خبراء دوليون: قمة كريت الثلاثية تعزز التنمية والاستقرار بمنطقة البحر المتوسط

أكد خبراء سياسيون وإعلاميون دوليون أن القمة الثلاثية التى ستعقد بجزيرة كريت اليونانية غدا الأربعاء، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس وزراء اليونان اليكسيس تسيبراس ورئيس قبرص نيكوس انستاسياديس تشكل ركيزة أسياسية لدعم التنمية والاستقرار فى منطقة البحر المتوسط واستكشاف مجالات جديدة للتعاون بين الدول الثلاث.

وأضاف هؤلاء الخبراء والإعلاميون – فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط – أن قمة كريت سوف تسهم فى تعزيز الإطار المؤسسى للتعاون الاستراتيجى بين الدول الثلاث لمواجهة التحديات فى منطقة شرق البحر المتوسط وفى مقدمتها الإرهاب، والهجرة غير الشرعية وعملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط وتدعيم الاستثمارات المشتركة وتنفيذ العديد من مشروعات التعاون الاقتصادى وزيادة حجم التجارة البينية.

وقال جورج بينتاكس سكرتير عام اتحاد وكالات أنباء البحر المتوسط /أمان/: "إن قمة كريت سوف تسهم فى دفع العلاقات بين الدول الثلاث إلى الأمام فى مجالات الطاقة والتجارة وتوفر المزيد من فرص التعاون لاستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة".

وأضاف: "إن القمة ستدعم جهود الدول الثلاث لتحويل الاكتشافات الغازية فى منطقة البحر المتوسط إلى مجال موات للتعاون بدلا من النزاعات من أجل رفاهية شعوب مصر واليونان وقبرص، ومواجهة الهجرة غير الشرعية التى تشكل مصدر قلق لحكومات دول منطقة البحر المتوسط"..مشيرا إلى أن الشراكة الثلاثية الحالية تمثل نموذجا لتعزيز الحوار والعلاقات والتفاهم المشترك بين دول الاتحاد الأوروبى ومنطقة الشرق الأوسط.

ومن جانبه..قال جورج بليوس أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة كابوديستريان– أثينا اليونانية أن الدول الثلاث أكدت التزامها – منذ قمة القاهرة عام 2014 بالعمل المشترك على الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وتحقيق تطلعات شعوبها نحو السلام والاستقرار والتنمية فضلاً عن تعزيز جهود مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف.

وأضاف أن نجاح الإصلاحات الاقتصادية فى مصر واليونان علاوة على الاكتشافات الغازية فى منطقة البحر المتوسط سوف توفر زخما قويا لمساعى الدول الثلاث لتعزيز التعاون فى كافة المجالات.

وأشار إلى أن الدول الثلاث اتفقت على مواصلة الجهود لمواجهة الهجرة غير الشرعية بهدف منع المزيد من الخسائر البشرية، ومعالجة الأسباب الجذرية لهذه المأساة الإنسانية بالتعاون مع الدول المصدرة والمستقبلة للمهاجرين ودول المرور.

وفى السياق.. ذاته قال جريجريس شيرجيوليس المحلل السياسى ورئيس مؤسسة (انتربرايز جريس) اليونانية أن قمة كريت الثلاثية سوف تركز بشكل رئيسى على تعزيز التعاون فى عدد من المجالات من بينها السياحة والطاقة والثقافة والاتصالات والتكنولوجيا الحديثة.. منوها بأن نجاح آلية التعاون الثلاثى قد يشجع دولا آخرى للتفكير فى الانضمام إليها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية بمنطقة الشرق الأوسط.

وأوضح أن الدول الثلاث أكدت أهمية الدور الذى تضطلع به آلية التعاون الثلاثى كنموذج للحوار الإقليمى القائم على العمل المشترك وزيادة التنسيق داخل المحافل الدولية وتعزيز العلاقات الأورومتوسطية.. مشددا على أن الثروات الهيدروكربونية فى شرق المتوسط واكتشافات الغاز الأخيرة فى مصر وقبرص تزيد من فرص التواصل والتعاون فى إطار احترام مبادئ القانون الدولى وحسن الجوار.

ومن جانبه.. قال أندرياس فيجيليس رئيس قسم العلوم السياسية والإعلام بجامعة ذاسالونيك اليونانية: أن الآلية الثلاثية تعد أداة فعالة لتعزيز التفاهم المشترك وتجنب النزاعات بين الدول الثلاث.. منوها بأن القمة الثلاثية أضحت تقليداً هاما تحرص الدول الثلاث على انعقادها بانتظام، لاسيما فى ضوء المرحلة الحاسمة التى تمر بها المنطقة وما تتطلبه من تعزيز التعاون بين تلك الدول من أجل التغلب على التحديات القائمة.

وأضاف أن منتديات الأعمال التى تعقد على هامش اجتماعات القمة الثلاثية سنويا تعكس رغبة الدول الثلاث فى تعزيز التعاون الاقتصادى لتعظيم الاستفادة من الموارد المشتركة وتشجيع الشراكة بين القطاع الخاص لإقامة صناعات مشتركة والتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة بالدول الثلاث وزيادة حجم التجارة البينية.

وفى السياق ذاته.. قالت صوفيا كونستانتوبولو خبيرة العلاقات الدولية متعددة الأطراف بمركز الدراسات الأوروبية باليونان: أن استمرار انعقاد القمة الثلاثية بين زعماء مصر واليونان وقبرص سنويا منذ عام 2014 يعد مؤشرا على نجاحها وإدراك الدول الثلاث لأهميتها وضرورة استمرارها وتطوير آليات الاستفادة منها سياسيا واقتصاديا وثقافيا وأمنيا.

وأشارت إلى أن الآلية الثلاثية تعد أداة فعالة للحوار بين شطرى البحر المتوسط فى إطار احترام السيادة الوطنية والاستفادة المتبادلة.. قائلة: "إن اليونان وقبرص يمكن أن تستفيدا اقتصاديا وتجاريا من اتفاقيات التجارة الموقعة بين مصر والكيانات الأفريقية وخاصة الكوميسا، وتنفيذ برامج سياحية مشتركة بين الدول الثلاث، بينما يمكن لمصر أن تعزز تجارتها مع الاتحاد الأوروبى من خلال نيقوسيا وأثينا.

وأشارت إلى أن زعماء الدول الثلاث أكدوا خلال القمم السابقة رغبتهم فى تعزيز التعاون فى مجال الطاقة من خلال سلسلة من الاتفاقات بشأن استكشاف ونقل الغاز الطبيعى، حيث أن اكتشاف احتياطيات الهيدروكربون سوف يمثل حافزاً للاستقرار والرخاء الإقليمى على أساس مبادئ القانون الدولى وخاصة اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

ومن جانبه.. قال اليكساندرس كامينوس كبير المحللين الاسراتيجيين بمركز الدراسات الاقتصادية بأثينا: أن مشاركة الرئيس السيسى فى القمة الثلاثية القادمة بكريت ستوفر زخما إيجابيا للتعاون الثلاثى وخاصة عقب نجاح الإصلاحات الاقتصادية فى مصر.. مشددا على أن مصر تعتبر دولة ذات ثقل كبير فى منطقة الشرق الأوسط وركيزة للاستقرار فى منطقة شرق البحرالمتوسط.

وأشار إلى أن التعاون الاستراتيجى بين مصر واليونان وقبرص سوف يحقق مكاسب للأطراف الثلاثة.. منوها بأن شركات يونانية وقبرصية عديدة أبدت اهتماما ببحث إمكانية الاستثمار فى منطقة محور قناة السويس بينما تسعى مصر للاستفادة من خبرة اليونان وقبرص فى إدارة الموانىء والربط بين موانىء الدول الثلاث لخدمة التجارة البينية والعالمية.

وأضاف أن التعاون الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص، سوف يكتسب زخما قويا خلال قمة كريت القادمة باعتباره ركيزة للاستقرار فى المنطقة..موضحا أنه على مدار السنوات العشر الأخيرة حدثت تطورات إقليمية ودولية تفتح مجالا كبيرا وضخما للتعاون بين الدول الثلاث.

وأشار إلى أن رئيس الوزراء اليونانى ألكسيس تسيبراس شدد مؤخرا على أهمية التعاون الثنائى بين بلاده ومصر من ناحية والتعاون الثلاثى بين الدولتين وقبرص من ناحية آخرى لتعزيز الاستقرار فى منطقة البحر المتوسط.. منوها بأن الدول الثلاث اتفقت على تكثيف ذلك التعاون على المستويين الدبلوماسى والفنى وعلى مستوى المحافل الدولية من أجل زيادة القدرة على نقل وجهات النظر المشتركة إلى المجتمع الدولى لمواجهة الأفكار المتطرفة فى المنطقة وإدارة التحديات الدولية مثل أزمات اللاجئين والهجرة غير الشرعية.