صور.. "الوعى الأثرى" خطوة مميزة من آثار الأقصر لتعريف الأجيال تاريخهم

فى خطوة مميزة ومختلفة من وزارة الآثار لدعم التاريخ الأثرى والحضارى بجنوب الصعيد، انطلقت إدارة الوعى الأثرى بمنطقة آثار إسنا وأرمنت التابعة لمنطقة آثار إسنا وأرمنت بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية، فى فعاليات "برنامج تنمية الوعى الأثرى لطلبة المدارس" على مدار أسبوع عبر عدة زيارات وجولات فى مختلف المواقع الأثرية والتاريخية المميزة بمدينة إسنا جنوبى محافظة الأقصر.

وفى هذا الصدد يقول أحمد حسن أمين مدير آثار إسنا وأرمنت، إن برنامج تنمية الوعى الأثرى لطلاب المدارس بالمدينة تم بالشراكة مع كل من إدارة الوعى الأثرى التابعة لوزارة الآثار، ومجلس مدينة إسنا بمحافظة الأقصر، والإدارة التعليمية بإسنا، عبر تنظيم رحلات لطلاب وطالبات المراحل التعليمية المختلفة بمدينة إسنا إلى المواقع التراثية المتنوعة بمنطقة معبد إسنا، بهدف توعية الطلاب والطالبات بأهمية هذه المواقع، واطلاعهم على جهود الترميم والتأهيل المعمارى التى تتم حالياً بالمنطقة.

وأضاف أحمد حسن أمين فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن البرنامج تم فى إطار السعى نحو زيادة تنافسية قطاع السياحة فى مصر من خلال رفع مستوى إدارة المواقع التراثية، وترويجها والحفاظ عليها، حيث تقوم حالياً شركة "تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة" بالشراكة مع شركة "سى. آى. دى. للاستشارات"، بتنفيذ مشروع "إعادة اكتشاف الأصول التراثية لمدينة إسنا" للحفاظ على مواقع التراث الثقافى بالمدينة، ويشمل ذلك أنشطة الترويج السياحى والتنمية المجتمعية بالمنطقة بغرض تحسين العوائد الاقتصادية من تلك الأنشطة لسكان مدينة إسنا. يتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع كل من محافظة الأقصر ووزارة الآثار، وذلك بتمويل من الشعب الأمريكى من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

ويؤكد مدير آثار إسنا وأرمنت أحمد حسن أمين، أن العمل فى برنامج تنمية الوعى الأثرى بإسنا، يقدم خطوات تحمل قيم التراث كركيزة أساسية فى ترسيخ الهوية الثقافية لدى أبناء المدينة، وزيادة معرفتهم وارتباطهم بتراثها، وكذلك زيادة العوائد الاقتصادية للمجتمع من خلال الحفاظ على المواقع التراثية، وترويج الحرف التقليدية، وتنشيط قطاع السياحة بالمدينة من خلال التعامل الجيد مع زائرى المنطقة. وستتم أنشطة التوعية من خلال شرح للمواقع التراثية وأهميتها بواسطة مفتشى آثار منطقة إسنا وأرمنت.

ويقول عمر محمد عبد المقصود عبد العال مفتش عام الوعى الأثرى بمحافظة الأقصر، أنه مع بداية كل يوم يتم اصطحاب مجموعة من طلاب المدارس المختلفة بعمل زيارات لهم بالمدارس المختلفة لإعداد جيل مميز، حيث إن الهدف من البرنامج تنظيم يوم للطلاب بكل مدرسة يكون أثريا وعلميا وتثقيفيا لكافة الطلاب، حيث إن نسبة الوعى الأثرى للطلبة بالمدينة التى بها معالم أثرية لا تتعدى 1% ولا يعرف الطلاب عن مدينتهم إلا المعبد فقط.

ويضيف عمر عبد المقصود عبد العال لـ"اليوم السابع"، أن الطلبة حصلوا على استفادة كبيرة وعرفوا أن بلدتهم بها آثار كثيرة جداً وتاريخية مميزة وليس معبد إسنا فقط، مؤكداً أن الزيارات ليست هدفها الترفية فقط بمشاهدة الاحجار بالمعالم الآثرية، ولكن تعريفهم وتوعيتهم بأن ذلك الآثر وتلك الحجارة ترصد تاريخ وحضارة مميزة كانت توجد فى العصور الماضية على أرض مدينتهم، ويجب عليهم أن يعرفوا ذلك كحق لهم من إدارة الوعى الآثرى، لكى يساهموا فى الترويج لها بين أصدقاؤهم وجيرانهم من المدينة وباقى المحافظات وجذب السياحة لها بنسب أكثر خلال الفترة المقبلة.

وقال محمد محيى الدين سلام مصطفى مسئول إدارة الوعى الأثرى بمحافظة الأقصر، إن برنامج الوعى الأثرى لطلاب المدارس، إن أولى الرحلات المدرسية ببرنامج تنمية الوعى الأثرى لطلاب المدارس اليوم الاحد الموافق 4 نوفمبر، وتستمر حتى يوم 20 نوفمبر 2018. ويسعى البرنامج الخاص بتنمية الوعى الأثرى لطلبة المدارس لاستقبال 26 رحلة مدرسية لطلاب وطالبات من فئات عمرية مختلفة بالمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بالمدينة.

ويؤكد محمد محيى الدين لـ"اليوم السابع"، أنه خلال البرنامج يتم تنظيم زيارات للطلاب إلى الموقع الأثرية بمدينة إسنا، وهى معبد إسنا وزيارة المئذنة العمرية التاريخية للمسجد العمرى المتواجد منذ عشرات السنين، وكذلك عمل جولة لهم فى وكالة الجداوى التى كانت تاريخ كبير فى التجارة بين الشمال والجنوب، ومنطقة القيسارية والمعصرة الخاصة بالزيوت التى مازالت تعمل يدوياً حتى الآن، وكذلك المنازل التاريخية التى يجرى ترميمها بمدينة إسنا، موضحاً أنه يتم خلال العمل الشرح للطلاب بالمواقع الآثرية المختلفة من خلال إدارة الوعى الآثرى، موضحاً أنه يهدف البرنامج بتوعية الطلاب بعملية الترميم والتأهيل المعمارى التى تتم حالياً، كما يهدف أيضاً البرنامج لدعم المواقع التراثية والحفاظ عليها وتنشيط قطاع السياحة بها.

وقالت الطالبة إسراء دسوقى أحمد طالبة بمدرسة فاطمة الزهراء الثانوية المشتركة، إنها شاركت فى زيارة المعالم الأثرية بمدينة إسنا خلال البرنامج، وتعرفت لأول مرة أن آثار إسنا تضم أكثر من المعبد والمئذنة العمرية، وعرفت أنه كانت توجد بالمدينة حوانيت وخانات بمنطقة وكالة الجداوى، وأكدت كاميليا السيد طالبة بمدرسة إسنا الثانوية المشتركة، أنها سعيدة للغاية بتلك الزيارة والمشاركة فى برنامج الوعى الآثرى، لكونها علمت أن مدينتها بها آثار عمرها ما سمعت أو علمت بها من قبل، مؤكدةً على أنها ولدت وعاشت فى إسنا ولأول مرة تعلم أنها مدينة تضم آثار مختلفة بجانب المعبد ولذلك قررت تنظيم زيارة برفقة أسرتها وجيرانها للتعرف على تاريخ تلك المواقع الأثرية بالمدينة.

وقال الطالب خالد جمال طالب بالمدرسة، إن الاستفادة من برنامج الوعى الأثرى والمشرفين الذين قدموا شرح وافى لهم كانت كبيرة للغاية، موضحاً أن رحلاتهم كانت تتم للأقصر وأسوان للتعرف الحضارة والآثار بها، ولأول مرة يكتشفون أن مدينتهم كانت تاريخية وبها حضارة كبيرة وليس معبد فقط، مؤكداً على أنهم وعدوا المشرفين بالعمل على تشجيع الطلبة بمدارسهم وجيرانهم لزيارة تلك الآثار والتعرف عليها أكثر ومعرفة تاريخ بلدهم الذى لا يعرفونه.