وسط زحام الحياة ومشاكلها، يعيش نساء بسطاء ولكنهم يقومون بدور 100 رجل من تحمل المسئولية وتربية أولادهن فى ظل رحيل الأب، ومن هؤلاء النساء الحاجة "فاطمة" والتى تبلغ من العمر64 عامًا، ولم تكف عن الشقى والعمل إلى الآن، بالرغم من ممارستها عمل "الفوعلى"، عاملة بناء، منذ 40 عاما، وكل ذلك من أجل أولادها الستة، حتى تساعدهم فى شق طريقهم دون أن تكل أو تمل.
"اليوم السابع" قام بمعايشة مع سيدة اخترقت عالم مهن الرجال، حاملة رسالة للجميع بأن المرأة قادرة على تحمل أى شيء من أجل أولادها، حيث تعمل عملا شاقا لا يستطيع أحدًا أن يتحمله، وتقول فاطمة: "أعمل يوميا لمدة 7 ساعات، وأحمل الأسمنت والخرسانة على رأسى وسط الرجال دون كسوف أو خجل".
وبدأت معايشة "اليوم السابع"، فى يوم عمل منذ الساعة 7 صباحا، مع السيدة "فاطمة" المقيمة بقرية ورورة، التابعة لمدينة بنها بمحافظة القليوبية، والتى بدأت حديثها، قائلة: "الحمد لله، ربنا أعطانى الصحة للعمل لكى لا أحتاج إلى أحد وأنفق على أولادى وأربيهم تربية سليمة".
وتابعت "الحاجة فاطمة": "عمرى حاليا 64 سنة، بشتغل فى مهنة الفوعلى منذ 40 سنة، وأنا بشيل قصعة الأسمنت والخرسانة على رأسى، من أجل لقمة العيش، وعانيت كثيرا ومريت بصعاب، وتعلمت من كل هذا الصبر والرضى بكل شيء يعطيه الله لى".
وأكملت "الحاجة فاطمة": "بشتغل إلى الآن، وبخرج وسط الرجال وأشيل على رأسى، ما هو أكل العيش مر، كنت بخرج أحيانا من السادسة أو السابعة صباحاً، لآخر اليوم وكنت بأخذ يومية جنيه وربع، ولو اشتغلت ساعتين زيادة تصل 2 جنيه، كل هذا من أجل أولادى الستة".
وواصلت حديثها: "مرت الأيام وشقيت أوى فى الحياة، وصحتى تعبت من العمل، لأن عملى يعتمد على الشيل فوق رأسي بالقصعة، مهنة صعبة، ولكن الله كان يقف بجانبى من أجل أولادى بعد وفاة والدهم، وأكرمنى الله حتى ربيتهم وحفظتهم القرآن، ولم أكف عن العمل".
وأردفت: "ياما اتبهدلت وتعبت، كنت بخرج فى الشتاء أحيانا قبل طلوع النهار وأمشى بالطرق وكان الخوف ينتابنى، ولكنى أتوجه إلى الله ليساعدنى ولم يخذلنى، ومرت تلك الأيام الصعاب وأصبحت يوميتى تصل إلى 70 جنيها ولازالت أمارس عملي".
وردد ت قائلة: "أولادى غلابة على قدهم والبنى آدم تقيل، ومليش معاش ولا مصدر رزق سوى شغلي، وكثير من المقاولين يعرفوني، عندما يطلبونى في شغل لا أتأخر لأنى بشتغل بضمير، ولكى لا أحتاج إلى أحد فى هذه الحياة".
وتابعت: "لم أخجل يومياً من عملى، بل كنت قدوة حسنة لأولادى، ربيتهم وتعبت عليهم من شقاى وتعبي، وأوقات بنزل أنا وابنى بعمل واحد وأساعده كمان ليزود يوميته، وأتمنى مساعدتى بعمره لبيت الله الحرام".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة