لا يملك الدكتور يوسف زيدان، شجاعة على سالم، الذى قرر أن يطبع مع إسرائيل فركب سيارته وذهب إليهم، أما يوسف زيدان فهو يريد الشو فقط ولا يريد تحمل النتيجة، لذا يمسك العصا من المنتصف، فيقول إنه مستعد للذهاب إلى إسرائيل لكن بشروط.
وبغض النظر عن شروط يوسف زيدان لزيارة المحتل والتعرف على علمه وفنه، فإننى أجدد دعوتى بتجاهل يوسف زيدان، وقد كتبت مقالة فى هذا الشأن من قبل وقلت فيها «فى كل يوم ننشغل بحكايات كثيرة منها المفيد ومنها ما دون ذلك، وفى الفترة الأخيرة انشغلنا بيوسف زيدان وأفكاره التى يراها البعض «استفزازية»، بينما يراها عدد أقل «تنويرية»، المهم أن الغالبية غير متقبلة لطريقة يوسف زيدان فى تقديم هذه الأفكار ولا السياقات التى يضعها فيها، ومع ذلك أقول بأننا نحن من نمنحه الاستمرارية.
لا أسعى إلى محاكمة يوسف زيدان أو سجنه أو منعه من الكلام والكتابة، لكن أعترف بأن حماسى له تراجع بشدة عن البدايات، لأنه صار واضحا تماما فى ممارسة عملية «الانتقاء» وفى التوجه الذى يسعى إليه، من قبل كنت أرى حديثه عن الشخصيات الإسلامية هى مجرد «وجهة نظر» وكان لديه ما يدعم به كلامه، وسواء اتفقنا أو اختلفنا معه، لكنه كان يظل فى دائرة الخلاف فى الرأى، أما أن يمارس منهجه هذا فيما يتعلق بالأرض المحتلة وإسرائيل فإن ذلك خطر كبير، ويوسف زيدان يعرف ذلك جيدا.
وفى رأيى أن الحل لما يفعله يوسف زيدان هو «التجاهل»، تخيلوا أن الدكتور يوسف زيدان قال فى التليفزيون ما شاء له أن يقول وكتب فى الصحف ما شاء له أن يكتب، ولم يعلق أحد على ما قاله أو يرد على ما كتبه، كيف ستكون النتيجة؟ ستكون النتيجة فى صالح الجميع أولا الإعلام الذى يكسب من وراء هذه الضجة لن يجد ما يكسبه، وبناء عليه لن يمنحه كل هذا الوقت الذى يمنحه له، والصحف التى تستكتبه عندما تجد نفسها لا تربح شيئا من كتابته «الانتقائية» لن تمنحه هذه المساحة، وهو سيبدأ فى مراجعة نفسه، وسيلجأ إلى استخدم أساليب علمية حقيقة فى مناقشة الأحداث، أو ربما يتفرغ للكتابة الأدبية فتخرج بصورة أفضل مما هى عليه الآن.
والآن أجدد هذه الدعوة مرة أخرى، وأطالب الجميع بأن يتجاهلوا يوسف زيدان ولو شاء الذهاب إلى إسرائيل فليفعل، ولو شاء أبعد من ذلك فليفعل أيضا.