40 مليار جنيه تكلفة دخان المصريين على المقاهى.. 2 مليون مقهى فى مصر ينفق عليها المصريون %40 من رواتبهم.. وقعدة القهوة سبب خراب بيوت 13 مليون مواطن ..و استاذ اجتماع: تحولت لبؤر لتعاطى المخدرات

الإثنين، 08 أكتوبر 2018 10:30 ص
40 مليار جنيه تكلفة دخان المصريين على المقاهى..  2 مليون مقهى فى مصر ينفق عليها المصريون %40 من رواتبهم.. وقعدة القهوة سبب خراب بيوت 13 مليون مواطن ..و استاذ اجتماع: تحولت لبؤر لتعاطى المخدرات التدخين
كتبت - أسماء شلبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تخلو منطقة سكنية أو شارع أو حارة، فى منطقة راقية كانت أو شعبية من مقهى أو عدة مقاهى تزدحم بالمواطنين الهاربين من منازلهم إلى الشوارع، حيث يجدون متعتهم فى التدخين والسهر مع الأصدقاء بين دخان الشيشة والسجائر، ولا يقتصر رواد هذه المقاهى على فئة أو عمر محدد بل يملؤها الشباب والكبار من كل الفئات والأعمار، طلاب وموظفين وعلى المعاش.
 
ووفق الأرقام الرسمية يوجد 2 مليون مقهى فى مصر، وتستحوذ محافظة القاهرة على 150 ألف مقهى منها، ويبلغ حجم إنفاق المترددين عليها %40 من راتبهم. وطبقا للإحصائيات التى رصدها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء تبلغ التكلفة الاقتصادية التى ينفقها المصريون سنويا على تدخين السجائر والشيشة 40 مليار جنيه، كما أن 13 مليون مدخن علاقاتهم الأسرية والاجتماعية سيئة بسبب التدخين.
 
وتشير هذه الإحصاءات إلى أن الإنفاق على التدخين بكل أنواعه يصل إلى 128 مليارا من متوسط دخل الأسر، فيما يصل حجم إيرادات المعسل الشاى والبن والنسكافيه سنويًا إلى 25 مليار، أما عن معدل استيراد البن الذى استهلكه المصريون فى عام واحد فوصل إلى 133 مليون جنيه. وفى أحد المقاهى بمنطقة المهندسين قال سامى السيد موظف فى إحدى شركات الاتصالات: «فى البداية قررت عدم الجلوس على القهوة إلا يوم إجازتى فقط من باب التغيير، ولكن مع الوقت تحول الأمر إلى إدمان وأصبحت المكان الوحيد «اللى بيخلينى أفك عن نفسى» من كثرة الضغوط فى العمل والأعباء المنزلية.
 
رواد-أحد-القهاوى-متحدث-عن--الاموال-التى-ينفقها-يوميا
 
 
وأضاف: «كنت أنفق يوميا من 20 لـ50 جنيها مما تسبب فى مشكلات مع زوجتى وصلت للطلاق بعد 9 شهور من الزواج بسبب إنفاق معظم مرتبى على المقهى». فيما ازدحمت العديد من المقاهى بالأطفال والطلبة أقل من 18 عاما، والذين هرب أغلبهم من المدارس صباحا، وقال «أحمد.م» الطالب بالصف الثالث الإعدادى إن بعض المقاهى ترفض جلوسه، ولكنه لا يستسلم ويبحث برفقة أصدقائه حتى يجد مكانا مناسبا يسمح لهم بالتواجد والتدخين. وتنقسم المقاهى إلى مقاهى المثقفين بوسط البلد، ومقاهى الأحياء الشعبية التى تلبى حاجات اجتماعية لروادها، ومقاهى الحرفيين التى كانت بمثابة مكتب تشغيل وتجميع لأصحاب الحرف المختلفة. وقال محمد فكرى محمد «نقاش»: «باقعد على القهوة علشان مفيش شغل وباستنى أى حد يطلبنى، لكن الخلافات مع زوجتى استمرت ووصلت للطلاق بسبب عدم وجود عمل منتظم وعدم قدرتى على توفير طلبات البيت». وتابع: «بقضى على القهوة يوميا ساعات طويلة بحثا عن مصدر رزق، ومعدل إنفاقى يوميا يتراوح ما بين 17 و20 جنيها وفى كثير من الأحيان لا أستطيع دفع ثمن المشروبات للقهوجى». وأضاف: «القهوة مكان للفضفضة وبعد طلاقى بقيت باقعد فترات أطول».
 
عم-شحاته-صحاب-أحدى-المقاهى
 
 
فيما قال عم شحاتة، صاحب أحد المقاهى: «يختلف رواد المقاهى وإنفاقهم تبعا لاختلاف الأسعار، وأقل زبون بياخد مشروبين ويلعب طاولة مرة يوميا، وأحيانا يقوم البعض باللعب على المشاريب كنوع من التسلية». وأضاف: «بنحاول عدم رفع أسعار المشروبات علشان مانخسرش الزبائن»، مؤكدا أن نوعية الجالسين على المقاهى اختلفت، «زمان لو حصل أى مشكلة تلاقى كل الناس بتجرى وتساعد لكن دلوقتى كل واحد فى حاله».
 
 
ويقول أيمن الصفتى، أحد رواد مقهى بالدقى، إن المقهى ملتقى للأصدقاء، ويوجد فى كل مقهى شلل معينة من الأطباء والمهندسين والمحامين وغيرهم، مؤكدا أن مفهوم القهوة اختلف كثيرا، قائلا: «فى الثمانينيات كان يوصف رواد المقاهى بـالعواطلية، وكان يعتبر الأهل جلوس ابنهم على المقهى كارثة، أما الآن فأصبح شيئا طبيعيا مسلما به مثل النادى».
 
وأضاف: بقعد 3 مرات يوميا صباحا قبل الذهاب للعمل وبعد انتهائه وليلا، وأعتبره الخروجة اليومية، وأحيانا يسبب لى خلافات فالتدخين يجعلك مرتبطا بها، والمقاهى العدو الأول للزوجة المصرية، حيث تصاب بالجنون والغيرة بسبب جلوس زوجها بها لساعات طويلة مع أصدقائه».
وقال «شادى عبدالله» الطالب الجامعى، إن الجلوس على المقهى هو خروجته الوحيدة التى يستمتع بها مع أصدقائه وأقل مشروب يكلفه 6 جنيهات، مؤكدا أنه يختار المقهى الذى يجلس عليه بناء على الأسعار والشخص الذى يقضى معه الأمسية فإذا كان يرافق أصدقاءه فيبحث عن المقاهى الشعبية، أما فى حالة الخروج مع فتاة فإنه يختار أحد «الكافيهات».
 
محمد-فكرى-محمد--العامل-كنقاش
 
ويعلق مصطفى حامد، أستاذ علم الاجتماع عن علاقة المقاهى وارتباطها بالبطالة والعمل، مؤكدا أن الكثير من المقاهى وظيفتها جمع أبناء الحرفة الواحدة، أو البحث عن فرص عمل، واحتواء العاطلين. وأوضح أن الكثيرين يعتبرون المقهى المتنفس الوحيد لهم ليعبروا عن همومهم ومشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية، ويقضون عليها فترات تتراوح بين 3 إلى 9 ساعات يوميا.
 
وتابع: التغير الذى طرأ على العلاقات الاجتماعية جعل المقهى الملاذ الوحيد للشباب فلا يوجد بيت يستوعب أبناءه وأصحابهم لذا أصبح المقهى بديلا للقاءات الاصدقاء.
 
وأضاف: كثير من المقاهى أصبح بؤرا لتعاطى المخدرات بكل أشكالها وأنواعها ومشاهدة الأفلام المخلة التى تدمر أخلاق أبنائنا وتكون سببا فى عمليات التحرش والاغتصاب.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة