على الرغم من الخدمات الكبيرة التى قدمها رجل الأعمال الفرنسى كارلوس غصن لشركة نيسان، إلا أنه ربما يواجه اتهامات سوف تؤدى به إلى السجن، وذلك بعد تقارير إعلامية دارت حول استجوابه للاشتباه في تقليله من بيانات راتبه، حيث قامت السلطات اليابانية باتخاذ إجراءات لتفتيش مكاتب الشركة ومواقع أخرى اليوم الاثنين.
ولم تتوقف الاتهامات التى يواجهها رجل الأعمال ذو الأصول اللبنانية عند هذا الحد، وإنما امتدت إلى استخدام أموال الشركة لأغراض شخصية حيث قالت الشركة إنها تحقق فى ممارسات محتملة غير ملائمة من جانب غصن ومدير الشركة جريج كيلى منذ عدة أشهر، موضحة أن هناك اقتراحات بعزل الرجل من منصب رئيس مجلس الإدارة فى المستقبل القريب.
إلا أن الأخبار المتداولة عن مصير رجل الأعمال الفرنسى ساهمت بصورة كبيرة فى انهيار أسهم الشركة بقوة في باريس، حيث هبطت بنسبة 5.5% فى التعاملات المبكرة، لتكون من بين الأسهم الأسوأ أداء فى أوروبا.
ويمثل كارلوس غصن أحد أكبر رجال الأعمال الأجانب الذين يعملون فى السوق اليابانية، حيث يحظى بتقدير كبير فى مجتمع رجال العمال هناك بسبب نجاحه الكبير فى انقاذ شركة نيسان من الإفلاس فى عام 2000 بل ونجح فى تمكينها من تحقيق أرباح كبيرة خلال عام واحد، ليتمكن بعد ذلك، وخلال 3 سنوات فقط، من إنهاء ديون الشركة والتى وصلت قيمتها إلى 20 مليار دولار.
نيسان
وتمكن غصن عبر سياسة خفض الكلفة من تحويل مجموعة نيسان التي كانت على وشك الإفلاس إلى شركة رابحة بلغ رقم أعمالها السنوي نحو 100 مليار يورو، مما أكسبه احترامًا كبيرا في المنطقة، حتى أن رئيس أكبر شركة منافسة وهي "تويوتا" وجه إليه تحية، معبرًا عن الأمل "في مواصلة الاستفادة من قدراته للمضي قدما في تطوير صناعة السيارات."
وبعد تسونامي اليابان، الكارثة الطبيعية الأسوأ عالميًا، عام 2011، كان كارلوس غصن ذو فاعلية مذهلة فى تقليص الضرر الحاصل للشركة فى مدينة فوكوشيما، حيث قام بإعادة توجيهات العمل فى مصنع "لواكي" وأكد على الالتزام بإنتاج ما لا يقل عن مليون سيارة سنوياً.
وفي فبراير 2017 قرر كارلوس غصن التنحى عن الإدارة المباشرة لنيسان، على أن يبقى رئيسا لمجلس إدارتها من أجل التركيز على التحالف مع شركتى رينو وميتسوبيشى موتورز الذى يطمح لحمله إلى قمة صناعة السيارات العالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة