يعد توماس إديسون، أحد أعظم المخترعين فى التاريخ البشرى، وينسب لرجل الأعمال الأمريكى، إنه كان صاحب البصمة فى اختراع جهاز الفونوغراف وآلة التصوير السينمائى بالإضافة إلى المصباح الكهربائى، كما يعتبر من أوائل المخترعين الذين قاموا بتطبيق مبدأ الإنتاج الشامل.
وتمر اليوم الذكرى الـ141، على اختراع توماس إديسون لآلة "الفونوغراف" أو "الجرامافون"، ليفتح عصر الأسطوانات المسجلة بالأصوات، وباب نحو توثيق وأرشفة الموسيقى العالمية، ويبدو أن اختراع إديسون للجرامافون، واجهت بعض الصعاب وبعض المواقف الطريفة.
فبحسب كتاب "موسوعة من عيون الكتب فى الاجتماع" للدكتورة نعمات أحمد فؤاد، أن من الطريف عند قيام إديسون بتسجيل اختراعه وكان فى عام 1868، مقدما طريقة يمكن بها أخذ الأصوات وتسجيلها بدقة وسرعة فى هيئة تشريعية، واعتقد إديسون أن مجلس الكونجرس الأمريكى سيرحب باختراعه، فعرض الاختراع على لجنة من مجلس النواب، فلما رأى رئيس اللجنة سرعة ودقة الجهاز قال: "أيها الشاب، إن كان يوجد فى العالم اختراع لا تود أن نراه فهو هذا الاختراع، وذلك لأن من أهم الأسلحة التى تملكها الأقلية البرلمانية لتمنع التشريع السيئ، هو تعطيلها لعملية أخذ الأصوات واختراعك هذا يحول دون ذلك" وكان إديسون يضحك كلما تذكر تلك الحدث.
تسجيل الاختراع لم يكن فقط الذى واجه فى إديسون مواقف طريفة، فتذكر عدد من التقارير، إن فى عام 1877، تقدم المخترع الأمريكى بمخطوط متسخ بالزيوت، وقدمه لفنى سويسرى يدعى كرونيسى، طالبا منه تصميمه. المخطوط كان تصميم لآلة هى عبارة عن قمع واحد، ذراع ومقبض دوار متصل، لكن قبل بدء تصميم الآلة، راهن إديسون الفنى السويسرى، على إنه يستطيع من خلال تلك التصميم تسجيل صوته، ومع أن الأخير لم يصدق هذه الادعاءات، لكنه وافق على الرهان، وذلك مقابل علبة سجائر.
شهر كامل كان الوقت الذى استغرقه "كرونيسى"، وفى الوقت المقرر لاختبار الجهاز، جاء إديسون الذى كان فى الثلاثين من عمره حينها، وأنشد بصوته أحد الأغانى الشعبية، ذائعة الصيت فى وقته، واختتم التسجيل بضحكة عالية، وبعد ذلك أدار جهاز الذراع، وقربه من أذنه، وسمع الأغنية ثم صوت الضحكة، رقم ضعف الصوت الصادر من القمع، وكان ذلك اليوم النواة الأولى فى طفرة عالم الصوت والموسيقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة