الأكيد فى النسخة الثانية من مؤتمر شباب العالم 2018 أنها تختلف تماما عن النسخة الأولى من حيث التنظيم وعدد المدعوين والشخصيات المهمة من الدول المختلفة التى حضرت إلى مصر للمشاركة وكذلك الأجواء نفسها، فضلا عن عامل الخبرة الذى بات واضحا فى الهيكل العام للمؤتمر وتوزيع الأدوار بحرفية بين القائمين على إدارة وتنظيم المؤتمر .
الفارق اللافت للنظر هو توجه العقل المنظم للمؤتمر لبعد جديد يتمثل فى معالجة القضايا المختلفة التى تشغل شباب العالم أجمع وليس شباب مصر فقط، مثل تكنولوجيا العالم الافتراضى الجديدة التى نقلتنا إلى منطقة مختلفة من الحكم على الأمور وقياس ردود الأفعال بالإيجاب أو بالسلب وتجسد ذلك فى 3 جلسات مهمة بعناوين تبدو مختلفة ولكنها تنطلق من نفس الأرضية مثل العالم الرقمى كمجتمع موازى وسيطرته على العالم الواقعى، وفرص العمل فى عصر الذكاء الاصطناعى والألعاب الإلكترونية وتأثيرها على الواقع الحقيقى.
اعتقد أن الجلسات الثلاث إذا ما أضفنا إليهم جلسة مواقع التواصل الاجتماعى تنقذ ام تستعبد مستخدميها، فربما نحن أمام تشريح حقيقى للفضاء الإلكترونى، تشريح يؤدى بنا إلى تحليل مضمون حقيقى، ودلالات كاشفة لهذا العالم الذى لم نعد نستغنى عنه .
المفيد فى الأمر أيضا أن إدارة منتدى شباب العالم انتجت فيلم وثائقى قصير يعبر عن كواليس العالم الافتراضى وتأثيراته على حياة البشر، كخطوة نحو مزيد من المعايشة والدخول بعمق وتوصيل الرسالة كاملة لكل صاحب فكر مشغول بعشرات الأسئلة عن مستقبلنا فى ظل التطور التكنولوجى السريع .
الملفت للانتباه أن محور إفريقيا هو المحور الأكثر تناولا وانتشارا فى كل أيام المؤتمر، فمثلا فى 1 نوفمبر، عقدت ورشة عمل عن إفريقيا، وفى يوم 2 نوفمبر عقدت ورشة عمل آخرى عن إفريقيا بمشاركة شباب من كافة دول القارة السمراء، وفى أول أيام جلسات المؤتمر بعد غد الأحد، ستعقد جلسة موسعة بالقاعة الرئاسية عن إفريقيا وستحمل عنوان أجندة 2063 إفريقيا التى نريدها، إضافة إلى جلسة آخرى أكثر أهمية وهى نموذج محاكاة للقمة العربية الإفريقية.
واختيار عنوان "افريقيا التى نريدها" ربما يحمل دلالة هامة لعلاقة مصر بالقارة السمراء فى الوقت الحالى ويجيب عن تساؤلات تكرار محور إفريقيا بمنتدى شباب العالم لدرجة أنه بات محورا رئيسيا وليس فرعى بالمؤتمر .
والإجابة هنا تكمن فى أن مصر تتولى رئاسة الاتحاد العام الافريقى فى 2019، وبالتالى هناك توجه مصرى أن تكون رئاستها للاتحاد ليس رئاسة شرفية إجرائية كباقى الدول إنما تكون رئاسة فاعلة وصانعة بمهام واضحة وتحديات قابلة للتنفيذ فى كافة المجالات سواء مواجهة الفقر أو مزيد من التعاون الاقتصادى والتجارى وتبادل الثقافات بين دول القارة السمراء ومواجهة الأوبئة التى تتعرض لها بعض الدول.
وبالتالى اعتبار محور إفريقيا كعمود رئيسى فى المؤتمر من خلال 4 جلسات وورش عمل هو إعلان مصرى واضح لتغيرات نوعية خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى فى 2019، ولعل ذلك ظهر مبكرا من زيارات الوزير سامح شكرى لعدد من الدول الافريقية أو لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخيرة للسودان أو حتى من التحركات البرلمانية المتمثلة فى أن رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب طارق رضوان التقى فى الأسبوعين الماضيين بعدد من السفراء الأفارقة، وبالتالى يكتمل المشهد أن تحركا قويا من الدولة المصرية بكافة مؤسساتها نحو القارة السمراء على مستوى الرئاسة والحكومة والبرلمان.
الجدير بالذكر أن منتدى شباب العالم، يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهو حدث سنوٌى عالمى يقام بمدينة شرم الشيخ، بمصر فى الفترة من (3-6 نوفمبر 2018)، وانطلقت النسخة الأولى منه فى 2017 بعد دعوة عدد من شباب مصر المتميز له؛ ليرسل رسالة سلام وازدهار وتنمية إلى العالم أجمع .
ويشهد المنتدى هذا العام مشاركة أكثر من 5000 من شباب العالم؛ للتعبير عن آرائهم وأفكارهم للخروج بتوصيات مهمة بحضور نخبة من كبار الشخصيات المؤثرة وقادة العالم.
منتدى شباب العالم (1)
منتدى شباب العالم (2)
منتدى شباب العالم (3)
منتدى شباب العالم (4)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة