قال الدكتور محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، إن القوانين موجودة ولكن يتم اختراقها والتحايل عليها لإخراج المبانى التراثية من قوائم الحصر وهو ما تسبب في الهجمة الشرسة على المبانى التراثية التى هدمت فى الفترة الماضية، لذا لابد من تواجد دور للمجتمع المدنى حتى يكمل مجهودات الحكومة فى الحفاظ على الثروة العقارية التراثية، وعلى الدولة أن تنشئ صندوق يتم تمويله لتعويض أصحاب العقارات المتميزة وأن يكون قادرًا على الشراكة والاستثمار لتحقيق عائد اقتصادى لهذه المناطق ما يساعد فى استدامة الحفاظ عليها، بالإضافة إلى أهمية رفع الوعى المجتمعى بقيمة التراث والعمل على الحفاظ عليه.
وعرض أبو سعدة خلال الندوة التى أقامها أمس جهاز التنسيق الحضارى أن مشروع الحدائق التراثية والتى يتم عمل أرشيف قومي لها من خلال التسجيل حتى يتم الحفاظ عليها ومنها حديقة الحيوان والأورمان والقناطر الخيرية والأزبكية التى يتم تطويرها فور الانتهاء من أعمال المترو، وكيف أن كل حديقة تتبع جهة معينة لذا يجب توحيد هذه الجهات من أجل الحماية والحفاظ عليها.
وخلال الندوة قالت الدكتورة سهير حواس أستاذ العمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة وعضو مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، إنه لابد من إدراك أهمية التراث وتحديدًا بمنطقة وسط البلد" القاهرة الخديوية" التي تعد بوتقة مليئة بالكنوز التراثية والقيم الجمالية والمجتمعية التي جعلت منها متحفًا عمرانيًا مفتوحًا للموروثات والذكريات، والتي تعبر عن طرز معمارية باريسية فرنسية غربية.
وتناولت حواس، كيفية تشريح العمران والفرق بين الطابع العمرانى والطراز وكيف يتم تشكيل الطابع العمرانى من خلال مجموعة الاشتراطات الواجب توافرها فى العمران ليصبح لها طابع عمرانى متميز يستحق الحماية والحفاظ عليه ومنها أولا نوعية الطراز المعمارى للمنطقة أو لمجموعة من البنايات ثانيًا خط السماء وإيقاع الفتحات لهذه المبانى وعدد الارتفاع ومواد النهوض والتشطيبات والملمس الذى هو العلاقة بين الظل والنور، والتنسيق بالنسبة لعرض الواجهات ونسبتها للشبابيك شبكة الشوارع والطرق وكيف تلبى احتياجات المجتمع من حيث مساحة الشارع والفراغات المفتوحة والنسيج العمراني بها بالإضافة إلى الأنشطة والاستعمالات، مضيفة أنه إذا توافرت هذه الشروط أو بعض منها في منطقة فهذا يتطلب حمايتها وهو ما توفر في القاهرة الخديوية والتاريخية والزمالك وجاردن سيتى والمعادى والإسكندرية وبورفؤاد التى أصدر لها جهاز التنسيق الحضارى حدود واشتراطات للحماية طبقًا للقانون ١٤٤ لسنة ٢٠٠٦ بشأن المبانى ذات الطابع العمرانى المتميز وكذلك قانون ١١٩ للتنسيق الحضارى بشأن المناطق المتميزة عمرانيًا.
كما عرضت حواس مجهودات الجهاز فى الحفاظ على هذه الذخائر التراثية من خلال مشروع خريطة القيمة التى تعمل بنظام Gis، وعرضت لتجربة تطوير القاهرة الخديوية بوسط البلد وأهم المبانى التى تم تطويرها وإعادتها لأصلها كما كانت عند إنشائها بنفس المواد والخامات المستخدمة .
وعرضت الدكتورة نيفين حمزة، أستاذ العمارة بجامعة نيو كاسل بإنجلترا والخبير الدولى فى الحفاظ على التراث بالمملكة المتحدة، العديد من النماذج التى تم الحفاظ عليها فى المملكة والتى تحافظ على التراث بطريقة تقنية واحترافية عالية الدقة من حيث التعامل أشبه بعملية جراحية حيث يتم استخدام العناصر التراثية للمبنى دون المساس بها من خلال عمل حوائط جانبية يتم تركيبها بشاسيهات مستخدمة مسامير صغيرة جدا، حتى تحافظ على ما تبقى من المبانى التراثية وحتى يتم الإحلال والتجديد مرة أخرى وإرجاع الشىء لأصله مرة أخرى إذا تتطلب الأمر.