- الشاطر هو صاحب القرار وبديع ليس لديه أى فكر ووجد نفسه مرشدا للجماعة.. وهناك مشاجرات عنيفة بين قيادات الإخوان فى السجون
- لا يوجد تنظيم دولى للإخوان والجماعة روجت للفكرة لإخافة الآخرين.. وإخوان العراق تعاونوا مع أمريكا وسلموا صدام حسين للقتل
-عمليات الاختلاس والنصب داخل الجماعة ليست جديدة وكان يتم التكتم عليها فى الماضى.. وبعض من تلقوا أموالا من قطر كانوا يطلبون منى مساعدتهم فى المعالجة القانونية لوضعها
يبقى مختار نوح المحامى والقيادى البارز المنشق عن جماعة الإخوان واحدا من شهود العيان على الكثير من الأحداث داخل جماعة الإخوان على مر سنوات طوال كان واحدا من الموكل إليهم إدارة ملفات مهمة فيها، حتى خرج من الجماعة، لكنه وبحسب تأكيداته يظل على تواصل مع العديد من الأعضاء والقيادات والأحداث بها.
فى حواره لـ«اليوم السابع» يتحدث نوح عن رؤيته للأوضاع فى الجماعة داخل مصر وخارجها، ورؤيته لمستقبلها، كما يتحدث عن قضايا تشتبك عن قرب مع وضع جماعة الإخوان، كالأوضاع فى تركيا وقطر، وأوضاع السلفيين فى مصر.. وإلى نص الحوار:
كيف ترى الانقسامات الحالية التى تضرب جماعة الإخوان؟
- الإخوان عادت إلى حالة شبيهة بحالة الستينيات، فمن يعمل بها هو التنظيم السرى الذى يقوده محمود عزت بلا منازع، ومحمود عزت حى يرزق، ويعاونه آخرون، ولكن غالبية الإخوان وهم الشريحة الكبرى عادت إلى المنازل، وأستطيع القول إن %80 من أفراد الإخوان عادوا إلى منازلهم ولم يستمروا فى التنظيم.
وهل الـ%80 تركوا «الإخوان»؟
- لا.. ليس شرطا أن يكونوا تركوا الجماعة، فهناك شريحة لم تترك الإخوان، ولكنها آثرت السلامة، لأنها وجدت جدية من الدولة فى مواجهة الإخوان، بينما هناك شريحة أخرى تركت التنظيم، وهؤلاء تيقنوا أنهم كانوا ضحايا خدعة، وضحايا خدعة للتنظيم الخاص وقراراته الفردية التى أودت بحياة الجماعة وأودت بحياة الشهداء من الجيش والشرطة، حيث ظهرت الإخوان بصورة داعشية.
وجماعة الإخوان طوال عمرها كانت تحاول أن تفصل ولو ظاهريا بينها وبين الداعشية، ولكن الآن اختلطت الأمور، والشيخ القرضاوى قاد الإخوان بالصيغة الشرعية، فالإخوان بعد سيطرة التنظيم الخاص كانت تسير بصبغة الانفراد بالقرار، والآن تم إحياء فكر حسن البنا الدموى مثل فكر الكتائب، وفقه سيد قطب الخاص بالانفصام المدنى، وهذا بالنسبة لـ%20 المتبقية داخل الإخوان.
أما بالنسبة لـ%80 الباقين، فأكثر من نصفهم آثر السلامة وعدل عن الفكر تماما بصورة قوية، وبالتالى فتنظيم الإخوان فى اتجاهه إلى الانتهاء خلال 10 سنين مقبلة إذا استمر هذا الوعى لدى الناس لأن قضية الإخوان كانت قضية ناس وليست قضية فكر، فلم يكن هناك من يقتنع بالفكر، ولكن كانوا مقتنعين بالشعار والخدعة، فشعار الإسلام هو الحل كان شعارا استثماريا، و«نحن دعاة ولسنا قضاة» كان شعارا استثماريا، وحسن الهضيبى كتب هذا الكلام للإخوان الذين يكفرون ولكن لم يغير منهم شيئا فخرجوا يكفرون وكونوا تنظيما خاصا.
خلال الفترة الماضية خرج بعض العاملين بقنوات الإخوان ليتحدثوا عن رغبتهم فى العودة إلى مصر وإعلان توبتهم.. هل هناك تواصل بينك وبين أى منهم؟
- نعم كثيرون جدا، ولكن أنا لست جهة أمنية كى أضمنهم أو أتحاور معهم، ولكن أنا فقط أوجه النصيحة، حيث يتصل بى البعض من الهاربين من الأحكام، ولدى كشوف بأسمائهم وهم تركوا الإخوان بالفعل ويطلبون مساعدتى وأنا أقول له هذا حكم غيابى وكى تقدم التماسا وأنت تركت الإخوان لابد من إعادة إجراءات ولابد من إعادة محاكمتك، وهذا الأمر مرهون بك، بأن تأتى وتسلم نفسك ثم تتم إعادة محاكمتك، ويظهر مدى تصميمهم فى الخروج من الإخوان من خلال تكرار المحاولة وتكرار الاتصال، وهناك أناس كثيرون يتصلون بنا ويقولون لنا ابحثوا لنا عن حل ويؤكدون أنهم الآن مع الدولة.
وهل يأتى لك أحد من شباب الإخوان المقيم فى تركيا؟
- نعم من الشباب الموجود فى تركيا والقواعد الموجودة أيضا فى قطر، وكثير من شباب الإخوان حدثت لديهم «ردة فكرية» نتيجة مشاهدتهم للجماعة على حقيقتها.
وفيما يتعلق بالموجودين داخل السجون من القيادات والأعضاء هل لديك معلومات عن مراجعات فكرية لدى أى منهم؟
- هم كثر ويريدون أن يخرجوا بكلمة يفضحون فيها الإخوان، وهؤلاء عددهم كثير، فكان لدى كشوف بأسمائهم وصلت إلى 18 كشفا.
هل يمكن أن نقول إن الإخوان انفرط عقدها بعد كل هذه الانقسامات والخلافات الداخلية.. وهل انتهى التنظيم الدولى للإخوان؟
- لا يوجد تنظيم دولى للإخوان، فهذا التنظيم هو «البعو»، فهناك أفراد فى الخارج يقدمون خدمات للتنظيم مثل جمع أموال والتواصل مع وكالات الأنباء من أجل أن يجعل لنفسه أهمية، وفكرة التنظيم الدولى ساعدت الإخوان على إخافة الآخرين، فإذا نظرنا إلى فروع الإخوان فى الخارج سنجد أن إخوان العراق سلموا صدام حسين، وكانوا يتعاملون مع أمريكا بوضوح فالإخوان فى العراق قتلوا صدام، وكانوا مساهمين فى حرب الكويت، والإخوان فى فروع أخرى من دول الخليج فى الأردن وعمان وغيرها هم مع الدولة ضد الشيعة، وفى السعودية إخوان السعودية دخلوا فى الجحور كلهم، وغير السعوديين يتم ترحيلهم، فالإخوان وفروعهم أشكال مختلفة، فكيف سيكون لهم تنظيم دولى أما إبراهيم منير فهو رجل يتم استثماره، لأن الإخوان تستثمر أى شخص.
وكيف ترى عمليات الاختلاس والنصب التى تشهدها الجماعة ويتم الكشف عنها تباعا؟
- كانت موجودة أيضا فى الماضى، وكان يتم التكتم عليها وكانت تتم إحالة تلك الوقائع إلى التحقيق، هل تتخيل أن كثيرا ممن امتلأت أفواههم بنقد الدولة كانوا يجلسون معى للمعالجة القانونية للأموال التى تأتى لهم من قطر، وبعضهم محامون، وبعضهم خرج على قناة الجزيرة يهاجمنى فأرسلت له رسالة بكلمة واحدة قلت له «بلاش أنت»، وهؤلاء كانوا يطلبون منى البحث عن التغطية القانونية على الأموال التى تأتى له من قطر وكنت أقول له المخالفة فى كذا وكذا ولابد أن تعمل كذا وكذا، فكثير من هؤلاء كنت أعلم كيف يمولون وكنت أعطى لهم الاستشارات القانونية فى هذا.
ومن صاحب القرار الآن من قيادات الإخوان فى السجون؟
- خيرت الشاطر هو من له قرار وليس بديع، فمحمد بديع مكمل فقط، محمد بديع رجل ليس لديه فكر سياسى ولا أى فكر، ووجد نفسه «مرشد»، ولا يوجد أحد مع خيرت الشاطر داخل السجن لديه قرار سوى خيرت الشاطر.
وكيف ترى وضع قيادات الإخوان فى السجون؟
- هم الآن يعيشون عيشة كلها انقسامات وخناقات، ولأن وزارة الداخلية وزارة لديها أخلاق لذلك لا تذيع ما يحدث بين تلك القيادات الإخوانية داخل السجن من انقسامات وخناقات فيما بينهم.
فهناك تجرى خناقات شديدة للغاية، ولكن خلال الزيارات تظهر هذه الخلافات بشكل كبير وتعرف ماذا يحدث بين قيادات الإخوان داخل السجون، فالوضع بين قيادات الإخوان فى السجون سيئ للغاية، وهى حقيقة كاشفة لنا أن هؤلاء الناس يتمنون أن يتحدثوا، ولكنهم يخافون من بعض، وكان أحد الأصدقاء طلب منى أن أترافع عنه فى القضية على أن أقول إننى أنا من تطوعت للدفاع عنه، وذلك خوفا من الجماعة، فقلت له لابد أن تتخلى عن جبنك، ورفضت طلبه وأنا تأتى لى قضايا كثيرة من الإخوان وأرفض أن أترافع فيها، فأنا أقبل منهم خطابات تأييد للواقع وللسلطة والعدول عن الفكر وأقبل أن أكون صوتهم للرأى العام وأقبل أن أقول له انتظر حتى يفتح باب الالتماسات لأن لديك أحكام غيابية وأقبل أن أتحاور فى موضوعات محددة، ولكن أرفض أن أترافع عن شخص هو يخشى أن يواجه قيادات الإخوان.
هل ترى أن استمرار المقاطعة العربية مع قطر قلل من دعمها للجماعات الإرهابية؟
- قطر لا تنكر الآن دعمها للجماعات الإرهابية سواء داعش أو النصرة أو الإخوان، وفى الماضى كانت قطر تلعب فى الخفاء وهى الآن تلعب على المكشوف، فمن يصرف مرتبات قنوات مكملين والشرق ومن يجعلهم يجلسون فى تركيا هى قطر أيضا، وهى التى تنفق على مؤتمراتهم، وهى من تدفع لكوادر الإخوان الذين يذهبون للكونجرس الأمريكى ويلتقون بأعضاء الكونجرس، فهم ينفقون الملايين من أجل تنسيق هذه اللقاءات، فترتيب اللقاء وتحديد الموعد واختيار المكان، لا يكلف أقل من 500 ألف دولار، فكل شىء هناك بالأموال فهم يذهبون إلى أشخاص متخصصين فى هذا الأمر وتدفع لهم أتعاب، وهؤلاء يكسبون أموالا من «هبل» الإخوان وهذا المال لا تدفعه الإخوان بل تدفعه قطر.
وعموما فقطر لديها أمل أن تزال تلك المقاطعة عبر الضغوط من أسيادها فى أمريكا وألمانيا وفرنسا.
مع الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تعيشها تركيا الآن وسوء وضع أردوغان.. هل تتوقع أن تتخلى أنقرة عن الإخوان خلال الفترة المقبلة؟
- تركيا ستجد نفسها مجبرة على التخلى عن الإخوان خلال فترات قريبة للغاية، وقطر ستتخلى عن الإخوان قريبا، وستسمع قريبا عن شروط إقامة للإخوان فى قطر وتركيا، وذلك لأن وضع أردوغان أصبح محرجا، فأردوغان بعد أن نجح منذ سنوات عديدة لم يجرِ أى انتخابات حقيقية وإذا تمت انتخابات حقيقية فسيكون خارج اللعبة تماما، وأوروبا لا تريد ذلك فأوروبا لا تعترض على اعتقال المعارضين لأردوغان وتصفية أردوغان للجيش التركى لأن أوروبا تحتاج لأردوغان الضعيف.
هل ترى أن السلفيين يشكلون خطورة مثل جماعة الإخوان؟
- نعم خطورة التيار السلفى تشبه خطورة جماعة الإخوان، وذلك من حيث الفهم والأفكار وأثر ذلك على الدين، فالسلفيون يتم استخدامهم من أجل إشعار الناس أن الإسلام مجرد خرافة، والسلفيون يساعدون على ذلك، وأى داعية سلفى يمكن جرجرته إلى موضوعات كثيرة للغاية ويخرجون ليقولون إن المسيحيين كفار وغير ذلك من المعارك التى تدفع إلى كره الناس للدين والوطنية ووحدة الصف.
ولكن التيار السلفى لديه حزب وهو حزب قائم حتى الآن!
- هذا الحزب ليس لديه أعضاء، فالحزب لم يعد له أى نشاط، ولم يعد لديهم قدرة على أن يدعموا الدولة، ولم تعد لديهم مشاركة فى قضايا الإنقاذ الاجتماعى، وهل نجد بعثة للسلفيين ذهبت إلى الصومال أو بلاد المجاعات، وبعض السلفيين الذين نجحوا فى قوائم فى الانتخابات البرلمانية عندما نجحوا ذهبوا ليجروا عمليات تجميل، وسعوا إلى الظهور على الشاشات، فلم نجد رجال إغاثة حقيقية من السلفيين، ولم نجدهم يشاركون حتى فى حملة كحملة الدولة لعلاج فيروس «سى».