فى كل مؤسسة حكومية أمريكية توجد قاعدة استخدام بريد إلكترونى رسمى مع عدم مسح الرسائل، بجانب استخدام هواتف بتأمين خاص، لكن الحال على أرض الواقع أن خرق القوانين أصبح هو القاعدة بداية من كلينتون مرورا بدونالد ترامب والأن مع إيفانكا ترامب.
هيلارى كلينتون
هاتف كلينتون
طوال فترة توليها وزارة الخارجية الأمريكية اعتمدت هيلارى كلينتون على استخدام بريدها الإلكترونى الخاص فى تعاملاتها الرسمية وتجاهلت استخدام البريد الإلكترونى الخاص بوزارة الخارجية الرسمى والذى يحظى بتأمين عالى المستوى.
وتفجرت الفضيحة فى أواخر 2015 فى نفس الفترة التى كانت كلينتون تستعد فيها لإعلان ترشحها لانتخابات الرئاسة الأمريكية، ظنا منها أن الضجيج سينتهى بسرعة.
ولكن ما حدث هو أن الأمر لم يتوقف عند استخدام بريد إلكترونى خاص حيث تطورت القصة من خبر على صفحات الجرائد لفضيحة سياسية يجرى التحقيق فيها من قبل الكونجرس ومكتب التحقيقات الفيدرالى واستمرت التحقيقات خلال الحملة الانتخابية وكانت مادة دسمة يستخدمها ترامب فى الهجوم على كلينتون، ويتهمها بحذف ألاف الرسائل التى على حد قوله كان يمكن أن يسفر الكشف عنها عن مخالفات لكلينتون تكفى لزجها بالسجن.
يرى بعض المحللين أن كلينتون خسرت الانتخابات الأمريكية بسبب فضيحة البريد الإلكترونى، وإن كانت هى نفسها رفضت الاعتراف بذلك فى البداية قبل أن تعود وتتهم مكتب التحقيقات الفيدرالى بأنه تسبب فى خسارتها الانتخابات بعد إعادة فتح التحقيق ضدها قبل أسبوع واحد من انتخابات 2016.
دونالد ترامب
هاتف ترامب
رغم كل هجماته على كلينتون إلا أن ترامب لم يتخلى عن عاداته المحببة فى استخدام تويتر من هاتفه الخاص الذى يعمل بنظام "أندرويد" بلا تأمين، بينما سلفه باراك أوباما لم يستخدم سوى هاتفين فقط طوال فترة رئاسته الأول كان جهاز بلاكبيرى، والثانى هاتف أيفون بإشراف الخدمة السرية وخبراء أمنيين.
لكن ترامب قال فى تغريدة على تويتر إنه نادرا ما يستخدم هاتفه الخاص، مع ذلك بحسب موقع the verge تم تتبع التغريدة واتضح أنها من هاتفه الشخصى، وأن الهاتف هذه المرة أيفون، لكن لا يعرف إن كان تم تأمينه أم لا.
بل ووصل الأمر لنشر صحيفة "نيويورك تايمز" فى أكتوبر 2018 تقريرا يقول إن بإمكان روسيا والصين التنصت على هاتف ترامب الخاص.
إيفانكا ترامب
هاتف إيفانكا
لكن مصدر الإحراج الحقيقى لترامب جاء من ابنته إيفانكا، فبحسب صحيفة "واشنطن بوست" فإن إيفانكا قامت بتكرار فضيحة هيلارى كلينتون بالحرف واستخدمت بريدها الإلكترونى الخاص فى إرسال مئات الرسائل لموظفى البيت الأبيض ومسئولى الإدارة الأمريكية وحتى مساعديها الشخصيين.
وقالت الصحيفة إن الرسائل تكشف أن إيفانكا كانت غالبا ما تناقش ملفات الإدارة الأمريكية مع زوجها جاريد كوشنر.
وهذا الاكتشاف أثار قلق مستشارى ترامب الذين يخشون أن تكون ممارسات إيفانكا تحمل تشابها مع استخدام هيلارى كلينتون لبريدها الإلكترونى الشخصى.
أما الصدمة الحقيقية فكانت عندما قالت إنها "لا تعرف بعض القواعد الخاصة بالتعامل مع البريد الإلكترونى"، وهو نفس الرد الذى استخدمته هيلارى كلينتون عندما سئلت عن سبب استخدامها بريدها الخاص بدلا من البريد الرسمى الذى يحظى بالحماية.
على أن بيتر ميريجانيان المتحدث باسم رئيس لجنة الأخلاقيات أبى لويل دافع عن إيفانكا قائلا إنها قامت بتسليم كل رسائلها المتعلقة بالشئون الحكومية، حتى يتم تسجيلها فى أرشيف البيت الأبيض، مصرا على أن ابنة ترامب تختلف كل الاختلاف عن كلينتون التى كانت تمتلك خادم بريد إلكترونى "سيرفر" فى قبو منزلها فى نيويورك، ومع ذلك قامت بحذف الآلاف من رسائلها عبر خبير كومبيوتر وقت تحقيقات الكونجرس ضدها.
المشكلة فى كل هذه القصص أنه لم يحدث قط أن تم إصدار أى إجراء لمنع هذه الممارسات، بل إن كلينتون نفسها خرجت بلا اتهام واضح وكل ما ذكره FBI فى تحقيقاته ضدها إن ما فعلته يدرج تحت تصنيف "إهمال جسيم" وليس "جريمة".