الأرقام فى حاجة إلى دراسة بيليوغرافية دقيقة، تشمل كافة الدول العربية.
وأوضح التقرير، أن هناك حالة لفتت الانتباه خلال إعداد الدراسة وهو فقدان العرب عدد كبير من المكتبات العامة وخزانتها من الكتب منذ العام 2003م إلى الآن، وبصورة خاصة منذ ثورات الربيع العربى أى منذ 2011م، وجاء حريق المجمع العلمى المصرى فى 2012م، ليتوج هذه المأساة بفقدانه ما يزيد على 15 ألف كتاب نادر.
وأضاف التقرير، أنه مع تقادم الزمن تزداد قيمة العديد من الكتب النادرة التى تعود ندرتها لعدة أسباب "القدم الزمنى كمطبوعات بولاق التى تعود للقرن 19، ندرة نسخ الكتاب كأول طبعة لألف ليلة وليلة أو طبعة من مصحف فى فينسيا، وأول طبعة لكتاب مشهور أو لكتاب لكاتب مشهور كرواية "فضيحة فى القاهرة" لنجيب محفوظ التى أنتجت سينمائيا بعنوان "القاهرة 30، محدودية عدد نسخ الكتاب المطبوعة، حالة الكتاب: مقبولة/ جيدة/ جيدة جدا/ ممتازة، وأن تحمل إهداءًا من شخصية عامة أو أديب أو سياسى.
وقال التقرير، نظرًا للأسباب السالف ذكرها حرصت مكتبة الإسكندرية على إنشاء قسم للكتب النادرة، ولا ينافسها في هذا سوى مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي، ومركز الملك فيصل للدراسات والبحوث في الرياض، فضلاً عن قيام العديد من الأفراد الذين يدركون صعود قيمة الكتب النادرة بتكوين مجموعات منها إما للاقتناء كهواية، أو للتجارة، وظهرت العديد من المواقع الرقمية ومجموعات على شبكات التواصل الاجتماعي تعمل في هذا المجال.
وتابع التقرير، تتراوح أثمان الكتب النادرة ما بين 20 دولار أمريكي إلى 15 ألف دولار أمريكي، وتسعى عدد من المكتبات في مختلف دول العالم إلى اقتناء الكتب العربية النادرة، خاصة المطبوعة في مصر والعراق ولبنان وسورية والمغرب، وهذا ملمح يؤشر إلى منافسة هذه الكتب النادرة المخطوطات في أهميتها خاصة أن الاتجاه نحو الفضاء الرقمي في النشر والتوقعات باضمحلال قيمة هذه الكتب، مع اتجاه بعض الدول لإقامة معارض لها، بل التوجه حاليًا لإنشاء متاحف متخصصة سواء لنوادر الكتب أو الكتب الموقعة.
واختتم التقرير دراسته على أن الخطورة تكمن فى عدم إدراك العرب قيمة هذه الثروة، وإهدارها ومن ثم ستكون استعادتها صعبة، بل ومكلفة ماديًّا على المدى البعيد، لذا يجب على دور الكتب الوطنية والمكتبات الجامعية المحافظة بشدة على رصيدها من الكتب، كما أنه يجب على العاملين في هذا المجال خاصة في أسواق كسور الأزبكية والنبي دانيال والمتنبي عدم الانسياق وراء الريح السريع في العمل في الكتب المقلدة أو المزورة، حتى يكون لتعاملاتهم في الكتب المستقلة والنادرة مصداقية على المدى البعيد تزيد من أرباحهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة