تعددت التجارب بمحافظة كفر الشيخ فى العديد من المجالات، وتغيرت أحوال عدد من أهالى القرى بالمحافظة، بعد استغلالهم للتطبيقات العلمية للتجارب، ففى الوقت الذى مثل فيه روث المواشى عبء على المزراعين، أصبح الفلاح أحرص على روث الماشية، بعد أن أصبح له قيمة ومكانة كبرى.
ومع تجولك بالقرى والعزب، فلن تجد موضع لروث المواشى، سواء فى الطرقات أو على جوانب الترع والمصارف كما كان قديماً، حيث استغله الفلاحون فى إنتاج الميثان لتشغيل البوتجازات، واستغنت ربات البيوت عن أسطوانات الغاز، بينما استغله البعض فى إنارة المنازل بالكهرباء.
وطبقت شركة مياه الشرب والصرف الصحى التجربة فى محطة الصرف الصحى بسخا، واستغلت مخلفات الصرف الصحى والروث فى إنتاج كهرباء، حيث تم ضخه على الشبكة الرئيسية لكهرباء كفر الشيخ.
وقبل افتتاح المحطة كان لـ"اليوم السابع" السبق فى زيارة المنازل وزيارة محطة الصرف الصحى، لمتابعة إنتاج الغاز والكهرباء، حيث تابعنا مراحل الإنتاج فى المحطة وداخل غرفة التحكم، ومراحل بناء وحدات لتوليد الغاز بعدد من المنازل بالقرى من روث الماشية، للتخلص من ارتفاع أسعار أسطوانات الغاز، باستغلال روث الماشية فى أكثر من مستخرج يفيد الفلاح، وتصبح القرية آمنة بعيدا عن التلوث.
قال المهندس محمد مفتاح، رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحى بكفر الشيخ، أن الشركة تمكنت من استغلال روث الماشية، ومخلفات الصرف الصحى فى مشروعين، فلدينا "طرنشات" ماشية، أنتجنا منها البوتجاز، بجانب استغلال مخلفات الصرف الصحى بمحطة الصرف الصحى بمدينة كفر الشخ، ونجحنا فى إنتاج " 1" ميجاوات وربطناه على الشبكة الرئيسية، وخلال الفترة القادمة سيتم ربط "1"ميجا وات أخرى على الشبكة الرئيسية لمحافظة كفر الشيخ.
وأضاف مفتاح: أصبحنا ننتج ونولد الكهرباء، وننتج سماد عضوى عالى الجودة، معرض لدرجة حرارة 60 درجة، وخالى من الشوائب يتم استغلاله فى الأراضى الزراعية، مؤكداً أن إنتاج سماد عضوى باستغلال الروث ومخلفات الصرف فى إنتاج كهرباء، وفر مساحات كانت تُستغل فى عمل مناشر للروث ومراكز تجميع تحتاج لفترة زمنية 6 أشهر لتحويل ذلك الروث ومخلفات الصرف الصحي لسماد.
وأكد مفتاح ، أن السماد الناتج عن مخلفات الصرف الصحى، وروث الماشية، عقب إنتاج الكهرباء والغاز يُباع لأصحاب الأراضى وخاصة الصحراوية، لاستغلاله فى الزراعات غير التقليدية.
بدوره، قال المهندس أحمد أبو شوشه، المدير التنفيذى للمشروع، إن هناك غرفة تحكم يتم من خلالها متابعة خطوات إنتاج الكهرباء من روث الماشية، وتحويله لسماد، حيث تبدأ خطوات الإنتاج بوضع الروث ومخلفات الصرف بكميات محددة فى أحواض، ويتم تقليب الكمية، وتصعد الخلطة خلال مضخات، وتوضع فى خزانات كبرى تسمى "الهاضم" بإصافة بكتريا تم استقدامها من ألمانيا، ويتم غلق الهاضم، والذى لا يتسلل له الهواء أو الضوء، ومن خلال تفاعل الخلطة فى ظل درجة عالية مرتفعة ووجود البكتريا تحدث عملية التخمر، قد تستغرق عملية التخمر ساعة أو يوم أو أكثر حسب كمية الخلطة، وعقب عملية التفاعل، تنتج غاز الميثان، ويتم شفط الغاز ليمر عبر مواسير لتوصيلها للمولد الكهربائى، والذى يحول الغاز لكهرباء تُضخ على شبكة كهرباء كفر الشيخ" بعد فصل حمض الكبريتيك .
وأضاف أبو شوشة: وعقب إنتاج الكهرباء تبقى المخلفات التى تخرج فى صورة سماد عالى الجودة، يتم استقباله فى أحواض، ويتم نقله لسيارات ليتم نقله لأصحاب الأراضى الزراعية، لاستغلاله فى العديد من الزراعات، سواء تقليديه أو غيرها.
الدكتورة نيفين أحمد الخطيب مدير عام الصرف الصحى بشركة مياه الشرب بكفر الشيخ، والمشرفة على المشروع قالت: نجحت تجربة توليد البيوجاز من المخلفات العضوية "روث الماشية" بقريتين بالحامول، وتم توليد الكهرباء، كما رشحت الوحدة المحلية بقرية السحايت بالحامول عدد من المنازل التى بها رؤوس ماشية، وتم اختيار منزلين الأول به 4 رؤوس ماشية بعزبة الصعايدة، والثانية بعزبة أربعين الشراقوة به 12 رأس ماشية.
وقالت مدير عام الصرف الصحى بشركة مياه الشرب الصحى بكفر الشيخ، تم الاستعانة بمتخصصين فى أعمال بناء هذه الوحدات، واشترينا ما يلزم للبناء وتم بناء الوحدات على شكل شبه دائرى الأولى أسفل الأرض مغلقة تماماً على عمق من 150 سم لـ175 سم، مؤكدة أن حجم الوحدة يختلف حسب عدد رؤوس الماشية الموجودة بالمنزل فلا يقل عدد الرؤوس عن 4 لضمان استمرارية الإمداد بالغاز، والوحدة الثانية على شكل قبة أعلى الأرض التى يخرج منها السماد.
وأضافت نيفين: بدأت التجربة بوضع روث الماشية، وعند دخول الروث للوحدة تحدث عملية التخمر الهوائى، بعد 40 يوماً ويبدأ خروج غاز الميثان الذى يستخدم فى إشعال البوتجاز مباشرة، مشيرة إلى أن ما يخرج من غاز فى الشهر من روث المواشى يعادل 5 أسطوانات غاز، والسماد يكفى لـ5 أفدنة شهرياً، مؤكدة أن البوتجاز المستهدف تم إعداده بطريقة معينة ليتلاءم مع الغاز "الفوانى".
وقالت مدير عام الصرف الصحى بشركة مياه الشرب الصحى بكفر الشيخ: ما يميز الغاز أنه آمن غير سام فلا يحدث اختناقا لأفراد الأسرة، ولا يحدث حرائق لأن الغاز يطير فى الهواء، مشيرة إلى أنه فى نفس وقت خروج غاز الميثان للبوتجاز عن طريق خراطيم من الوحدة أسفل الأرض، يخرج السماد فى الوحدة الثانية أعلى الأرض والذى يستخدم كسماد للأرض، مؤكدة أن مركز البحوث الزراعية يستخدم هذا النوع من السماد فى الأراضى الزراعية والتى يجرى تجارب عليها، مما يؤكد تميزه.
وأضافت نيفين: يتم توليد الكهرباء من نفس الوحدة التى أسفل الأرض، ولكن يشترط أن يكون عدد رؤوس الماشية 18 رأس ماشية، ويستعان بمولد كهربائى بتبديل أجزاء معينة تلائم توليد الكهرباء من غاز الميثان، كما يمكن استغلال القمامة لتوليد غاز الميثان.
محمود محمد على، فلاح، من الحامول، أكد أن روث الماشية وفر له مئات الجنيهات شهرياً ، بعد استغنائه عن شراء اسطوانات الغاز، أو دفع فاتورة الكهرباء، كما أنه استغله فى توليد الكهرباء بإستغلال محول كهربائى .
وقال أحمد السيد عليوه "مزارع" بقرية أربعين الشراقوة التابعة لوحدة المحلية بالسحايت مركز الحامول، إنه سعيد بتطبيق ونجاح تجربة تشغيل البوتجاز من روث المواشى بطريقة بسيطة وفرت له عناء البحث عن اسطوانات الغاز أو تدبير ثمنها، إضافة لاستغلال روث الماشى بدلاً من إلقائه على الترع والمصارف سواء فى انتاج الغاز أو كسماد بلدى، مؤكداً أن جيرانه وأهالى عزبة الأربعين بالشراقوة كانوا يسخرون منه عندما كان يبنى الوحدات وعندما شاهدوا نجاح التجربة منهم غير مصدق، وقال "شبعت تريقة من جيرانى وعندما نجحت حسدونى وحلفوا لينفذوها"، ومنهم من قرر إنشاء وحدات فى منزله لتطبيق التجربة لتوفير أسطوانات الغاز والسماد البلدى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة