«المنح» تولد من رحم «المحن» فالابتلاء سنة إلهية ماضية فى الناس، لا تتبدل ولا تتغير، ونبهنا القرآن الكريم لهذه السنة الإلهية كثيرا لنعى حقيقة الدنيا، فلا نتخيلها رائعة دائما، وخالية من المآسى والأحزان والابتلاءات، وقال تعالى: فى سورة الملك: «الَّذِى خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ»، وقال أيضا فى سورة العنكبوت: «أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ.. صدق الله العظيم.
والابتلاء يكشف معادن الرجال، ويميز الصفوف، ويهتك الستر عن المنافقين الآفاقين، وفى محنتى، تكشفت لى حقائق مذهلة، منها «الصادمة» والغالبية منها سارة ورائعة، فمن كنت أعتقد أنهم أقرب لى تبين أنهم أبعد لى بنفس المساحة بين السماء والأرض، ومن كنت أعتقد أنهم أبعد منى بمسافات كبيرة، تبين أنهم أقرب لى من حبل الوريد، كما كشفت لى الممثل الكومبارس، من الصادق الحق، فى عملية فرز كبيرة وضخمة..!!
ومنذ اللحظة الأولى، وعقب إصدارى بيانا وحيدا مع بداية الأزمة، على حساباتى الخاصة بفيس بوك وتويتر، أكدت فيه إننى ألتزم التزاما كاملا بسير التحقيقات، سواء الإدارية داخل مؤسسة اليوم السابع، أو أمام النيابة العامة، ورفضت التحدث لأى وسيلة إعلام، سواء أجنبية، ومن بينها الـ«بى بى سى» أو الواشنطن بوست، وأيضا كل وسائل الإعلام العربية المقروءة والمرئية والمسموعة، احتراما للمؤسسات، وكونى ومنذ عملى فى بلاط صاحبة الجلالة، أدعو فى كل مقالاتى إلى احترام المؤسسات، فكان لا يمكن لى أن أخالف ما أؤمن به من مبادئ، وأخرج لأتحدث فى أمر يتعارض مع ما ناديت به، حتى ولو كان فيه براءتى وتأثير بشكل أو بآخر على سير التحقيقات.!!
لم أطلب من شخص، أو جهة، أو مؤسسة، المساندة والدعم، وطلبت فقط العدل والحق والانتظار لما تسفر عنه هذه التحقيقات، ولم أُجرِ اتصالا واحدا بنقابة الصحفيين، يقينا منى، أن الحق أعلى صوتا وأقوى حجة وأكثر حضورا وقوة من أى شخص أو جهة، ولم أذهب لوسائل إعلام أجنبية، أو عربية، مثل موقع قناة العربية الذى تورط فى نشر أخبار كاذبة، ولم أقم بكتابة بوستات وتويتات وترجمتها للغة الإنجليزية لأستدعى الخارج من منظمات مشبوهة للضغط على مؤسسات بلدى، كونى رجل دولة، بينما الغير يعشق العيش فى فوضى الغاب..!!
طالبت فقط ومن خلال بيانى الوحيد، أن يلتزم الجميع الحياد، وينتظر سير التحقيقات الإدارية، والنيابة العامة، وللعلم سارت التحقيقات فى الجهتين كما الكتاب يقول حرفيا وأزيد، لدرجة أن المحامى الدكتور محمد عبداللطيف، قال لى لم أرَ تحقيقات تسير بمهنية واحترافية وسرعة وعدم ترك شاردة أو واردة مثل التحقيقات فى البلاغ المقدم ضدك، سواء الإدارية التى أشرف عليها المستشار المحترم أنور الرفاعى، والذى التزم الحيادية، لدرجة شعرت أنه متعسف ضدى، أو النيابة العامة برئاسة المستشار هانى صالح، ومدير النيابة أحمد رجب..!!
ووسط هذه المحنة، زادت قناعتى أضعافا مضاعفة بمواقفى الداعمة للدولة ومؤسساتها، وأننى على حق فى تفنيد مواقف وأفعال الإخوان الإرهابيين والحركات الفوضوية ومرضى التثور اللاإرادى، ونشطاء السبوبة، وأدعياء حقوق الإنسان، والكيان الأسوأ «أبناء مبارك»، وهؤلاء أظهروا كما من الحقارة والفجر فى الخصومة، ما لم يظهرها الصهاينة أنفسهم ضد أعدائهم، فى تأكيد على أن هؤلاء تجار شعارات، ومستثمرون للفوضى لتحقيق مصالح شخصية، فالفوضى تقنن عمليات تلقى التمويلات وأعمال الخيانة دون رقيب أو حسيب..!!
ووسط المحنة، تولدت «منح» فى شخصيات أعلوا من شأن الضمير وقيم الحق والعدل، متمثلة فى كل من أدلى بشهادته أمام جهات التحقيق أو كتبها على مواقع التواصل الاجتماعى، من زملاء أفاضل، وسط اشتعال الأزمة، وهم أكبر من أن أذكر أسمائهم هنا، كما أشكر كل من أعلن تضامنه معى ثقة فى شخصى، من إعلاميين كبار مثل أحمد موسى ومصطفى بكرى ومحمود بكرى وريهام السهلى وعماد الدين حسين وفريدة الشوباشى، وأسماء مصطفى، وأحمد الطاهرى، ونقيب محامى القاهرة السابق محمد عثمان، وكل من قال كلمة حق..!!
كما أشكر هذا العدد الكبير من القراء الأعزاء من مختلف النجوع والكفور والمدن بالمحافظات المختلفة، جميعهم أعلنوا منذ اللحظة الأولى ثقتهم الكبيرة فى شخصى، سواء بالكتابة على صفحاتهم، أو من خلال الاتصالات التليفونية، فهؤلاء منحة سماوية كبرى.
ولا يعنينى من التزم الصمت خوفا ورعبا من مستنقع السوشيال ميديا، وارتضى أن يكون شيطانا أخرس، فقد سقطوا تماما من حساباتى، وليعلموا أن الدائرة تدور، ولا يوجد شخص بمنأى عن الاختبار والتعرض لظلم أو البلاغ الكيدى بحثا عن منفعة.
نقيب الصحفيين يرد: «النقابة لم يختطفها أى تيار سياسيى»
تلقيت اتصالا هاتفيا من الأستاذ عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين، مساء أمس الأول، مبديا اعتراضا على ما طرحته فى مقالنا المنشور يوم الخميس، تحت عنوان «تجربتى مع محاولة اغتيال سمعتى: هى نقابة الصحفيين مهنية أم سياسية وثورية..؟!» ومؤكدا أن نقابة الصحفيين ليست مختطفة، وأن العضوين محمد سعد عبدالحفيظ وعمرو بدر، تضامنا مع المدعية ضدى بشكل فردى، وليس بقرار من مجلس النقابة، وأن النقابة مؤسسة من بين مؤسسات الدولة، لا تتحرك بناء على نوازع شخصية، أو خصومة سياسية، ولا تصدر أحكاما مسبقة ما لم يكن هناك إدانة واضحة وقاطعة من جهات التحقيق.
وأكد نقيب الصحفيين فى اتصاله التليفونى بى، أن النقابة لم تصدر أى بيان فى أزمتى لا مع ولا ضد، وأنه يقف بقوة أمام أى شخص أو كيان يحاول اختطاف النقابة سياسيا..!!
وقلت للنقيب: نتمنى ذلك، وإذا كانت تحركات عضوى مجلس النقابة فردية، فلماذا تحدثا باسم النقابة..؟! وكيف يحضران التحقيق أمام النيابة، وهل حصلا على خطاب أو تفويض من النقابة للتضامن مع المدعية ضدى..؟!
وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية...!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة