نعطس ونتثاءب وتصيبنا القشعريرة، ولا نعلم لهذا سببا أو تفسيرا واضحا، ولكنها عمليات تحدث فى أجسادنا ولا نستطيع التحكم فيها فى معظم الأوقات، والتى لفتت نظر العلماء والأطباء أيضا، فعلى الرغم من أنها يمكن أن تكون مزعجة، فإن وظائف الجسم مثل هذه تساعد على حماية الجسم والحفاظ عليه فى بعض الأحيان، مثل الكحة مثلا، وهناك أمور أخرى سنعرضها ونتحدث عن كل تفاصيل حدوثها داخل الجسم ووظيفتها التى لا نعرف عنها الكثير.
التثاؤب
وفقا لما ذكره موقع "Thought co" العلمى فإن التثاؤب يحدث غالبًا عندما نتعب أو نشعر بالملل، لكن العلماء لا يفهمون تمامًا الهدف منه، فعندما نتثاءب نفتح أفواهنا ونمتص كمية كبيرة من الهواء ونطلقها ببطء، وما يحدث فى الجسم خلال هذا الفعل أنه تتمدد عضلات الفك والصدر والحجاب الحاجز والقصبة الهوائية، وهذه الإجراءات تساعد على الحصول على المزيد من الهواء إلى الرئتين.
وتشير الدراسات البحثية إلى أنه قد يكون الهدف من التثاؤب ما يحدثه من المساعدة على تبريد الدماغ، فعندما نتثاءب، يزداد معدل نبضات القلب وننفس الهواء أكثر، ويتم تدوير هذا الهواء البارد إلى الدماغ، مما يجعل درجة حرارته منخفضة إلى المعدل الطبيعى.
وقد يكون التثاؤب وسيلة لتنظيم درجة الحرارة خاصة عندما يحين وقت النوم وعند الاستيقاظ، حيث تنخفض درجات حرارة أجسامنا عندما يحين وقت النوم وكذلك عندما نستيقظ، ويساعد التثاؤب أيضًا على تخفيف الضغط المتراكم خلف طبلة الأذن التى تحدث أثناء التغيرات فى الارتفاع.
وما هو غريب بالفعل حول التثاؤب هو أنه عندما نلاحظ الآخرين يتثاءبون، فإنه غالبا ما نكرر هذا الأمر تلقائيا، لذلك يعتقد أن التثاؤب معدٍ نتيجة للتعاطف الذى يظهرنا رد فعلنا.
القشعريرة
القشعريرة
"القشعريرة" هذا الشعور الذى يحدث عادة على الجلد عندما نشعر بالبرد أو الخوف وأحيانا الحماس والعصبية أو فى بعض المواقف العاطفية، وهذا التفاعل اللاإرادى هو وظيفة ذاتية فى الجهاز العصبى المحيطى، فالوظائف الذاتية هى تلك التى لا تنطوى على التحكم الطوعى، وقد تلاحظ القشعريرة من خلال ما يحدث من ارتفاع الشعر على جلدك.
ولعل هذا التفاعل يهيئ الجسم للعمل عن طريق تسريع معدل ضربات القلب، وزيادة معدل الأيض لتوفير الطاقة لنشاط العضلات فى مثل هذه المواقف، وتحدث هذه الإجراءات لإعدادنا لاستجابة القتال التى تحدث عند مواجهة خطر محتمل.
وتتم مراقبة هذه الحالات وغيرها من الحالات المشحونة عاطفياً بواسطة اللوزة الدماغية، والتى تنشط النظام التلقائى للاستجابة من خلال إعداد الجسم للاستعداد والتهيؤ.
التجشؤ
التجشؤ
التجشؤ "التقرع" هو إطلاق الهواء من المعدة من خلال الفم، حيث يحدث هضم الطعام فى المعدة والأمعاء وينتج عنه الغاز فى هذه العملية، فتساعد البكتيريا الموجودة فى الجهاز الهضمى على تحطيم الطعام وتوليد الغاز أيضًا.
وينتج عن إطلاق غاز إضافى من المعدة أن يمر من خلال المريء ويخرج من الفم على هيئة تجشؤ، والذى يمكن أن يكون طوعيًا أو غير طوعى، ويمكن أن يحدث بصوت عال أثناء إطلاق الغاز.
ويحتاج الأطفال إلى المساعدة من أجل التجشؤ لأن نظمهم الهضمية ليست مجهزة بالكامل للتجشؤ، حيث يتم تقليب الرضيع على الظهر لإطلاق الهواء الزائد الذى وصل له أثناء الرضاعة.
وعادة ينتج التجشؤ أيضًا عن استهلاك المشروبات الغازية، التى تزيد من كمية ثانى أكسيد الكربون فى المعدة، ويمكن أن يسهم نوع الطعام الذى نأكله فى زيادة إنتاج الغاز والتجشؤ.
ويمكن للأطعمة مثل الفول والقرنبيط والموز أن تزيد من التجشؤ، وأى غاز لا يتم تحريره بواسطة التجشؤ يسافر إلى أسفل الجهاز الهضمى ويتم تحريره من خلال فتحة الشرج على هيئة غازات، بعد أن تصاب البطن بحالة من الانتفاخ.
العطس
العطس ينتج عن تهيج فى الأنف، ويتميز بطرد الهواء عن طريق الأنف والفم بمعدل سرعة عال، وكذلك يتم طرد الرطوبة داخل الجهاز التنفسى، وهذا الإجراء يزيل المهيجات مثل حبوب اللقاح، العث، والغبار من الممرات الأنفية ومنطقة التنفس.
ولسوء الحظ يساعد هذا الإجراء أيضًا على نشر البكتيريا والفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى، ويتم تحفيز العطس بواسطة خلايا الدم البيضاء فى الأنسجة الأنفية، وهذه الخلايا تطلق مواد كيميائية، مثل الهيستامين، التى تسبب استجابة التهابية تؤدى إلى التورم وحركة المزيد من الخلايا المناعية إلى المنطقة، فتصبح بمنطقة الأنف حكة، مما يساعد على تحفيز منعكس للعطس مرة أخرى.
وينتج العطس عن عمل منسق لعدد من العضلات المختلفة، حيث يتم إرسال النبضات العصبية من الأنف إلى مركز الدماغ الذى يتحكم فى استجابة العطس، ثم يتم إرسال النبضات من الدماغ إلى عضلات الرأس والرقبة والحجاب الحاجز والصدر والحبال الصوتية والجفون، كما أن هذه العضلات تنقبض للمساعدة فى طرد المهيجات من الأنف.
ونغلق أعيننا عند العطس كنوع من الاستجابة غير طوعية وقد تحدث لحماية أعيننا من الجراثيم، كما أن تهيج الأنف ليس هو المنبه الوحيد للعطس، بل قد يعطس بعض الأفراد بسبب التعرض المفاجئ للضوء الساطع، وتعرف هذه الحالة المرضية باسم العطس الضوئي.
السعال
السعال هو رد فعل يساعد على إبقاء الممرات التنفسية سالكة، ويحافظ على المواد المهيجة والمخاط من دخول الرئتين، والسعال أيضا ينطوى على طرد قوى للهواء من الرئتين، ويبدأ رد فعل السعال مع تهيج فى الحلق الذى يطلق مستقبلات السعال.
ويتم إرسال الإشارات العصبية من الحلق إلى مراكز السعال فى الدماغ الموجود فى جذع الدماغ، ثم ترسل مراكز السعال إشارات إلى عضلات البطن والحجاب الحاجز والعضلات التنفسية الأخرى من أجل المشاركة المنسقة فى عملية السعال.
ويتم إنتاج السعال حيث يتم استنشاق الهواء أولاً من خلال القصبة الهوائية ثم يبدأ الضغط فى الرئتين، مع إغلاق فتحة مجرى الهواء المتمثلة فى الحنجرة وتتقلص عضلات الجهاز التنفسى، وفى النهاية يتم إطلاق الهواء بسرعة من الرئتين.
ويمكن أن يحدث السعال فجأة وعلى فترة بسيطة أو قد يكون مزمنًا ويستمر لعدة أسابيع، وقد يشير السعال إلى نوع من العدوى أو المرض، حيث إن السعال المفاجئ ناتج عن مهيجات مثل الغبار أو الدخان أو الجراثيم المستنشقة من الهواء، فيما قد يرتبط السعال المزمن بأمراض الجهاز التنفسى مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوى وانتفاخ الرئة ومرض الانسداد الرئوى المزمن والتهاب الحنجرة.
الزغطة
الزغطة "الفواق" عادة تكون نتيجة عن تقلصات لا إرادية من الحجاب الحاجز، وهو العضلة الرئيسية الموجودة فى تجويف الصدر السفلى، حيث تسبب التشنجات فى الحجاب الحاجز الدخول المفاجئ للهواء وتوسيع وإغلاق الحبال الصوتية، وهذا الأمر يخلق صوت الزغطة.
وترتبط الزغطة بشرب الكحول أو المشروبات الغازية، الأكل أو الشرب بسرعة كبيرة، تناول الأطعمة الغنية بالتوابل، التغيرات فى الحالات العاطفية، والتغيرات المفاجئة فى درجات الحرارة.
ولا تدوم الزغطة عادة لفترة طويلة، ومع ذلك فإنها يمكن أن تستمر لفترة من الوقت بسبب تلف الأعصاب فى الحجاب الحاجز، واضطرابات الجهاز العصبى، أو مشاكل الجهاز الهضمى، وتشمل طرق التعامل مع الزغطة عادة حبس أنفاسك أو شرب الماء البارد.
من المتحكم فى تنظم مهمات الجسم؟
سواء كانت مهمات الجسم إرادية أو لا إرادية مثل ما تم ذكره، فوفقا لما ذكره موقع "Socratic" الطبى فهناك جهازان فى الجسم يتحكمان بشكل أساسى فى هذا الأمر وهما:
- يقوم الجهاز العصبى ونظام الغدد الصماء بتنظيم وتنسيق وظائف الجسم من خلال المشاركة معا للحفاظ على النمو والنضج والتكاثر والتمثيل الغذائى، والسلوك البشرى.
- يرسل المهاد فى الدماغ (جزء من الجهاز العصبي) التوجيهات عبر الإشارات الكيميائية إلى الغدة النخامية (جزء من نظام الغدد الصماء)، ويشار إلى الغدة النخامية أحيانا باسم الغدة الرئيسية للنظام، لأن العديد من هرموناتها تحفز الغدد الصماء الأخرى على إفراز الهرمونات.
وكل هذه الهرمونات جنبا إلى جنب مع إشارات من الجهاز العصبى ينظم لدينا توازن الجسم ووظائفه المختلفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة