مينا سمير يكتب: الأجر المستحق

الجمعة، 02 نوفمبر 2018 12:00 م
مينا سمير يكتب: الأجر المستحق موظفين - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأجر المستحق هو المال الذى يتقاضاه الشخص فى مقابل عمله، لكننا حاولنا الربط بين كلمة الأجر والمستحق بهدف عرض شىء مهم، فكثيراً ما نعتقد أننا نتعرض للظلم فى عملنا، وأجد الكثير من الناس يردد دائماً عبارة أنا أستحق أكثر من ذلك، لكننا لا ندرك أننا بذلك نصل بأنفسنا إلى حالة من حالات الطمع أو عدم الوعى فهل حاولنا التفكير بشكل آخر؟
 
هل طرحنا على أنفسنا سؤالا مهما ألا وهو هل نستحق بالفعل هذا الأجر أم لا؟. 
 
ذات مرة كان هناك تاجر كبير جرت لهذا التاجر عادة أن يسير فى السوق وعندما يجد أناساً بدون عمل يقوم بدعوتهم للعمل ويقوم بإعطائهم الأجر الذى يطلبونه، ذات يوم خرج هذا التاجر ليسير فى السوق وأثناء سيره تقابل مع مجموعة من الناس فى الساعة السادسة، وكانت هذه المجموعة لا تعمل فدعاهم للعمل وفى الساعة التاسعة تقابل مع مجموعة أخرى ودعاها للعمل وواصل مسيرته إلى أن أتت الساعة الحادية عشر ووجد مجموعة أخرى بدون عمل فدعاهم للعمل، وعند انتهاء وقت العمل أوصى التاجر وكيله أن يدعو كل مجموعة من التى عملت ويقوم بإعطائها دينار، مما آثار غضب الذين عملوا الساعة السادسة والساعة التاسعة لأنهم كانوا يعتقدون أنهم سوف يتقاضون أعلى من الذين عملوا فى آخر النهار نظراً لتحملهم ارتفاع درجات الحرارة وعندما سأل أحد العاملين الساعة السادسة التاجر وقال له يا سيدى لقد قمت بدعوتنا  للعمل وظللنا نعمل طوال النهار وبالرغم من ذلك أعطيت الذين عملوا فى آخر النهار مثلنا دينار واحد فلماذا أحدثت مساواة بيننا وبينهم؟ 
 
فأجاب التاجر يا صاحبى هل ظلمتك؟ ألم أعطى لك الأجر المتفق عليه بيننا وأنا أريد أن أعطى للذين عملوا فى آخر النهار مثل الذين عملوا فى أول النهار، وبتحليلنا لهذه القصة فنجد أننا كثيراً ما نطلب أكثر أو كثيراً ما نعتقد أننا من المفروض أن نحصل على أكثر من غيرنا لكننا نغفل الحكمة الجميلة التى تقول إن محبة المال أصل لكل الشرور، أنا لا أدعو فى مقالى هذا إلى عدم الطموح أو عدم السعى وراء الأفضل، لكن هذه دعوة لإعادة ترتيب أفكارنا جيداً حتى نحصل على الأجر المستحق بالفعل، ولا نظل نضع أنفسنا فى مقارنة مع الآخرين بل نبذل ما بوسعنا سعياً لتحقيق الأفضل.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة