دومًا ما تفوت على ذهن مشرع القانون حيل المواطنين التى لا يمكن تخيلها، لذا تظهر الثغرات والتى يستغلها البعض فى القوانين بعد تشريعها، وكان القانون الأمريكى عام 1913 أكبر شاهد على تلاعب المواطنين بالنصوص واستغلال التشريعات فى مصلحتهم الخاصة، عندما اتجه مركز البريد الأمريكى لاعتماد خدمة الطرود البريدية.
وبناء على ذلك سمح للأمريكيين لأول مرة بإرسال الأشياء، لكن بشرط ألا يتجاوز وزنها 4 أرطال عبر البريد مقابل ثمن زهيد، وكان يعتمد الشعب الأمريكى حينها على الشركات الخاصة فى نقل الطرود، لكن بتكلفة عالية لا يقدر عليها سوى أصحاب الأنشطة التجارية.
ارسال الاطفال عبر البريد
ومع توفر هذه الخدمة من مركز البريد، أقدم الأمريكيون على إرسال العديد من الأشياء الغريبة عبر الخدمة الجديدة كالبيض والدجاج والإسمنت والحديد، فضلا عن ذلك لم يتردد البعض في استغلال خدمة الطرود البريدية لإرسال أبنائهم من منطقة لأخرى، حيث استغل هؤلاء غياب قانون يمنع ذلك ليقدموا على إرسال أطفالهم فى وقت وجيز عبر البريد لزيارة أقربائهم.
رجل البريد يحمل طفل
وشهدت سنة 1913 إرسال أكثر من طفل واحد عبر خدمة الطرود البريدية في الولايات المتحدة الأمريكية من طرف ذويهم، تلصق الطوابع البريدية على ثياب الطفل ويتم نقله بعد ذلك إلى الجهة المرسل إليها بصحبة ساعي البريد، والسبب الذي يجعل هؤلاء الأهل يلجأون إلى هذا التصرف الغريب في إرسال أبنائهم إلى بيت الوالدين والأجداد على سبيل المثال من أجل زيارتهما هو ما تكلفه خدمة إرسال الطرود من أموال أقل بكثير مقابل شراء تذكرة القطار للطفل والتي تكلف مبلغ أكبر، حيث يتم ترحيل الطفل عبر القطار برفقة المكلفين بنقل الطرود البريدية ويتقاسم في بعض الأحيان معهم وجبة الغداء.
خدمة البريد
وذكرت الصحف الأمريكية التى أثارت الموضوع في تلك الفترة أن إرسال طفلة إلى بيت جديها كلف والديها مبلغ 53 سنت، هذه القصة وحالات أخرى لأطفال خاطر بهم ذويهم، دفعت القائمين على البريد الأمريكى فى سنة 1915 إلى سن قانون يمنع إرسال الأطفال ضمن خدمة نقل الطرود البريدية.