فى الوقت الذى تحاول فيه شركات التكنولوجيا مواجهة بعض مشاكلها وصراعاتها الخارجية، سواء مع المنافسين أو الحكومات أو حتى مع المستخدمين، هناك بعض المشاكل الداخلية التى قد تظهر للشركات وتؤرق استقرارها بين الحين والآخر، نرصد أبرز أزمات أثارت غضب موظفى شركات التكنولوجيا كما يلى:
- غضب بين موظفى فيس بوك
واجهت شبكة فيس بوك انتقادات وحالة شديدة من الغضب من قبل موظفيها بعدما حضر أحد كبار المسئولين التنفيذيين للشهادة بقضية بريت كافانوه أمام مجلس الشيوخ الأسبوع الماضى، بعد إثارته ضجة داخلية بين موظفى الشركة، وجلس جويل كابلان، رئيس سياسة الشركة، بشكل واضح خلف كافانوه – مرشح ترامب للمحكمة العليا - ودافع بغضب عن مزاعم سوء السلوك الجنسى من قبل العديد من النساء، وكان كابلان وكافانوه صديقين، وعملا معا فى إدارة بوش، ورغم حضوره بصفته الشخصية إلا أن ظهوره أثار غضب الموظفين، وكتب أحد الموظفين فى رسالة اطلع عليها بيزنس إنسايدر، "لا يوجد شيء على الإطلاق مثل القدرات الشخصية عندما تكون مدير / مسؤول تنفيذى رفيع المستوى فى الشركة، قد أشعر بعدم الارتياح لمشاركة مكان العمل مع هذا الشخص الآن".
وقال آخر، "أعتقد أن وجود نائب لرئيس الشركة يجلس لدعم شخص متهم بالاعتداء الجنسى غير مناسب"، فيما أوضح المتحدث باسم فيس بوك بيرتى طومسون فى بيان لموقع بيزنس إنسايدر أن الشركة تخطط لعقد اجتماع اليوم لمعالجة هذه القضية، واعترف بأن الشركة فشلت فى ردها الداخلى، قائلا، "الاعتداء الجنسى قضية تغاضى عنها المجتمع لفترة طويلة جدا، ما يضاعف من آلام كل ضحية، ويعترف فريق القيادة لدينا بأنهم ارتكبوا أخطاءً فى التعامل مع أحداث الأسبوع الماضى ونحن ممتنون لجميع التعليقات من موظفينا".
- مخاوف موظفى جوجل من عودة الشركة للصين
وكشفت تقارير حديثة أن شركة جوجل تخطط لتطوير محرك بحث خاضع للرقابة فى الصين، وهو الأمر الذى أثار قلق بعض موظفى الشركة، إذ انتشرت الأخبار الخاصة بهذا الأمر لأول مرة من قبل موقع Intercept، الذى حصل على وثائق حول مشروع جديد لجوجل فى الصين يخضع للرقابة الحكومية، يحمل اسم "Dragonfly"، وبعدها قال أحد ممثلى جوجل لموقع Business Insider البريطانى: "نحن لا نعلق على التكهنات حول الخطط المستقبلية"، إلا أن موظفى جوجل ناقشوا بالفعل التقرير، وظهرت بعض التعليقات أن الكثيرين منهم مرتبكون أو غاضبون، وفى إحدى مجموعات الدردشة التى يستخدمها موظفو الشركة، وصف أحد الموظفين المشروع بـ "Maven الجديد"، فى إشارة إلى الجدل الذى ظهر داخل الشركة فى وقت سابق من هذا العام فيما يتعلق بعمل جوجل مع الجيش الأمريكى.
وهو المشروع الذى أثار الغضب داخل الشركة بقوة، إذ عارض الآلاف من الموظفين الأمر ووقعوا على عريضة تطالب جوجل بإنهاء العلاقة مع البنتاجون والتعهد بعدم استخدام الذكاء الاصطناعى فى الأسلحة، كما قدم حوالى اثنى عشر موظفا استقالتهم احتجاجا على الأمر.
-غضب من ظروف العمل فى مصانع أبل
أما حالة الغضب الأبرز فكانت داخل مصانع فوكسكون المسؤولة عن تصنيع هواتف أيفون لصالح شركة أبل، حيث وصلت بها حالة الغضب لدرجة إقدام الكثيرين على الانتحار، نتيجة طريقة العمل غير الآدمية التى تنتهجها الشركة، إذ يتم تشغيل عمال أطفال تحت عمر 18 سنة ولساعات طويلة تتجاوز أحياناً 12 ساعة وأيضاً فى أوقات متأخرة ليلا على عكس وعود أبل، كما تصل عدد ساعات العمل اليومية العادية إلى 12 ساعة، فيما تصل عدد ساعات العمل للبعض إلى 16 ساعة، ويتم إجبار العمال على العمل أوقات إضافية، إضافة إلى أنه يعمل الموظفين 18 يوم متواصل بدون إجازة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة