هل أسلم نجيب الريحانى قبل وفاته؟ تحدث فى مذكراته عن فضل القرآن عليه وأجرى حوارات مع الإمام المراغى وطبيبه وجد مصحفا بجوار سريره.. وحفيدة الشيخ محمد رفعت: كان صديقا لجدى ولا يبدأ العرض المسرحى إلا بعد سماع صوته

الخميس، 01 نوفمبر 2018 07:00 م
هل أسلم نجيب الريحانى قبل وفاته؟ تحدث فى مذكراته عن فضل القرآن عليه وأجرى حوارات مع الإمام المراغى وطبيبه وجد مصحفا بجوار سريره.. وحفيدة الشيخ محمد رفعت: كان صديقا لجدى ولا يبدأ العرض المسرحى إلا بعد سماع صوته نجيب الريحانى
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

" قرأت القرآن مترجما بالفرنسية عدة مرات ثم اتصلت بالإمام المراغى شيخ الأزهر فسهل لى قراءته بالعربية وأعطانى من أجل هذه الرسالة السامية الكثير، ومن القرآن تعلمت الكثير، تعلمت الصبر والجلد والشجاعة والقسوة فى الحق وحب الفقير والنزعة إلى عمل الخير".

كان هذا جزءا مما كتبه الفنان العملاق نجيب الريحانى فى مذكراته تحت عنوان: «نزهة الحنطور مع الشيخ رفعت»، وهو ما يشير إلى إعجابه وتأثره الشديد بالقرآن الكريم رغم ما كان معروفا عنه بأنه مسيحي الديانة.

67548-34489042_2219718208054875_7004335054042169344_n
مذكرات الريحانى

 

الفنان الضاحك الباكى تناثرت أقاويل وأسئلة كثيرة حول حقيقة إسلامه قبل وفاته، ومنها هذا الجزء من المذكرات الذى منحته لنا الحاجة هناء حسين محمد رفعت حفيدة الشيخ محمد رفعت، عن علاقة الصداقة الكبيرة بين  الريحانى وجدها، مرجحة أن يكون الريحانى أسلم على يد الشيخ رفعت وبسبب حبه وتأثره بجمال صوته وهو يقرأ القرآن.

ومن بينها أيضا ما ورد عن الطبيب المعالج للريحانى والذى أكد أنه وجد مُصحفًا بحجرته وبجوار سريره قبل وفاته، فيما أشار البعض إلى أنه قرأ كل الكتب السماوية قبل وفاته وقرر اعتناق الإسلام، فهل حقا أسلم نجيب الريحانى قبل وفاته؟ وهل يشكل هذا فرقا لدى جمهوره فيزيد من رصيد محبته وعشقه لهذا العبقرى أو يقلل منه؟

الريحانى ظل لسنوات طويلة لا يعرف ديانة صديق عمره بديع خيرى ولم يهتم أن يسأله وظن أنه مسيحى حتى عرف بالصدفة بعد وفاة والدة بديع خيرى عندما ذهب للعزاء، فوجد القرآن الكريم يتلى في السرادق ، فسأل بديع خيري :"هوة انت مسلم؟"، فرد عليه خيري "أيوة"، فقال الريحاني "كنت فاكرك مسيحى.. ماقلتليش يعنى قبل كدة، فأجابه صديق عمره : "لأنك مسألتنيش قبل كدة" ، وكان هذا فى وقت تنصهر فيه كل الديانات والأعراق فى مصر ويرفع الجميع شعار أنا مصرى .

2016-636087117009517373-951_resized
الريحانى مع صديق عمره بديع خيرى 

 

انطلقت الكثير من الأقاويل والشائعات حول الريحانى بعد وفاته فى  8 يونيو عام 1949 ، ومنها أنه أنجب ابنة رغم ما كان متداولا عنه بأنه عقيم مثل اخوته، ومنها ما أشار إلى إسلامه، حتى أن سبب وفاته ذاته ظل مثارا للجدل بعد مرضه فقيل إن الممرضة أعطته جرعة بنسلين زائدة ، كما قيل إن الأطباء أخطأوا حين أعطوه جرعة كبيرة من دواء جديد لعلاجه من التيفويد.

ويبقى الاختلاف حول ديانة الريحانى التى مات عليها يتجدد بين حين وآخر بعد وفاته، ليس هذا فحسب، بل إن هذا الجدل يشمل الاختلاف حول دوافع اعتناق الريحانى للإسلام – إن صح أنه أسلم قبل وفاته.

ففى حوار سابق لنبيل بديع خيرى أكد أن الريحانى كان يريد أن يسلم ليتزوج من امرأة يهودية الديانة، وقررت هي الأخري أن تشهر إسلامها، خاصة أنه كان يحبها ولا يعرف كيف يتزوجها لأن الكاثوليك ليس عندهم طلاق وكان متزوجاً في ذلك الوقت من بديعة مصابني.

untitled-2
نجيب

 

 ومن بين الدلائل التى يسوقها الكثيرون للتأكيد على اعتناق الريحانى للإسلام ما نشرته مجلة آخر ساعة بعد ساعات من رحيل نجيب الريحانى،  حيث دخل محرر المجلة شقة الريحانى بعمارة الإيموبليا، ليسجل ما وجده فيها بالتفصيل، وأشار إلى أن تركة الريحانى كانت عبارة عن: 44 بدلة، و20 بيجامة وجلبابا، و15 حذاء، وكلبته الوفية ريتا (التى امتنعت عن الطعام حزنا عليه حتى ماتت بعد يومين من رحيل الريحانى) ومصحفا وصورة للقديسة سانت تريزا، ومذكرات تشرشل بالفرنسية، وكتاب «حسن البيان فى تفسير مفردات القرآن»، وكتاب «ألفية ابن مالك "، وروايات لشكسبير.

فيما تطرقت حفيدة الشيخ محمد رفعت فى الحوار الذى أجريناه معها سابقا إلى علاقة جدها بنجيب الريحانى، مؤكدة قوة العلاقة التى جمعتهما، وأن الريحانى وصديق عمره بديع خيرى كانا يحرصان على زيارة جدها دائما.

620152716420474
الشيخ محمد رفعت

 

وأكدت حفيدة الشيخ رفعت أن الريحانى كان يبكى عندما يستمع الى القرآن بصوت جدها، وكان يحرص ألا يفتح ستارة المسرح ويبدأ عرض مسرحياته إلا بعد أن يستمع إلى تلاوة القرآن بصوت الشيخ رفعت فى الإذاعة.

وأشارت الحفيدة إلى أن الريحانى تعود أن يصطحب جدها فى نزهة الحنطور ليخفف عنه آلام المرض الذى داهم حنجرته وجعله يتوقف عن قراءة القرآن لمدة ثمان سنوات قبل وفاته ، معتبرة أن ما جاء فى مذكرات الريحانى عن جدها وإعجابه بصوته وبعظمة القرآن وحرصه على فهم معانيه، دليلا على إسلام الريحاني قبل وفاته، مؤكدة أن عشقه لصوت جدها كان سببا في عشقه للقرآن الكريم وسعيه لفهم معانيه.

فيما جاء نص ما جاء فى مذكرات الريحانى تحت عنوان " نزهة الحنطور مع الشيخ رفعت" كالتالى :" لابد أن أعترف بفضل القرآن على تفكيرى وطريقة عملى ، من القرآن تعلمت الكثير، تعلمت الصبر والجلد والشجاعة والقسوة فى الحق وحب الفقير والنزعة إلى حب الخير».

وأضاف الريحانى فى مذكراته: «قرأت القرآن مترجما بالفرنسية عدة مرات ثم اتصلت بالإمام المراغى شيخ الأزهر فسهل لى قراءته بالعربية وأعطانى من أجل هذه الرسالة السامية الكثير، ومن القرآن تعلمت الكثير".

وتابع: «ولما قرأت القرآن مترجما بالفرنسية وبالعربية أردت أن استمع إليه مرتلا وكنت أستمع من حين لآخر للقرآن حتى استمعت ذات ليلة فى منزل أحد الأصدقاء إلى تلاوة منه بصوت الشيخ محمد رفعت".

ووصف عملاق الفن صوت الشيخ محمد رفعت قائلا: «ما كاد هذا الصوت ينساب إلى صدرى حتى صممت على لقاء الشيخ رفعت وفعلا التقيت به أكثر من مرة وتصادقنا".

وأبدى الريحانى انبهاره بالشيخ رفعت مضيفا: «الشيخ محمد رفعت غير صفته كقارئ معروف كان عالما كبيرا له العديد من الآراء فى مختلف القضايا ، أما صوته فهو الخلود بعينه ، صوت له نبرات احتار فى فهمها العلماء ، وسألت عبدالوهاب يوما عن سر حلاوة هذا الصوت فقال: إنها منحة إلهية وعبقرية لن تتكرر بعد الآن".

وتابع: «كان الشيخ رفعت يقرأ القرآن فى جامع صغير بشارع درب الجماميز، وكنت أذهب إلى هناك فى العديد من أيام الجمع لأسمع هذا الصوت الخالد الحنون، الذى هز كيانى، وقلب كل معنوياتى وجعلنى أقدس هذه الحنجرة الغالية الخالدة المرهفة وهى ترتل أجمل المعانى وأرقها وأحلاها".

 

واختتم الريحانى حديثه عن الشيخ رفعت قائلا: «كانت هناك هواية تربطنى بالشيخ رفعت فأنا وهو كنا نحب ركوب الحنطور وكنت أدعوه كثيرا للتنزه فى حنطورى، إن صوت الشيخ رفعت كما قال لى عبدالوهاب صوت من معدن خاص لن يجود به الزمن بعد ذلك".

وإذا كان الكثيرون ممن يؤكدون إسلام الريحانى قبل وفاته يتخذون من هذه الوقائع دليلا على إثبات ما يقولون ، فإنه لابد من الإشارة إلى الأجواء السائدة فى هذا الوقت ، من تسامح وعدم تمييز بين المصريين بحسب الدين أو العرق، حيث كانت مصر بوتقة تنصهر فيها كل الاختلافات، وفى كل الأحوال سواء كان الريحانى أسلم قبل وفاته أو لا، فإن ما كتبه يمثل نموذجا مثاليا لما كان سائدا فى مصر من تسامح وتعارف وتآلف بين الأديان، وما كان سائدا بين الناس من تفتح وتعايش وقدرة على استيعاب الاختلاف ومحاولة فهم الآخر، كما أن إسلامه أو عدمه لا يزيد أو يقلل من محبة هذا الفنان الذى أمتعنا بفنه وروائعه طوال حياته وبعد مماته.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة