أكد أيمن عقيل، رئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، أن الإرهاب لا يهدد أنظمة حُكم محددة، ولكنه يهدد مستقبل العالم ويحطم كل الجهود التى تسعى لبناء السلام والمحبة والتسامح والتعايش المشترك.
وأشار عقيل إلى أهمية أن تكون منظمات المجتمع المدنى طرفاً فاعلاً وبشكل قوي فى الحرب على الإرهاب العابر للحدود والثقافات والأديان، مؤكدا أن مواجهة الإرهاب لا يمكن أن تتحق دون مواجهة شاملة سياسياً واجتماعياً وأمنياً واقتصادياً وثقافياً، وكذلك حقوقياً.
أيمن عقيل
جاء ذلك على هامش البرنامج التدريبى الذى تستضيفه منظمة إيكو اليونانية فى العاصمة أثينا، بعنوان "مجابهة الإرهاب والتطرف العنيف"، والممول من الاتحاد الأوروبى، بمشاركة 7 دول أورومتوسطية من بينها مصر ويمثلها مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق والإنسان، وذلك خلال الفترة من (14-23 نوفمبر 2018)، حيث شاركت مؤسسة ماعت فى تنظيم مؤتمر بالتعاون مع منظمة إيكو اليونانية، منظمة التحالف الدولى للسلام والتنمية السويسرية، مركز الشرق والغرب للتنمية المستدامة من الأردن، ومنظمة نوف أكت من أسبانيا، وجاء المؤتمر بعنوان "دور المجتمع المدنى فى مجابهة الإرهاب وتعزيز بناء السلام"، والذى عُقد بأحد فنادق العاصمة اليونانية.
كما أوضح رئيس مؤسسة ماعت من أثينا، أن المجتمع الدولى لم ينجح فى القضاء على الإرهاب أو حتى الحد منه، وأرجع السبب فى ذلك إلى اختلاط المصالح السياسية بالمواقف الأخلاقية وعدم تبنى خطط متقاربة بشكل شامل للقضاء على العنف والتطرف، لافتا إلى أن العنف والإرهاب يعطل عملية الانتقال الديمقراطى السلمى فى عدد من الدول التى شهدت انتفاضات وثورات شعبية اعتراضاً على الفساد والظُلم وفشل السياسات الاقتصادية.
وأعلن أيمن عقيل أن هناك دولاً بعينها تدعم الإرهاب والتطرف وتوفر الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية والدعم التمويلى واللوجيستى والاستخباراتى والغطاء السياسى للجماعات الإرهابية، وضخَّت تلك الدول أموالاً هائلة فى دعم الجماعات الإرهابية فى دول كسوريا ومصر واليمن وليبيا.
جانب من المؤتمر
وخاطب عقيل شباب الأورومتوسطى وطالبهم بألا يفقدوا الأمل فى إدراك طريق السلام والقضاء على الإرهاب والتطرف من جذوره، وعليهم دائماً تذكر مقولة المناضل السلمى الأشهر المهاتما غاندى "يجب ألا تفقدوا الأمل فى الإنسانية، إن الإنسانية محيط وإذا ما كانت بضع قطرات من المحيط قذرة، فلا يصبح المحيط بأكمله قذراً".
واختتم رئيس مؤسسة ماعت كلمته برسالة إلى العالم والمانحين وشركاء التنمية الدوليين بإعادة تخطيط استراتيجيتهم التمويلية وخططهم المستقبلية لمساعدة الحكومات ومنظمات المجتمع المدنى على تنفيذ تدخلات مؤثرة فى إطار الغايات المحددة.
وفى هذا الإطار، أكدت هاجر عبد المنصف مديرة وحدة الشئون الأفريقية بمؤسسة ماعت، أنه بالرغم من تواجد استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب منذ عام 2006، إلا أنها لم تنجح لا فى وقف تلك العمليات الإرهابية أو حتى الحد من وقوعها.
وأوصت هاجر بضرورة إلزام الحكومات بتبنى سياسات فاعلة لمواجهة الإرهاب والتطرف، نظراً لأن الاستراتيجيات الأممية الحالية لمكافحة الإرهاب توجه الدول نحو تبنى سياسات لمكافحة الإرهاب بشكل طوعى، وهو ما أثبتت التجربة عدم فعاليتها بشكل قوى ومؤثر.
هاجر عبد المنصف
جدير بالذكر أن المشاركين فى هذا المؤتمر من 7 دول أورومتوسطية هى "إيطاليا، اليونان، الأردن، مصر، تونس، أسبانيا، تركيا"، وتضمن المؤتمر حواراً تفاعلياً بين ممثلى هذه الدول من الشباب الأورومتوسطى بهدف مشترك هو بناء السلام تحت شعار "اتحدوا من أجل السلام"، حيث نتج عن هذا الحوار التفاعلى عدة توصيات أجمع عليها المشاركين وهى، تبنى برنامج "شباب من أجل السلام"، وتوجيه نداء للأمم المتحدة لتبنى اتفاقية شاملة لمناهضة الإرهاب والتطرف، والحفاظ على دورية المؤتمر وتوسيع نطاقه، وإدانة كافة أشكال الإرهاب والعنف والتطرف.
المشاركون بالمؤتمر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة