بدأت الأوضاع فى قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة تأخذ منعطفا خطيرا، حيث توشك على الانفجار فى أى لحظة بسبب سياسات الشد والجذب بين جيش الاحتلال الإسرائيلى والمقاومة الفلسطينية بالقطاع، فقد قررت قيادة الجيش الإسرائيلي، نهاية الأسبوع الماضى، نشر قوات عسكرية كبيرة عند الحدود مع القطاع استعدادا لسيناريو اندلاع مواجهة كبرى مع حركة حماس.
ويستعد جيش الاحتلال وفقا لوائل الإعلام العبرية، لمنع اى محاولة لاختطاف جندي عند الحدود أو اختراق السياج ودخول عناصر حماس إلى إحدى المستوطنات الإسرائيلية بهدف تنفيذ عملية ضد الإسرائيليين.
وقرر رئيس الأركان الإسرائيلي، جادي أيزنكوت، ووزير الدفاع، أفيجادور ليبرمان، بعد تقييم للوضع الأمني مع القطاع، نشر منصات إضافية للمنظومة الدفاعية "القبة الحديدية" في منطقة الجنوب، في إشارة إلى استعداد إسرائيل لتصعيد محتمل مع القطاع بعد أن شارك في الأسبوع الماضي في المظاهرات عند السياج نحو 20 ألف فلسطيني.
وقال جيش الاحتلال إن الفلسطينيين وضعوا وألقوا نحو 100 عبوة ناسفة وأقدم العشرات على اختراق السياج الأمني، على حد زعمه.
ومن الأسباب الإضافية التي دفعت الجيش إلى تعزيز قواته عند الحدود زيادة الحرائق جرّاء الطائرات الورقية الحارقة من قطاع غزة، فقد نشبت في الأسابيع الأخيرة، تحديدا منذ احتفال إسرائيل برأس السنة العبرية، أكثر من 80 حريقا في المناطق الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
ورغم الرسائل السلمية التي أعرب عنها قائد حماس في غزة، يحيى السنوار، في اللقاء مع الصحفية الإيطالية فرانشيسكا بوري لصالح "يديعوت أحرونوت"، لم يخل حديث السنوار من تهديدات حسب مسؤولين عسكريين.
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تطرقه إلى الأوضاع في غزة، رئيس السلطة محمود عباس أبو مازن بخنق قطاع غزة مطالبا المجتمع الدولي بالضغط عليه من أجل التخفيف عن القطاع.
وقال نتنياهو إن حماس تشن هجمات ضد إسرائيل جرّاء الأوضاع الصعبة في القطاع، مشددا على إن إسرائيل لن تقبل بهذا الوضع وأن الرد الإسرائيلي سيكون صعبا جدا إذا ازدادت الهجمات.
ونقل الجيش الإسرائيلي قوات عسكرية ضخمة نحو الحدود مع قطاع غزة ودفع قوات إضافية، في أعقاب جلسة لتقييم الوضع الأمني عند الحدود برئاسة قائد الأركان، بمشاركة مسؤولين من الجيش والشاباك.
وكان قد صرح وزير الدفاع الإسرائيلي إن الأعياد اليهودية التي حلّت خلال شهر سبتمبر مرّت على خير ولم تشهد تصعيدا أمنيا محذرا قادة حماس من القادم
وكتب ليبرمان، على صفحته على تويتر، على خلفية التأهب العسكري على الحدود مع قطاع غزة، أن إسرائيل دخلت فترة ما بعد الأعياد، ملمحا أن التعامل مع المظاهرات في قطاع غزة عند السياج الحدودي سيكون أكثر حزما.
وقال ليبرمان: "مرّت الأعياد اليهودية خلال شهر سبتمبر كيفما تصورنا، دون انزلاق كبير إلى العنف، رغم أننا لم نتساهل مع المتظاهرين على الحدود مع قطاع غزة. فترة بعد الأعياد جاءت، وأقول لقيادة حماس خذوا ذلك بالحسبان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة