- رفضت عروضاً بالملايين لتقديم برامج دينية أو سيرة حياتها وتؤكد: لن أعود للأضواء ولن أقف أمام الكاميرا مهما كانت الإغراءات
وأخشى فتنة الإعلام حتى لا أنشغل بجمالى
- ارتديت النقاب لمدة 20 عاما وخلعته بعد فتوى «الشعراوى» وأنا أكثر المعتزلات تعرضا للهجوم والاتهامات
أكثر من 35 عاما مرت منذ قرارها الجرىء والصارم باعتزال الفن والابتعاد عن الأضواء وهى فى قمة شهرتها وجمالها، ورغم هذه السنوات الطويلة إلا أنها ظلت مثارا للعديد من الأخبار والشائعات والاتهامات، صمتت طويلا ولم ترد، مرت عليها أزمات وأوقات صعبة، ولكنها تمسكت بقرارها رغم حصارها بمحاولات الترغيب والترهيب، إغراءات بالعودة واتهامات وتشكيك فى دوافعها لاتخاذ قرار الاعتزال وصلت إلى حد اتهامها بتلقى تمويل من بعض الجماعات، ورغم ذلك لم تتراجع وتمسكت بقرارها.
إنها الفنانة المعتزلة شمس البارودى، أو كما تحب أن يناديها الناس حاليا «الحاجة شمس»، ورغم مرور كل هذه السنوات الطويلة مازالت الشائعات عنها لم تتوقف، فبين حين وآخر تنطلق شائعة لتؤكد عودتها للأضواء سواء بالتمثيل أو بتقديم برنامج دينى، خاصة مع ظهور صور لها فى أى مناسبة اجتماعية.
وبعد مرور أكثر من 35 عاما على اعتزال شمس البارودى تتحدث الفنانة المعتزلة فى حوار مع «اليوم السابع»، لتكشف تفاصيل فترة عملها بالفن وأسرار الاعتزال وسنوات الغياب، وحقيقة الأخبار التى تشير إلى عودتها إلى الأضواء مجددا.
فى عام 1982 كانت شمس البارودى تستعد لبطولة فيلم جديد، واشترت الملابس من فرنسا، كانت وقتها فى أواخر العشرينيات وقبل التصوير ذهبت لأداء العمرة، وبعدها قررت أن تعتزل الفن وتتفرغ لأسرتها وعبادتها، اندهش الجميع من هذا القرار المفاجئ الذى اتخذته النجمة التى حازت شهرة واسعة خلال فترة السبعينيات، بل هاجمها الكثيرون وانهالوا عليها بالاتهامات وشككوا فى دوافعها لاتخاذ هذا القرار.
لم تهتم شمس البارودى بهذه الاتهامات ولم تهتز لكل المغريات التى حاولت إثناءها عن هذا القرار بمزيد من العروض لبطولة أفلام جديدة، بل لم تشغل نفسها بالرد على هذه الاتهامات، واكتفت بنشر إعلان تتبرأ فيه من أعمالها، ونشر والدها مقالا يرد فيه على بعض هذه الاتهامات التى ادعى بعضها أن النجمة المعتزلة تلقت تمويلات لاتخاذ هذا القرار.
وأكدت الحاجة شمس أنها تعرضت لظروف صعبة خلال هذه الفترة، رغم أنها كانت مدللة طوال حياتها، واضطرت للاستغناء عن المساعدين الذين كانوا يساعدونها فى المنزل، ومنعت من دخول بعض الأماكن، خاصة عندما قررت بعد 4 سنوات من ارتدائها الحجاب أن ترتدى النقاب، ولكن كل هذا لم يثنها عن قرارها الذى اتخذته فى اعتزال الأضواء بلا رجعة، خاصة أن زوجها الفنان حسن يوسف توقف لفترة عن التمثيل حتى أفتاه الشيخ الشعراوى بأن الفن حلاله حلال وحرامه حرام، وأنه يمكن أن يقدم أدوارا هادفة يستفيد منها الناس قائلا: «زى ما علمت الشباب الشقاوة علمهم الأخلاق».
وأوضحت شمس البارودى فى حوارها معنا أنها ورغم ابتعادها عن الأضواء نهائيا منذ ما يزيد عن 35 عاما إلا أن الاتهامات والهجوم كان يشتد عليها كلما قررت إحدى الفنانات الاعتزال وارتداء الحجاب، خاصة أنها كانت أول الفنانات التى اتخذت هذا القرار مبكرا فى أوج شهرتها وجمالها، قائلة: «شعرت أن الجمال والمال والشهرة إلى زوال ولن يبقى معى فى قبرى إلا عملى، فقررت الاعتزال بلا رجعة».
تحكى عن طفولتها وأسرتها قائلة: «اسمى شمس الملوك جميل البارودى، وأنا الابنة الكبرى لأسرتى التى تتكون من 6 بنات وولد، وكان لى أخت غير شقيقة من أمى اسمها نيفان هى والدة الفنانة غادة عادل وتوفت فى سن صغيرة، وأنتمى لعائلة البارودى السورية، ولنا بيت كبير فى سوريا، وينتهى نسبى إلى الإمام الحسين، ووالدتى مصرية من أصل تركى، وانتقل جدى لأبى إلى مصر، حيث التحق أبى بالجامعة، وعمل مديرًا لمصانع كافورى للغزل والنسيج، ولدت فى الوراق بالجيزة، ثم انتقلنا إلى فيلا بحديقة واسعة بالمعادى، وانضممت فى صغرى لفرق الباليه والجمباز».
وعن بداية دخولها المجال الفنى قالت: «عندما وصلت لسن 16 سنة كنا نزور صديقا لوالدى، وكان يسكن فى نفس العمارة المخرج إبراهيم شكرى، ورآنى، وكان يجهز وقتها لمسلسل قطر الندى، وعرض على والدى أن أقوم بهذا الدور، ولكن أبى وأمى رفضا، لأننى كنت وقتها فى الثانوية العامة، ولكننى فرحت بفكرة الأضواء والشهرة، ورجوتهما أن يقبلا، وبالفعل تم وضع صورى على غلاف المجلات، وبعدها انهالت على العروض، والتحقت بمعهد الفنون المسرحية، ولكن حياتى الفنية كانت قصيرة، وتركت الفن وأنا فى أواخر العشرينيات».
تشير إلى أهم ذكرياتها خلال فترة عملها بالفن قائلة: «لا أنسى الفترة التى شاركت فيها فى فيلم الرهبة مع هند رستم وسهير البابلى وزينب صدقى، وكان عمرى 17 عاما ورشحتنى للدور الفنانة هند رستم بعد نجاح مسلسل العسل المر الذى شاركت فيه وحقق نجاحا كبيرا».
وأضافت: «كانت أول مرة أبتعد عن بيتى وأبى وأمى، وكنت أدرس فى سنة أولى معهد فنون مسرحية، وشعرت بخوف ورهبة من السفر بدون أسرتى».
وأوضحت الحاجة شمس: «بابا سلمنى للفنانة هند رستم وأوصاها بألا تتركنى، وبالفعل جعلتنى أقيم معها فى غرفتها ولم تكن تتركنى، وكنت أنام على سريرها وتنام هى على الكنبة».
وتابعت ضاحكة: «بعد أسبوع من السفر جالى انهيار، وظللت أصرخ عاوزة بابا، فاجتمعت الفنانة سهير البابلى وزينب صدقى وهند رستم واتصلوا بوالدتى وتركوا الخط مفتوحا حتى أتواصل مع أسرتى فى مصر»، مؤكدا أنها طوال عملها بالفن كانت منطوية وغير اجتماعية، ولذلك لم يكن بينها وبين الكثيرات من الوسط الفنى صداقات ومنهن السندريلا سعاد حسنى التى جمعها بها أكثر من عمل، مشيرة إلى أن السندريلا كانت تقول لها دائما إنها تشبه شقيقتها الصغرى، وهى الأخت التى توفت فى شبابها فى حادث قبل وفاة السندريلا.
تحكى البارودى عن لقاء زوجها الفنان حسن يوسف بسعاد حسنى بعد سفرها الأخير إلى لندن قائلة: «بعد اعتزالى بسنوات كان زوجى حسن مسافرا إلى لندن مع ابننا محمود للدراسة، وذهب إلى فندق يمتلكه مصرى وكان هذا فى شهر رمضان، وفى الريسبشن اجتمع حوله عدد من المصريين، وفوجئ بصوت يناديه «إزيك يا حسن»، وكانت سيدة تجلس فى الرسيبشن وإلى جوارها بعض الشنط فنظر إليها ولم يعرفها بسبب تغير شكلها، فقالت له: «أنت مش عارفنى أنا سعاد يا حسن، فأصيب حسن بالصدمة والخجل، لأنه لم يعرفها بسبب تغير شكلها، وبعدها ذهبت معه لنسأل عنها فأخبرنا صاحب الفندق أنها غادرته فى نفس اليوم الذى قابلت فيه حسن».
تتحدث عن قرار الاعتزال قائلة: «اتخذت هذا القرار فى أول عمرة فى حياتى عام 1982، وقبلها كنت أستعد لفيلم جديد واشتريت ملابسه من أكبر محلات باريس، وكنت متزوجة ولدىَّ من الأبناء ناريمان ومحمود، ولم أكن أنجبت كلا من عمر وعبدالله، وكنت فى صحبة أبى، وأنعم الله على بختم القرآن فى أيام العمرة، وعندما وقفت أمام الكعبة استشعرت مدى ضآلة الإنسان وضعفه وقلة حيلته أمام عظمة الله، وقبلت الحجر الأسود، ووقفت فى الثلث الأخير من الليل رافعة يدى وأنا أدعو الله أن يقوى إيمانى، وظللت أردد هذا الدعاء وجسدى يرتجف من البكاء، وكانت تلك الليلة هى الحد الفاصل فى حياتى، وقررت فيها الاعتزال والتفرغ لأسرتى وعباداتى».
تشير إلى أنه لم يكن للشيخ الشعراوى دور فى قرار الاعتزال، وأنها التقته بعد هذا القرار بسنوات، وتؤكد أنها لم تبادر بدعوة أى فنانة للاعتزال أو ارتداء الحجاب.
حفظت شمس البارودى القرآن وظلت طوال فترة شبابها ولمدة قاربت 20 عاما ترتدى النقاب حتى قررت منذ سنوات أن تتخلى عنه، وتكتفى بالحجاب، مؤكدة أن الشيخ الشعراوى أفتاها بأن النقاب ليس فرضا، فتركته واكتفت بالحجاب، خاصة عندما كانت تنوى السفر لابنتها ناريمان إنجلترا، وكان هناك تضييق على المنتقبات فى أوروبا.
وعن خلعها النقاب قالت: «خلعت النقابة عن قناعة ولظروف المجتمع كما أن المشايخ قالوا أن إظهار الوجه أولى لمعرفة هوية الشخص، وقد ارتديه لأننى كنت أشعر براحة نفسية فى ارتدائه وأرغب فى التقرب به إلى الله، وعندما سألت الشيخ الشعراوى لم يكن بهدف خلعه ولكن حتى أفهم وأتعلم».
وأضافت: «فى حياتنا يوجد النقيضان فى التطرف العرى والنقاب، وخير الأمور دائما الوسط، كما أن رسول الله لم يخير بين أمرين إلا واختار أيسرهما».
سألناها عن علاقتها بالفنانة غادة عادل ابنة شقيقتها فقالت: أختى نيفان شقيقتى الكبرى من أمى وكانت قريبة منى جدا، وهى أول من علمتنى قراءة القرآن، وتوفت فى سن صغيرة، وتركت غادة وشقيقها خالد وكان عمر غادة وقتها 3 سنوات فتربت مع جدتها، وكنت أتواصل معها لفترة طويلة فى طفولتها وصباها، ولكن بدأ هذا التواصل يقل شيئا فشيئا، وكانت آخر مرة التقينا فيها بمهرجان فى سوريا عام 2010 وبعدها لم يحدث أى لقاء أو تواصل».
تحكى عن علاقتها بالنجمات المعتزلات قائلة: «لم أبادر بدعوة أى فنانة للحجاب أو الاعتزال، ولكن كان عدد منهن يتواصلن معى عندما فكرن فى هذه الخطوة، وكان أولهن الفنانة الراحلة شادية التى اعتزلت بعدى بخمس سنوات».
وأوضحت البارودى قائلة: «لم تجمعنى بالحبيبة شادية أى أعمال فنية ولم أقابلها فترة عملى بالفن، وبعد اعتزالى لم أكن أتواصل مع أحد من الوسط الفنى، وفوجئت فى أحد الأيام بابنى عمر ينادينى قائلا: «واحدة اسمها شادية عاوزاكى على التليفون».
وأضافت: «لأول مرة أشعر بمدى جمال صوتها حين قالت لى السلام عليكم ورحمة الله يا أختى فى الله، ولم أكن أتخيل أن تكون الفنانة شادية هى من تحدثنى، وقالت لى إنها ذهبت للشيخ الشعراوى، وقالت له عاهدت نفسى ألا أغنى إلا الأغانى الدينية، فقال لها: عاهدى الله وكلمى أختك شمس».
وتابعت البارودى قائلة: «بعدها جمعنى بشادية أكثر من لقاء، فزارتنى فى بيتى مرتين، وذهبت لها فى بيتها بالجيزة وقبل أن تنتقل للإقامة مع أبناء شقيقها أكثر من مرة، وكنا نجتمع أنا وهى والشاعرة علية الجعار، وكانت تسألنى عن تجربتى فى الاعتزال وكيف تركت عالم الشهرة».
وعن تفاصيل هذه اللقاءات قالت: «كانت علية الجعار تقول أشعارا فى حب الله ورسوله، وكنا نقرأ القرآن ونختمه معا، ونتحدث فى الدين، وكانت الحاجة شادية تسأل عن كل صغيرة وكبيرة حتى تتقرب إلى الله، كما كانت تقص علينا رؤى جميلة تراها فى المنام، ونشأت بينى وبينها علاقة قوية ووقفت إلى جوارى بعد وفاة أمى».
وعن تفاصيل العلاقة التى جمعتها بالفنانة الراحلة مديحة كامل قالت شمس البارودى: «كنت فى عمرة مع زوجى وتركت أبنائى مع والدى وعندما عدت قال لى مديحة كامل اتصلت أكثر من مرة، ولم يكن بينى وبينها سابق معرفة ولم يجمعنا أى عمل، فاتصلت بها وظلت تسأل عن أمور كثيرة فى الدين وتسألنى عن قرار الاعتزال وتقول أنتى عملتى كدة إزاى، وكانت كالعطشان تسمع كل كلمة بشغف شديد»، وتابعت: «كانت مديحة تعمل فى آخر أفلامها وسألتنى ماذا أفعل أكمل الفيلم أم لا، لأنها كانت لا ترغب فى تمثيل بعض المشاهد به، فقت لها استشيرى الشيخ الشعراوى، والتقينا أكثر من مرة فى مجالس علم، وتوفت بعد قرار الاعتزال بـ3 سنوات».
أما عن الفنانة الراحلة هالة فؤاد فقالت شمس البارودى: «كانت علاقتى بها قوية وتحدثت معى فى بداية مرضها وتقابلنا كثيرا وكنت أزورها فى بيتها، وأشعر أنها شقيقتى الصغرى وكانت قوية رغم المرض، وتحملت ابتلاءات كبيرة، حيث توفى والدها بعد مرضها وعاشت والدتها مرارة وفاة الزوج ثم مرارة موت ابنتها، وكان ابنها هيثم مع ابنى عمر بالمدرسة».
وأكدت شمس البارودى أنها ما زالت تتلقى عروضا لإعادتها للأضواء، وآخرها عرض تلقته من إحدى القنوات الفضائية لتقديم برنامج دينى أو الحديث عن حياتها وتجربتها الشخصية مقابل الملايين ولكنها رفضت بشكل قاطع، قائلة: «أرى أن للدعوة أهلها من علماء الدين الأكثر قدرة على هذه المهمة، كما رفضت الظهور فى برنامج للحديث عن نفسى وتجربتى وحياتى وأسرتى وما زال هذا العرض قائما حتى الآن».
تؤكد أنها لم تكن تحب التمثيل، وتقول: «لا أتخيل أن أقف أمام الكاميرا، لأننى أخشى فتنة الإعلام الذى يستلزم أن أنشغل بجمال وجهى».
والآن لا تخرج شمس البارودى من منزلها إلا قليلا، وتنشغل بالصلاة والعبادات ورعاية شؤون أسرتها، تتابع أخبار ابنتها ناريمان التى حصلت على ماجيستير فى العلوم الإنسانية وماجيستير فى الترجمة ودكتوراه فى تاريخ المرأة العربية من لندن، ومحمود الذى يعمل فى دبى، وتلبى طلبات عمر وعبدالله وقبلهما زوجها الفنان حسن يوسف، وتؤكد سعادتها بهذه الحياة الهادئة التى اختارتها لنفسها بعيدا عن الأضواء.
ومع انطلاق الشائعات التى تؤكد عودتها للأضواء بين حين وآخر تقول: «هذا الكلام غير صحيح تماما، ولا أعرف مصدر هذه الشائعات التى تطاردنى دون توقف، وليس معنى ظهورى فى أى مناسبة اجتماعية أننى سأعود للأضواء، فأنا اعتزلت التمثيل ولم أعتزل الحياة، ولا أستطيع التمثيل أو تقمص أى شخصية أخرى، ولن أعود للظهور الفنى مرة أخرى، وأكتفى بمعية الله ورسوله وبكونى زوجة وأما وأشغل أوقاتى بعباداتى وأسرتى، ولا أريد أن يشغلنى شىء عن حياتى التى اخترتها لنفسى حتى ألقى الله».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة