فى 18 نوفمبر من كل عام تحتفل سلطنة عمان بعيدها الوطنى، حيث انطلقت مظاهر الاحتفال على أرض عمان الشقيقة، والتى تعبر فى مضمونها عن ابتهاج العمانيين بمسيرة بناء وتطوير بلدهم، والتى بدأها السلطان "قابوس بن سعيد"، سلطان عمان، حين استلم مقاليد الحكم.
وتحتل سلطنة عمان، قيادة وحكومة وشعبا، مكانة خاصة فى قلوب ونفوس المصريين، فالعلاقات العمانية المصرية ليست بالعلاقات الحديثة ولكنها ضاربة فى التاريخ القديم إلى ما قبل 3500 سنة، الأمر الذى أدى إلى إنتاج تشابكات تجارية واقتصادية واسعة، تطورت مع الوقت وبعد قيام سلطنة عمان الحديثة، إلى إنتاج أهداف سياسية واستراتيجية وروابط اجتماعية وثقافية واسعة، ومن ثم فإن تلاقى الأفكار والمواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة لم يأت من فراغ، بل كان للتاريخ والجغرافيا الأثر الكبير فى بلورة مواقف مشتركة بين الدولتين.
وتمثل العلاقات المصرية العمانية محور ارتكاز مهم على الساحة السياسية العربية، حيث يسعى البلدان دائما إلى سياسة حل كل الخلافات بالحوار والتفاوض، كما تدعو إلى إحلال السلام والاستقرار إقليميا ودوليا ولكن مع تحفظ مهم أساسه عدم التخلى عن أى من الحقوق العربية عامة والفلسطينية خاصة، لذلك فإن للدولتين رؤية واحدة تستهدف تقديم أقصى دعم ممكن لنضال الشعب الفلسطينى لنيل حقوقه المشروعة.
فالعلاقات المصرية ـ العمانية تعكس قدرا غير مسبوق من التفاهم والتنسيق السياسى المشترك والتعاون إزاء مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتستمد هذه العلاقات قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين الشقيقين وتشعبها وعدم اقتصارها على جانب واحد .
العلاقات السياسية
على المستوى السياسى ترتبط مصر وعمان بعلاقات سياسية قوية بين مصر والسلطان قابوس، فهناك تشاور وتنسيق مستمر بين البلدين فى القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، ويقدر المسئولون العمانيون على كل المستويات الدور الذى تلعبه مصر فى حل الصراعات والنزاعات فى المنطقة من أجل شعوب المنطقة.
كما يتم التنسيق بين البلدين فى كل القضايا السياسية المطروحة على المحافل الدولية، وقد قامت مصر بالمبادرة فى هذا الشأن فى موضوعات مثل مكافحة القرصنة البحرية ورئاسة الناتو، كما تدعم سلطنة عمان الترشيح المصرى لعضوية أى مناصب فى المنظمات الدولية.
وكان لعمق العلاقات فى كل المجالات بين البلدين دافعا إلى التنسيق بينهما فى المجالات السياسية والاستراتيجية والأمنية، وأن التشاور والتفاهم قائم بين البلدين فى القضايا الإقليمية والدولية.
العلاقات الاقتصادية
تجسد اللقاءات بين المسئولين فى مصر وعمان رغبة الحكومتين فى استثمار علاقاتهما المتميزة فى تنشيط الجانب الاقتصادى منها، باعتبار أن السوق المصرى يعد من الأسواق الواعدة، وأن عُمان تنظر إلى مصر بأنها إحدى المحطات المهمة التى يمكن من خلالها إعادة التصدير للبلدان الأفريقية المجاورة.
وأشارت الإحصائيات إلى أن صادرات مصر إلى عمان تصل إلى 23 مليون جنيه بنهاية عام 2016 . أما واردات مصر فتبلغ نحو 8 ملايين جنيه.
فى 24 فبراير 2017 وقعت مصر وعمان 3 اتفاقيات للتعاون الثنائى بين وزارتى القوى العاملة فى البلدين، فى ختام اجتماعات الدورة الـ13 من أعمال اللجنة المصرية العمانية المشتركة، التى عقدت بالقاهرة برئاسة وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، ووزير الدولة للشئون الخارجية العمانى يوسف بن علوى.
وشهد الوزيران فى الجلسة الختامية التوقيع على 3 اتفاقيات للتعاون الثنائى فى مجالات الشباب والرياضة والطلائع، والتدريب العمالى بين وزارتى القوى العاملة، كما تم التوقيع على محضر اجتماع أعمال الدورة الحالية للجنة المشتركة .
وفى 17 مايو 2017 انعقدت بالقاهرة أعمال اللقاءات الثنائية بين الشركات العمانية والمصرية بهدف تعزيز التبادل التجارى بين البلدين التى تنظمها الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات العمانية "إثراء"، بالتعاون مع سفارة السلطنة بالقاهرة وشركة “أيبيس” المصرية المتخصصة فى مجال إدارة الأعمال الدولية وخدمات الاستثمار.
وتجمع اللقاءات الثنائية بين الشركات العمانية والمصرية بهدف تعزيز التبادل التجارى بين البلدين يضم 25 شركة مصدرة من كبرى الشركات التجارية بالسلطنة، و95 شركة مصرية مستوردة من كبرى الشركات الحكومية والخاصة.
ونجحت سلطنة عمان بقيادة السلطان قابوس بن سعيد فى بناء دولة عصرية قوية، ولها علاقة ودية مع من حولها من الدول، كما أنها تؤمن أن الهدف الأساسى من التنمية هى تنمية البلاد وتطويرها بما يناسب العصر ومستجداته.
جدير بالذكر أن سلطنة عُمان تمتاز بالحياد وعدم الانحياز وعدم التدخل فى شئون غيرها، فهى تفضل العزلة السياسية أكثر، وقد وصفت بأنها من الدول التى تحاول إقامة تحالف مع غيرها كدولة سلام، وهذا النهج السياسى كان سببا فى عدم دخول الدولة فى أية صراعات أو انقسامات سياسية، مما كان له الأثر الإيجابى الكبير فى الدولة بشكل عام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة