تبعد قرابة 45 كيلومترا جنوب غرب مدينة سفاجا، المدينة الرومانية القديمة "مونس كلوديانوس"، والتى تعد أهم محجر رومانى لإنتاج الاحجار والأعمدة الضخمة الذى يسمى بالحجر الملكى، والذى شيد منه جميع معابد الرومان العظيمة لمدة تتراوح ما بين 100 إلى 200 عام تقريبا.
بقايا اكبر محجر استخرج منه الحجر الملكى
مدينة "مونس كلوديانوس" الرومانية، كان يديرها الجيش الرومانى، وكان يقيم بها الآلاف من العمال الرومانيين لإنتاج الأعمدة البريطانية الضخمة، التى تم اكتشافها بعد أكثر من 190 عاما، أصبحت فى فترة وجيزة يزورها العشرات من علماء الآثار الأجانب الذين يعرفون قيمتها التاريخية والسياح خلال رحلات السفارى.
من جانبه، قال بشار أبو طالب، نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، إن المدينة الرومانية "مونس كلوديانوس"، تعرضت للسرقة والنهب من قبل تجار الآثار، حيث كانت تحتوى على كمية كبيرة من الأعمدة الملكية وبقايا آثار العمال الذين كانوا يقيمون فيها، وذلك بسبب إهمالها وعدم وجود حراسة لحمايتها.
جانب مما تبقى من احجار
وأضاف نقيب المرشدين السياحين، فى تصريحات خاصة له، أن تلك المدينة فى بداية الأمر استخدمها الرومان لاستخراج الاحجار منها، وكانت بمثاية اكبر محجر لهم فى الصحراء الشرقية، وكان عمالها من المهرة ويتقاضون أعلى مرتبات فى الدولة الرومانية بكونهم مسئولين عن تشيد المعابد الملكية.
جانب من بقايا المدينة الرومانية
وأوضح "أبو طالب"، أن الأعمدة الموجودة بالمدينة الرومانية يبلغ طول الواحد منها 20 مترا وقطره 2.5 متر ويزن نحو 200 طن، ومازالت بها المبانى باقية على حالها حتى الآن، وأن تلك المدينة كانت تحتوى على أبراج مراقبة لحراستها مازالت حتى الآن باقية وكانت المدينة تضم حوالى 1000 شخص من الحرس.
وتابع "توجد المنازل الرومانية للعمال وأنقاض الكنائس التى بنيت من الجرانيت والآبار الدائرية التى كانت تملؤها المياه المعدنية، وكذلك مازالت هناك بقايا من قطع أثرية وأعمدة يصعب سرقتها لثقلها وضخامتها وبعض الأحواض المكتوبة عليها نصوص رومانية".
مدينة مونس كلوديانوس الرومانية القديمة
من جانبه، قال الأثرى محمد أبو الوفا، مدير آثار البحر الأحمر، إن وزير الآثار الدكتور خالد عنانى، خلال آخر زيارة له للمدينة الرومانية فى أغسطس العام الماضى، أكد على الاهتمام بتلك المنطقة ووضع مخطط لوضعها ضمن البرامج السياحية والتنسيق مع الجهات الأخرى لتأمينها.
وأضاف أبو الوفا فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن المدينة فى الأصل هى عبارة عن منازل بدائية، وحمامات عامة وصوامع غلال لعمال أكبر محجر رومانى لاستخراج الحجر الملكى الذى بنيت منه أغلب معابد الرومانية.
وتابع "أن منازل العمال كانت عبارة عن أزقة ضيقة يبلغ كل منزل قرابة الـ70 مترا مربعا، وكانت خارج تلك المنازل منزل خاص يقيم به مدير المحجر، كما كانت تضم المدينة معبد لم يكتمل بناؤه وإسطبلات لاستيعاب ما يصل إلى 400 رأس من الثيران، كانت تستخدم فى سحب الحجارة".
من جانبه، قال ممدوح ياسين، صاحب شركة سفارى بالبحرالأحمر، إن المدينة الرومانية على طريق سوهاج البحر الأحمر، جذبت الكثير من رحلات السفارى، التى يتم تنظيمها للسائحين الزائرين للتعرف على أهمية هذه المدينة خلال الحكم الرومانى لمصر.
نهب وسرقة اغلب محتويات المدينة
وأضاف ياسين أن جميع السياح أصبحوا نزلاء الفنادق بمدينة سفاجا، قائلا "عند قيامهم برحلات سفارى لابد من زيارة مدينة "مونس كلوديانوس"، والمعلومات عن تلك المدينة التى تشرح للسياح عند الزيارة أن الرومان كانوا ينقلون الأعمدة الملكية بعد نقشها ونحتها من تلك المنطقة إلى روما من خلال محطات عدة تبدأ اولها من المدينة إلى نهر النيل بعربات ذات عجلات تجرها ثيران ضخمة".
وطالب ممدوح ياسين، منظم رحلات سفارى بالبحر الأحمر، وزارة الآثار بعمل سور حول تلك المدينة والتنسيق مع الجهات الأخرى لتأمينها، حيث إن لصوص الآثار قد نهبوها بأكملها وما تبقى منها أحجار يصعب استخراجها وأعمدة يبلغ وزنها 200 طن، مؤكدا على أن تلك المدينة ستكون على قائمة البرامج السياحية فى حالة تأمينها وعمل تذاكر لدخولها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة