اتفق وزراء خارجية الدول الأفريقية واليابان على الحاجة الماسة لمعالجة نقاط الضعف فى القارة السمراء للإنطلاق نحو تحقيق النمو الإقتصادى المستدام، جاء ذلك فى ختام أعمال الاجتماعات الوزارية التحضرية لقمة طوكيو الدولية.
وحدد ممثلوا 52 دولة اجتمعوا فى العاصمة اليابانية طوكيو، على مدار يومى السبت والأحد، التحديات التى تواجه أفريقيا بدءا من بناء البنية التحتية والاستفادة من الموارد البشرية بشكل أفضل والأمن والسلم الأفريقى وتعزيز الاقتصاد الأزرق والأمن البحرى، فضلا عن التحديات التى يفرضها تغير المناخ.
وخلال مؤتمر صحفى أعقب ختام القمة كشف المنظمون عن الشعار الخاص بقمة تيكاد 2019، التى تعقد دورتها السابعة فى مدينة يوكوهاما اليابانية اغسطس 2019، حيث ستتولى مصر قيادة الوفد الأفريقى بإعتبارها رئيسا للاتحاد الأفريقى بدءا من يناير المقبل.
وبينما تشير التوقعات الحديثة إلى أن العديد من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء ستشهد نموا إقتصاديا قويا خلال السنوات الخمس القادمة، حيث ستنمو نحو ثلث إقتصادات المنطقة بمعدل متوسط سنوى يبلغ 5% بحلول عام 2023، غير ان وزير الخارجية اليابانى، تارو كونو، بعدم تحقق المعدل المستهدف من النمو خلال العام الماضى، وهو ما دعاه للتأكيد على تحديث المجال الصناعى وتعزيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتأهمية التنوع الإقتصادى كمحرك أساسى للتنمية.
ومع تزايد الطلب على بناء البنية التحتية فى أفريقيا، تعهدت اليابان بـ30 مليار دولار خلال قمة تيكاد 2016، على مدار ثلاث سنوات، فضلا عن مغازلة الصين لأفريقيا بإستثمارات ضخمة، وشدد مسئولو اليابان على ضرورة الإدارة السليمة للديون الخاصة بهذه المشاريع.
ويتزايد القلق بشأن القروض الضخمة المقدمة لتمويل التنمية فى أفريقيا مما يمكن أن يؤدى إلى التخلف عن سدادها، وهو ما دفع وزير الخارجية اليابانى والممولون الأخرون للتشديد على أهمية التأكد من أن البلدان المقترضة يمكن أن تسدد ديونها وتحافظ على الصحة المالية.
وشدد الوزير اليابانى على أهمية تحسين البنية التحتية مشيرا إلى أن اليابان تسعى لربط آسيا وأفريقيا بموجب استراتيجية حرة ومفتوحة إندو باسيفيك، داعيا إلى تقديم المنح الدولية وفقا للمعاير العالمية مثل الشفافية والكفاءة الإقتصادية.
وفى ختام كلمته، أعرب وزير الخارجية اليابانى، عن تقديره الخاص لمصر التى سوف تترأس الوفد الأفريقى فى القمة المقبلة التى تعقد فى مدينة يوكوهاما اليابانية أغسطس العام المقبل، وفى حضور الوفد المصرى، وجه التحية لمصر معربا عن تقديره الخاص بمشاركتها فى تنظيم القمة المقبلة حيث تتولى رئاسة الأتحاد الأفريقى يناير 2019.
واستقبل كونو، الجمعة الماضية، وزير الخارجية المصرى سامح شكرى فى مقر وزارة الخارجية اليابانية فى العاصمة طوكيو، لإطلاق جلسات الحوار الاستراتيجى بين البلدين والمشاركة فى الاجتماعات التحضيرية للتيكاد، وفى ترحيبه بوزير الخارجية المصرى، قال كونو إن مصر دولة مهمة لاستقرار المنطقة مؤكدا على أهمية الحوار الاستراتيجى المصرى اليابانى الذى تم إطلاقه مؤخرا، وقال إن التعاون الثنائى بين البلدين يشمل مجالات عديدة فضلا عن التعاون على الساحة الدولية.
وعقد شكرى عدة لقاءات مع مسئولين يابانيين فى إطار العلاقات الثنائية بين البلدين والحوار الاستراتيجى الذى تم تدشينه حديثا لتعزيز الشراكة والتعاون بين البلدين وفى كلمته خلال القمة، قال شكرى، السبت، إن مصر تعى جيدا التحديات الإقتصادية التى تواجه القارة الأفريقية، وبالتالى فإنها تقدم نموذجا من خلال تطبيق إصلاحات إقتصادية صارمة ومؤلمة.
وأشار إلى أن هذه الإصلاحات تنطوى على إصلاح الإطار التنظيمى للاستثمار وإعادة هيكلة السياسات المالية والنقدية وتحرير العملة، بالإضافة إلى مراجعة نظام الدعم الحكومى، وكشف وزير الخارجية تنفيذ الحكومة المصرية مشروعات بنية تحتية ضخمة تخدم الشعب المصرى والتكامل الإقتصادى مع أفريقيا ككل، وأضاف شكرى: والأهم من ذلك هو مشروع توسيع قناة السويس الذى يعمل كمركز لوجيستى أفريقي.
وتابع: مصر تعمل لتنفيذ العديد من مشروعات البنية التحتية الأفريقية الرائدة مثل الخط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وممر القاهرة كيب تاون، إنطلاقا من قناعتها بأهمية تعزيز الاستثمار فى مشروعات البنية التحتية القارية لتحقيق أهداف التنمية الأفريقية.
وخلال استقباله وزير الخارجية، قال رئيس وزراء اليابان شانزو آبى، إن مصر دولة قيادية كبرى فى المنطقة وواحدة من أهم الشركاء لليابان على الصعيد الدبلوماسى، ووجه آبى دعوته للرئيس السيسى للمشاركة فى قمة طوكيو الدولية لتنمية أفريقيا "تيكاد" التى تعقد دورتها السابعة فى يوكوهاما اغسطس 2019، قائلا "سيكون لنا عظيم الشرف اذا تمكن الرئيس السيسى وهو رئيس الاتحاد الافريقى المقبل، من حضور قمة تيكاد السابعة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة