بملامحه السمراء، وشعره المتجعد، ونظراته الهادئة، غمرنا، ذاك الشاب الأسمر النحيل، بحبه، ورسم لنا بأعماله لوحات جعلته إمبرطورًا فى قلوب المشاهدين ونمر أبطال الشاشة العربية، هو النمر الأسود الفنان القدير أحمد زكى، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ68، إذ ولد فى 18 نوفمبر من عام 1948، ليكون هذا اليوم شاهدًا على ميلاد إمبراطور السينما المصرية.
العديد من الأسرار والحكايات، عن النجم الراحل، ما زالت لم تكشف بعد عن علاقات الفنان الكبير بنجوم ونجمات السينما، وحول بطولات أعمال الفنية، وهو ما حاولت بعض الكتب الحديث، محاولة كشف بعض الأسرار والجوانب الغامضة عند النجم الأسمر.
حاول الانتحار بعد رفض منتج بطولته لـ"الكرنك"
فيلم الكرنك الشهير المأخوذ عن رواية الأديب العالمى نجيب محفوظ، وإنتاج جمال الليثى، الذى قامت ببطولته سندريلا السينما المصرية والعربية سعاد حسنى، والفنان الراحل نور الشريف، كان من المفترض أن يقوم بدور الأخير الفنان الراحل أحمد زكى.
وحسب ما ذكر كتاب "أسرار وخفايا فى حياتهم" للكاتبة فاطمة مصطفى، فإن المخرج على بدرخان، اختيار الشاب حينها أحمد زكى لبطولة الفيلم، وبينما كان الفنان الراحل فى حالة سعادة غامرة لأدائه دور أمام السندريلا، وبدأت البروفات بالفعل، لكن المنتج صرخ فى وجه على بدرخان قائلا: "مين أحمد زكى ده علشان يمثل أمام سعاد حسنى، ده أسمر وشعره مجعد"، وبالفعل تم تغييره بالفنان نور الشريف، ليصاب حينها بإحباط شديد لفشله فى تحقيق حلم حياته فى الوقوف أمام الفنانة سعاد حسنى.
وذكرت مجلة روز اليوسف فى العدد 4012 الصادر عام 2005، أنه بعد الواقعة السابقة أقدم على الانتحار وأوضح أن ما حدث هو أنه كان يشرب كوبًا من الماء فى مكتب الإنتاج، وسمع ما قاله المنتج للمخرج ورفضه بطولاته للفيلم.
محمد خان يطرده من كواليس فيلم "الحريف"
الكاتب أشرف بيدس فى كتابه "عادل إمام: الغالب مستمر" ذكر واقعة على لسان المخرج الكبير الراحل محمد خان، أوضح فيها أن النجم أحمد زكى، كان من المفترض أن يقوم ببطولة فيلم الحريف، قبل الزعيم عادل إمام.
الموقف حدث بعدما اتفق خان مع أحمد زكى، على بطولة فيلم عن قصة لاعب كرة موهوب اسمه سعيد الحافى، وطلب على أثر ذلك خان من أحمد زكى، أن يطلق شعره وشاربه، لكنه فوجئ به فى بروفات التحضير بأنه أتى بعدما حلق رأسه على "الزيرو" فتضايق محمد خان بشده وطرده من الكواليس.
ويوضح خان أنه ذهب فى اليوم التالى لأحمد زكى فى بيته، وقال له: صباح الخير يا حمام، إحنا مضينا مع عادل إمام، فرد بكل هدوء "طيب مبروك" ثم تركه وذهب للحمام، وأخبره بعد ذلك بسنوات أنه دخل الحمام ويظل يشتمه تعبيرًا عن غضبه بسبب حبه للفيلم.
شيرين سيف النصر ترفض طلبه للزواج
نشرت مجلة الكواكب فى إحدى أعدادها أن الفنانة شيرين سيف النصر، رفضت عرضًا للزواج تقدم به الفنان أحمد زكى، وبررت شيرين ذلك إلى أن عائلتها لم تقبل بفكرة ارتباطها بشخص من الوسط الفنى، حسب ما ذكر الكاتب أسامة غريب فى كتابه "إرهاصات".
ويتابع الكاتب: أن الرواية جاءت على لسان خالتها التى ذكرت أن الفنان أحمد زكى حضر لزيارتها فى البيت وقال لها: أنا اشتريت الدبلتين علشان عاوز أخطب شيرين، أرجوك ساعدينى عند مدام ليلى أختك "والدة شيرين"، وأنا مستعد لكل شروطهم"، لكن خالتها والتى أوضحت أن الأمر كان مفاجأة لها، لكن قرار العائلة كان يقضى برفض شيرين الزواج من أى شخص داخل الوسط، مهما كانت نجومته.
هذه الرواية تمنى تحويلها لفيلم وتوفى قبلها والسبب "حليم"
وكشف الكاتب عمرو عبد السميع، تفاصيل واقعة جمعت بينه وبين الفنان الراحل أحمد زكى، بعدما طلب الأخير منه تحويل روايته "الأشرار" لفيلم سينمائي يقوم ببطولته قبل قيامه ببطولة فيلم حليم، الذى قدمه قبل وفاته.
ويذكر الكاتب فى كتابه "بعض من ذكرياتى" أنه تلقى اتصالاً من الناقد الفنى محمود مرسى، عندما كان يتولى رئاسة مكتب تحرير الأهرام، يخبره برغبة الفنان أحمد زكي فى تحويل رواية "الأشرار" التي كتبها، إلى فيلم من بطولته، وبالفعل تم التعاقد معه على ذلك، لكن بطء شركة الإنتاج وانشغال أحمد زكى فى فيلم حليم وبعد ذلك وفاته، حال دون تحويل الرواية لفيلم.
ويوضح الكاتب أنه ظل منشغلاً طوال تلك الفترة، بالسبب وراء رغبة أحمد زكى فى تمثيل روايته، حتى أنه دعاه على الإفطار في رمضان بفندق هيلتون رمسيس، لكن أحمد زكى تهرب، حتى فوجئ بالفنانة الراحلة سعاد حسنى، تخبره ذات يوم أنها من عرفت أحمد زكى بالرواية وأنها لولا حالتها الصحية لكانت قامت بتأدية دور البطولة أمامه.
خوفه من الموت سبب غضبه من عادل إمام
يذكر الكاتب محمد حمدى سلطان، فى مقالاته الصحفية إنه من ضمن ما عرفناه عن أحمد زكى بعد وفاته، أن الفنان الراحل كان لديه هاجس من الموت يصل لدرجة الخوف المرضي، فيتشاءم حتى من مجرد ذكر سيرة الموت أمامه، وبعض المقربين منه أكدوا في أكثر من مناسبة أن هذا الهاجس لم يكن مرتبطًا بمرحلة عمرية متأخرة بل عُرف عنه ذلك حتى في فترة شبابه.
وهو ما يتوافق تمامًا مع الواقعة التى ذكرها البعض، حول قيام الفنان الراحل أحمد زكى، بالذهاب إلى فرح رامى إمام، من أجل تهنئته ومحاولة لتخفيف الخلاف بينه وبين والده، لكن الزعيم بخفة دمه المعهودة، ولأنه يعلم بالهاجس الذى يصيب أحمد زكى عند سماعه سيرة الموت، قال له: شوفت يا أحمد خلاص هنموت، كبرنا وبنجوز العيال وشكلك هتموت قريب، وأنا عجزت وهموت أنا كمان، وكان رد الفنان الراحل على هذه الكلمات: "ربنا يديك الصحة إحنا لسه شباب" لكن الزعيم استمر فى مدعباته للنمر الأسود، فيرد الأخير فى غضب "كفاية بقى طلعت عيني بسيرة الموت" ويترك الفرح وهو غاضب من عادل إمام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة