تستعيد الأسر الذكريات التى تمر بها طوال سنوات طوال فى لحظة من اللحظات قد تكون حزينة أو سعيدة، ولذا فإن أسرة مريم محمد يوسف ذات الـ17 ربيعاً من بين هؤلاء، حيث رافق "اليوم السابع" أسرتها من كفر الشيخ لمطار القاهرة، لنرصد لحظات ترقب الأسرة انتظار عروسهم، وعروس مصر كلها "ابنتهم" قادمة من الإمارات تملأها الفرحة التى أدخلتها عليهم بفوزها بالمركز الثانى على مستوى العالم فى مسابقة تحدى القراءة.
وتباينت مشاعر الأسرة برفقة جدة الطالبة من أمها عندما سمعوا بوصول الطائرة التى تقل البطلة، ولم يستطع والدها الانتظار، فاستأذن أحد المسئولين بالمطار بالدخول، فأذنوا له برغم أن التعليمات واضحة "الانتظار خارج الصالة "، ومن بعيد ظهرت البطلة برفقة والدها ومشرفتها " أمانى فراج أمينة المكتبة "، وعانقت الأسرة "مريم " وأول كلمة تنطق بها والدتها وجدتها لوالدتها " شرفتينى وشرفتى مصر " فردت البطلة شاهرة بعلامة النصر بأصبعيها قائلة: "لكل مجتهد نصيب وتحيا مصر".
اثناء استقبال مريم بمطار القاهرة
قالت هدى السيد، جدة مريم لوالدتها، أنها سعيدة بحفيدتها التى شرفتها، ورفعت رأس كل طالب وطالبة بالتربية والتعليم، مؤكدة أنها تذكرت عندما كانت الدكتور هبه نعمان، والدة مريم، عندما كانت الأولى على المحافظة فى الشهادة الابتدائية، وكانت تتلقى التهانى من جيرانها، ويدعون لها أن تنال الثالنوية العامة بتفوق، فردت عليهم "هو أنا هعيش لحد متدخل الثانوية"، ومرت السنوات وتخرجت والدة مريم من كلية طب الأسنان، وتزوجت من طبيب العظام، وانتقلوا للعمل فى السعودية، وعادوا، وعندما فازت مريم بالمركز الثانى على العالم تذكرت الماضى وتفوق والدتها، فصممت على الحضور للمطار لاستقبال حفيدتها.
وأضافت جدة مريم، مريم متفوقة منذ طفولتها، مؤكدة أنه كلما أحسنت الأسرة تربية أبنائها، تكون النتيجة التفوق والنجاح والفوز، مشيرة إلى أن مريم مثال للطالبة النموذج بتعاملها وأسلوبها، وحرصها على حفظ كتاب الله، وحفظ الأحاديث النبوية، وحرصها على التحدث باللغة العربية الفصحى، وحبها للقراءة، متمنية أن تكون دائما مثالاً للتفوق.
تعليم كفر الشيخ يكرم مريم
وأكد الدكتور محمد يوسف، استشار ى العظام، والد مريم"، بداية أنه يحمد الله على المركز الذى حققته نجلته، مؤكداً أنه قبل زواجه كان كل تفكيره أن يختار لأولاده زوجه صالحه تعرف حقوق أولادها قبل حقوقها وحقوق زوجها، فأحسن الاختيار، ومن الطبيعى أن تكون النتيجة التى يحصدها اليوم مع أسرته بفوز نجلته.
وأضاف يوسف، مريم متفوقه منذ صغرها، ومهما وصف أفعالها وأخلاقها، وطاعتها لربها، وحسن علاقتها بالأخرين وبأسرتها فلن يوفيها حقها، مؤكداً أن الفضل لله سبحانه وتعالى ولزوجته، ولمريم التى تستجيب للنصح والتحاور والاستفادة من القراءة ومن تجارب الآخرين، متمنياً من الله أن تكون نجلته فى مصاف العظماء الذين يخدمون مصر بعلمهم وجهودهم، مؤكداً أنه اهتم بتربية أنجاله على الثقافة واللغة، والأدب، والاهتمام بهم، وكلل الله جهودهم فى صورة الجائزة، موجهاً الشكر لكل الوفد الذى مثل مصر فى المسابقة بالإمارات، ولكل المسئولين فى مصر لدعمهم لنجلته لتصل إلى ما تريد.
تكريم وزير التربية والتعليم لمريم
وأكدت الدكتورة هبة نعمان عبدالمتجلى، طبيبة الأسنان "والدة مريم"، كانت تشعر بأنها ستحقق مركزاً متميزاً فى هذه المسابقة لأن ابنتها مخلصة، محبة للقراءة، ومحبه لهذا المشروع، وكانت تقول قولتها الشهيرة "تفائلوا بالخير يكن" والحمد لله استجاب الله لدعائها وعوضها عن تعبها خيرا.
وقالت مريم محمد يوسف، عندما سمعت أسمها أثناء الاحتفال بدبى بحضور سمو الأمير محمد بن راشد، واعتلت المسرح، شعرت بشعور لا يوصف، ودار بخلدها بأنها أول من رفع اسم مصر عالياً من أبناء التربية والتعليم، لتفوز فى تلك المسابقة العالمية، وأنها تهدى جائزتها لكل مجتهد فى عمله فى مصر، فقد يكون العمل بسيطـ ولكنه أثره كبير عند الله، وفائدته أكبر لمصر.
جانب من الاحتفال بدبي
وتقول مريم، لكل طالب وشاب وفتاة: "آمنوا بأحلامكم وبأنفسكم وبقدراتكم وثقوا بالله، ستصلون إلى ما تريدون"، مؤكدة أن الله ميز كل منا بقدرات متعددة، فلو حدد كل منا اتجاهه حسب ميوله لحقق أحلامه فى الحياة، مشيرة إلى أن الله حقق لها أمنيتها، وكانت الجائزة مكافأة من الله سبحانه، وتتمنى أن تكون مستقبلاً فى مركز متميز فى أى مجال من المجالات تخدم وطنها.
وقالت مريم، أنها سعيده بتكريم سمو الأمير محمد بن راشد لها، والدكتورة طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، وبإهتمام الدكتورة بثينة كشك، وكيل الوزارة، وهناء شهاب وكيل المديرية، ووفاء عبدالله مدير عام الشئون التنفيذية، وصابر الشهاوى موجه عام المكتبات، مشيرة إلى أنها تلقت اتصالات هاتفيه منهم قبل سفرها لدبي، زادتها ثقة بنفسها وفى نفس الوقت، وضعتها فى موقف حفزها على الظهور بالموقف الائق بمصر وبكفر الشيخ.
جانب من تكريم تعليم كفر اللشيخ لمريم
وقالت مريم، أنها قرأت كتباً فى مجالات مختلفة، واستفادت من قرائتها، فأضافت لها معلومات جديدة، وصححت لديها مفاهيم خاطئة، ساهمت فى بناء شخصيتها وأفكارها، وتستعد لتمثيل مصر، والفوز باللقب الذى لم يسبق لطالب الفوز به من أبناء التربية والتعليم، مشيرة إلى أنها تنصح الفتيات والشباب بألا يحرموا أنفسهم من الدخول لعالم القراءة بما فيه من متعة وفائدة ويسعوا دوما لتحقيق أحلامكم واثقين بالله وبأنفسكم.
وقالت مريم محمد يوسف، شاركت فى المسابقة قبل عامين وخاضت التصفيات ولكنها لم تحصل على مركز متقدم على مستوى الجمهورية، ولكنها هذا العام شاركت فى المسابقة واجتازت 3 مراحل للتصفيات، وأن خوضها للتصفيات زادها خبره وأكرمها ربها بالفوز بالمركز الأول، مؤكدة أنها تتمسك بالتحدث بالفصحى، لأنها لغة أهل الجنة، ولغة أهل القرآن.
جانب من وفد التعليم المشارك
وأكدت مريم، أن مدرستها كانت طريقها للمشاركة، وللفوز ومعلموها ساعدوها ووالدها سبب تفوقها، والمكتبة ملاذها بالمدرسة، مطالبة قيادات التعليم الاهتمام بالأنشطة، ولا يهتموا بثمار الأحلام ولكن يهتمون بالطلاب الذين يغرسون البذور.
وقالت مريم، إن مشروع تحدى القراءة العربى الذى أطلقه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مشروع رائع، وأثبت أن الكتاب لم يُهجر فى عالمنا العربى، راجيه من الله أن يستمر هذا المشروع فى التألق عاماً بعد عام، ناصحة أقرانها بأن يقرأوا، فإن عالم القراءة علم رائع ليس له مثيل ومن يحرم منه فهو خاسر، ومن يدخله غانم فائز بإذن الله، مؤكدة أن منسق مشروع التحدى كان يتلاعب بأعصابهم، وانهمرت دموع الفرحة ولم تشعر بمن حولها حتى الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم حياها، وهمس فى أذنها بكلمات، لم تعيهم فلم تركز فيما يدور حولها من فرط فرحتها، وحياها وعانقتها، مؤكدة أن هدفها فى الحياة ترك بصمه فى هذا العالم لتنفع الناس.
سمو الامير محمد بن راشد يكرم الفقائزين فى مسابقة تحدى القراءة العربي
وأضافت مريم يوسف، أنها قرأت خلال رحلتها مع القراءة ما يزيد عن 250 كتاباُ فى شتى العلوم والمجالات، وأنها قرأت خلال مراحل التصفيات هذا العام ما يزيد عن 7 آلاف صفحة، سواء فى الأدب العربى والعالمى، والتنمية البشرية، والعديد من الكتب الدينية، مؤكدة أن القراءة أضافت لعمرها أعماراً، وأن عالم القراءة عالم رائع الجمال، والذى يحرم نفسه من دخوله هو الخاسر الأكبر، وكل من يدخله هو فائز غانم بإذن الله.
وأضافت مريم، أن والديها من أهم أسباب نجاحها فوالدها يعمل استشارى جراحة عظام، ووالدتها طبيبة أسنان، مؤكدة أنها لم تختر أى مهنة من المهن لتعمل بها أو أى مجال تسلكه ولكنها تريد تغير هذا العام للأفضل وتترك بصمه لا تُنسى فى هذه الحياة فى أى مجال من المجالات التى تحبها، وليس من الضرورى أن يمتهن الأبناء مهن الأباء، ومن الممكن يتفوق الإنسان فى مجالين ويكون نافعاً لغيره فيهما.
مريم تحتضن جدتها
وأكدت مريم، أن جميع الكتب التى قرأتها كان لها أثر عظيم فى حياتها، وفى كل منها معلومات جديدة ورائعة، فالقراءة زادت من قوة إرادتها وعزيمتها، وشجعتها على تحقيق أهدافها وأحلامها، ومنها الحلم الذى أكرمها الله بأن صار واقعاً وحصلت على لقب بطل التحدى، مؤكدة أن مدرستها شجعتها على المشاركة فى المسابقة، ولجميع معلميها أثر ولو بسيط فى مسيرتها، وخاصة "أمانى فراج" مشرفتها التى تابعتها فى جميع مراحل المسابقة، وأعطتها الفرصة لقراءة ما تريد فى مكتبة المدرسة والتى هى مكانها المفضل.
وقالت مريم، من بين الكتب التى تعتز بها "راوية غربة الياسمين للدكتورة خوله حمدى، والتى صادف أن ناقشها فيها المحكمون فى جميع مراحل التصفيات، وتناولت الراوية عن الاندماج فى مجتمع غريب، وتناولت 3 شخصيات واندماجها فى الغربة، كما قرأت للدكتور مصطفى محمود عدة كتب منها القرآن كائن حى، وأحببت كتابات الشيخ محمد الغزالى، وخاصة كتاب "جدد حياتك"، وكتابات الدكتور أحمد خيرى العُمرى، مؤكدة أنها تحب الأدب العربى والعالمى.
مريم ومحرر اليوم السابع
قالت الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ، أنها كانت على ثقة كبيرة بمريم وأنها ستعود لكفر الشيخ وقد حصلت على مركز متميز، لترفع اسم مدرستها وإدارتها ومديرية التربية والتعليم بكفر الشيخ عاليا، فى ظل اهتمام كبير ودعم من الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور إسماعيل طه محافظ كفر الشيخ.
وأضافت هناء شهاب وكيل المديرية، أن الطالبة اثبتت أن التمسك بلغتها العربية والحرص على القراءة، واستفادتها من كل ما قرأت، وطبقته فى حياتها العملية كان له الاثر الأكبر فى فوزها بالجائزة.
مريم ومشرفتها وشقيقتها
وقالت وفاء عبدالله، المدير للعام للشئون التنفيذية بتعليم كفر الشيخ، أن فوز مريم بالمركز الثانى، نتيجة لدعوات والدها ووالدتها، متمنية أن يسدد خاطها، فهى مثال أعلى لكل طالبه وطالب بمصر ونشكر الأب والأم أنهم اعطونا ثمرة جميلة فكانت العروس فى دبى وفى مصر.
يذكر أن دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لفتح أبواب المشاركة رسمياً فى التحدى للطلاب والطالبات من خارج العالم العربى شكلت حافزاً ملهماً لمئات آلاف الطلاب العرب المقيمين فى دول أجنبية لخوض غمار التحدى، وتحول تحدى القراءة العربى فى عامه الثالث إلى العالمية هو دليل على نجاح هذه المبادرة فى إحداث حراك ثقافى ملهم، ووصل عدد المشاركين فى دورة هذا العام إلى 10.5 ملايين طالب وطالبة من 44 دولة مؤشر على مدى اهتمام الأجيال الصاعدة بالقراءة والاطلاع على المخزون المعرفى المتجدد.
وصول مريم واستقبال اسرتها ووفد تعليم كفر الشيخ لها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة