حقيقة أن مصر تواجه مخططا عدائيا، يقوده دول وكيانات وتنظيمات وجماعات، لا يحتاج قريحة العباقرة لإدراكه، ولا يقلل من خطورته، تنظيم التشكيك والتسخيف من نظريات المؤامرة، ومحاولة تدشين، أن لا وجود لمخططات عدائية أو مؤامرات ضد هذا الوطن، وأن الأنظمة تتخذ منها فزاعة.!!
وندلل على أن تنظيم التشكيك والتسخيف، لا يتمتع بأى قدرات ذهنية جيدة، ما رددوه من أن نظام مبارك يتخذ من تنظيم الإخوان فزاعة لإرهاب المصريين، وأن الجماعة «طيبة ووديعة ووطنية»، وبمجرد وصولها للحكم، أثبتت أنها أخطر من كونها فزاعة، وأنها جماعة إرهابية هى الأخطر عالميا، وولدت من رحمها كل التنظيمات الإرهابية الخطيرة، من عينة داعش والقاعدة وجبهة النصرة، وغيرهم..!!
ومن المعلوم بالضرورة أن مصر كلما حققت نجاحا فى مجال من المجالات ازداد جنون الدول والكيانات والتنظيمات والجماعات المعادية، وتوسعوا فى مخططاتهم العدائية، وهو عكس ما يعتقد البعض، بأن نجاح مصر على كافة المسارات، سينجو بها بعيدا عن المخططات الخارجية، والحقيقة أنه كلما خطت مصر خطوة واحدة فى طريق التقدم والازدهار، زادت دوائر العداء استحكاما، ويبقى أمران مهمان لإحباط وتكسير كل هذه المؤامرات، الأول، أن يكون هناك تلاحم وتماسك والتفاف قوى من المصريين حول راية بلادهم، والمساهمة فى دعم الاستقرار والأمن والأمان.. والأمر الثانى، أن يظل جيش مصر قويا ومؤهلا تدريبا وتسليحا، ويلقى دعما ومساندة من كل المصريين.
لذلك، فإن زيارة عدد من نواب البرلمان لمقر وزارة الدفاع، مؤخرا، لتقديم التهنئة للفريق أول محمد زكى، القائد العام، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وكل قيادات وضباط وجنود القوات المسلحة، بمناسبة الذكرى 45 لانتصار أكتوبر 1973، كانت زيارة مهمة للغاية، حيث استمع النواب للقيادات العسكرية، وإطلاعهم على الوضع فى سيناء، والحراك فى المنطقة، والموقف الاستراتيجى، ويعلم نواب الشعب، حجم المخاطر التى تواجه الأمن القومى المصرى بمفهومه الشامل..!!
الأهم والذى ورد فى بيان المتحدث العسكرى، العقيد تامر الرفاعى عن الزيارة، ما استعرضه، مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، من شرح وافٍ ومهم ودقيق عن الموقف الحالى والتحديات التى تواجه الأمن القومى المصرى فى ظل الظروف الدولية والإقليمية المحيطة، وجهود القوات المسلحة فى إحباط المخططات التى تستهدف النيل من أمن الوطن واستقراره.
هنا لابد، من التأكيد على أن الوضع فى المنطقة، متأجج، خاصة فى منطقة شرق المتوسط، وهو ما أكدته الباحثة والكاتبة «ماريا بيزتشاسنيا» فى مقال لها نشرته فى صحيفة «سفوبودنايا بريسا» الروسية، مؤخرا، حذرت فيه بوضوح من حشد الدول العظمى قواتها لمعركة الموارد فى مياه المتوسط، لكن الأخطر ما نشرته، صحيفة «ينى شفق» التركية التى أكدت أن المنطقة ستشهد حربا أكثر عنفا من الحرب الأهلية فى سوريا، تحت شعار «الكل ضد الكل».
الصحيفة التركية أكدت أيضا أن منطقة شرق المتوسط التى يأتى من ضمنها حقل ظهر، تحتل المرتبة الثالثة فى العالم من حيث احتياطيات الغاز الطبيعى، ما يدفع إلى سباق وصراع القوى المختلفة على هذه الثروة، جازمة، بأن حشد السفن الحربية من مختلف البلدان فى المنطقة يزداد أسبوعياً.
إذن فإن شبح الحرب يلوح فى أفق منطقة شرق المتوسط، ولا يعززها الصراع على مصادر الطاقة فقط، ولكن هناك عاملا آخر، يزيد من اشتعالها، يتمثل فى ممارسة الألعاب الجيوسياسية بين القوى العظمى، وبناء نظام عالمى جديد.
هذا الحراك أكدته أيضا كل من روسيا وتركيا وإسرائيل واليونان وقبرص، على وجه الخصوص، وأن تحركات أردوغان لتقوية البحرية التركية، تأتى استعدادا لمواجهة البحرية المصرية، بوضوح ودون مواربة، كون أن البحرية المصرية بسطت نفوذها بقوة فى منطقة شرق المتوسط، وأن حاملتى الطائرات المصريتين، أصبحتا الذراع الطولى لتأديب وقطع يد ولسان كل من يحاول أن يقترب من ثروات ومقدرات مصر شمالا أو جنوبا.
كل هذا الحراك، تضعه القوات المسلحة المصرية نصب أعينها، وهناك تقارير تقدير موقف شبه يومية عن الحراك فى المنطقة، وليس منطقة شرق المتوسط التى أصبحت غنيمة بما تذخر به من احتياطيات الغاز، يمثل ثروة ضخمة، ولكن أيضا هناك حراك خطير يهدد الأمن القومى المصرى، مثل الوضع فى ليبيا، وسيطرة الجماعات والتنظيمات الإرهابية على الأرض هناك، بجانب الوضع فى سوريا، ورغم سيطرة الجيش العربى السورى وتشديد قبضته على الأوضاع فى بلاده، لكن تبقى مخططات الدول الكبرى لتقزيم الدور السورى وتفتيت وحدة أراضيه، قائما ومستمرا، وهو ما يمثل مخاطر كبيرة على الأمن القومى المصرى.
ولا يمكن أن ننسى، أن إسرائيل، بأطماعها «الدينية» فى تأسيس وطن تحت اسم «إسرائيل الكبرى من النيل للفرات» هو الأخطر، ولا يمكن أن تخطئه العين، أو يتغافل عنه العقل، وستظل إسرائيل العدو التقليدى الجاسم على صدور المنطقة إلى يوم القيامة...!!!
من هنا تكتسب أهمية أن يطلع نواب البرلمان على بعض الحقائق المتعلقة بمسرح العمليات، والمتماس مع الأمن القومى، من أهله، كون أن النواب لسان حال الشعب المصرى تحت قبة البرلمان، وفى دوائرهم، للشرح وإزاحة اللبس، ودفن الشائعات فى مهدها..!!
ولك الله ثم جيش قوى وشعب صبور يا مصر...!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة