أكرم القصاص - علا الشافعي

حمدى رزق

ما بين الرئيس والإمام

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم ولن تمر احتفالية المولد النبوى الشريف بحضور الرئيس مرور الكرام على اللئام، إلا واستخرجوا منها توهمات عن تعكر صفو العلاقة بين الرئيس والإمام الأكبر، ولكن الطيبين يعرفون جيداً أن الرئيس يقدر الإمام حق قدره ويُنزله منزلة طيبة، والإمام يعرف حدب الرئيس على الأزهر، يتمنى أن يرى المشيخة منارة تضرب مثالا تجديديا وتنويريا فى العالمين.
 
ما يطلبه الرئيس من الإمام الأكبر وعلماء الأزهر علانية هو التجديد الدينى، يقول الرئيس: «المشكلة الموجودة الآن هى القراءة الخاطئة لأصول ديننا، إحنا رايحين فى اتجاه بعيد أوى وأرجو إن إنتوا تنتبهوا».. ويرى الرئيس أن  علماء الأزهر وإمامه «الطيب» منوط بهم حمل رسالة التجديد إلى العالم، وأن تجديد الخطاب الدينى مؤتمن عليه علماء الأزهر الشريف، يحملهم الأمانة كاملة غير منقوصة: «فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، وتأتى فى مقدمة تلك المسؤوليات أمانة الكلمة، وواجب تصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان حقيقة ديننا السمح، وتفنيد مزاعم من يريدون استغلاله بالباطل، بالحجة والبرهان».
 
والإمام الطيب يدرك جيداً أن الأمانة ثقيلة، وأن التجديد مستوجب فى باب الاجتهاد ، وأن المؤسسة العريقة ماضية إلى عصر التنوير، لكن يلزم وقتاً، ويتطلب فكراً واجتهاداً مخلصاً لوجه الله، فى ظل تكالب الأكلة على قصعة الأزهر الشريف، التى صارت نهباً مستباحاً لجماعات ما فتئت تكيل للأزهر بالصاع، فتعطل المسير.
 
الإمام بطبيعته الشخصية محافظ، يفضل التغيير المتدرج الذى ربما لا يواكب تطلعات الرئيس المؤرق من تشوه صورة الإسلام والمسلمين:  «أتكلم كإنسان مسلم وليس كحاكم، ألا تروا كيف ينظر العالم إلى الإسلام والمسلمين؟ يا ترى سمعة المسلمين إيه فى العالم؟».
 
بينهما، بين الرئيس والإمام  فارق سرعات، ولكن الإمام بالضرورة على الطريق، ليس تنفيذاً لرغبات رئاسية وأشواق طالما تطلع إليها المُجدِّدون، ولكن لأنه الحق، مرت على الأزهر قرون وعقود رسَّخت اجتهادات، وألقت ما يشبه القداسة على تفسيرات، وصار الاقتراب منها باجتهاد أقرب إلى المحرمات، والدخول عليها يحتاج إلى قدر من الحيطة والحذر حتى لا تكون فتنة بين الناس.
 
الإمام باناة ذهب إلى تنقية المناهج الأزهرية عبر لجان فقهية معتبرة، وهو ذاهب لما هو صعيب، تنقية التراث الإسلامى وتجلية أفكاره العظيمة من موروثات جاوزها الزمن، دون المساس بالثابت والمعلوم من الدين بالضرورة، بفهم واعٍ للمطلوب فى هذه المرحلة الدقيقة من عمر الأزهر الشريف، فى ظل هجمة عقور استهدفت الإمامة والمشيخة، المبنى والمعنى، واختراقات بلغت مسَّ العظام، وصارت المشيخة فى مهب ريح صرصر عاتية، وتكالب عليها نفر من المُعمَّمين المتأخونين المنتسبين للأزهر الشريف، يُكنون للأزهر شراً مستطيراً، عمدوا وعملوا على حرف الأزهر عن رسالته، وتشهيلها لصالح جماعة ما فتئت تكيد للأزهر كيداً.
 
التجديد المتدرج المحسوب الذى ينتهجه الإمام الأكبر، ربما لا يلبى طموحات الرئيس الذى يطلبها صراحة من الإمام، «ودى رابع أو خامس مرة أتكلم فيه معاكم جميعًا» ويُشهد الله والناس عليه، « فارق السرعات» هو ما يشى بالاختلاف، ولكنه لا يُنبئ عن خلاف ، أو هكذا أظن.
 
ما بين الرئيس والإمام تقدير مستحق واحترام، ولا ينسى منصف موقف الإمام الأكبر من ثورة 30 يونيو، ووقفة المؤسسة الأزهرية، ممثلة فى إمامها «الطيب»، على منصة 3 يوليو، ووقوفها تالياً أمام هجمة الإخوان والتابعين على ما يصدر عن الدولة من قرارات يُكفِّرونها تكفيرا ويصِمونها بما ليس فيها، فضلاً عما لحق بالمشيخة وشيخها من أذى بلغ حد وصف علمائها بـ«فقهاء السلطان» من قِبَل «فقهاء الجماعة»  المُموَّلين قطرياً.
الإمام الأكبر كمَن يخطو فى حقل ألغام مُفخَّخة زرعها الإخوان والسلفيون فى عقول العامة، وفى مواجهة مطالب  تجديد مستوجبة، والإمام بطبعه ليس ثورياً، والأزهر لا يحتمل ثورة، يفضلها إصلاحاً متدرجاً وعلى عين أئمته وعلمائه، وهذا ما لا يرضى عنه البعض، ولا يهضمه البعض، كيف يغير مَن تربى على ما يجب تغييره، هذه هى المعضلة!!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس سعيد فيليب

توضيح

المعضلة الأساسية هى أنه هناك ناس بالمئات تموت بسبب هذة التفسيرات الخاطئة .. ألا يعتبر هذا سببا قويا للأسراع بعملية الأصلاح ؟؟ يبدو أنه لا يوجد رغبة فى التصحيح و كل ما يحدث الآن هو مجرد أستهلاك للوقت و أمتصاص غضب أهالى الشهداء و المصابين حتى تنتهى أيام فخامة الرئيس و تعود ريمه إلى عادتها القديمة .. ما لا يعرفه رجال الدين أن الدماء دائما لها ثمن إذا هرب منها الأباء دفعها الأبناء و الأحغاد .

عدد الردود 0

بواسطة:

اهبلاوى

شيخ الازهر جعل الازهر مؤسسة عالمية تنشر السلام والاسلام الوسطى

وسط كل الصغوط على شيخ الازهر من تجار الدين ليدعم فكرهم الاحرامى وبين العلمانين الذين بطلبون منه ان يتخلى عن السنة لمجرد ان الارهابيين فسروها على هواهم وارتكبوا جرائم باسم الدين رغم انه يوجد احاديث فى البخارى ومسلم تكفى للتدمير الذاتى للارهابيين مثل احاديث الخوارج حيث يمكن اقناع الشاب الذى اتضم عن جهل لداعش واخوانها بانه لو قتل قيادات داعش الخواﻻج فانه يدخل الجنة كما فى الحديث المتفق على صحته .طوبى لمن فتلهم وقتلوه . وبالطبع ﻻ تنطبق صفات الخوارجىعلى غيرهم فهم يحتقرون صلاتنا وصيامنا الى صلاتهم وصيامهم ومع ذلك امر رسول الله بقتلهم وانهم شر خلق الله قلماذا نغلط فى البخارى رغم انه اعطانا سلاحا فتاكاﻻللقضاء على الارهاب بامر من رسول الله وان جنودنا البواسل الذين يقتلوهم لهم اجر عظيم يوم القيامة

عدد الردود 0

بواسطة:

دفوزية العشناوي

تطوير الخطاب الديني مطلوب منطقي بعد تناول كل من هب ودب علي الازهر وعلمائه

التطوير مطلب مشروع بعد انتشار بعض الفتاوي الغريبة من بعض علماء الازهر الذين يهتمون بقضايا لا تمت لعصرنا المتطور بصلة وواجب شيخ الازهر ان يمنع هؤلاء من المشاركة في برامج دينية في قنوات التليفزيون للشهرة ليس الا بينما يفسدون عقول المشاهدين ويسيئون لصورة الاسلام والازهر ولسرعة التجديد يجب ان يكون التطور مواكب لسرعة عصرنا فنحن في عصر السرعة ونستخدم السيارات والطائرات وليس الجمال التي لم تعد سرعتها تناسب عصرنا واهم ما يجب تجديده وتتقيحه هو صحيح البخاري والاعتراف من الازهر بان به احاديث لا يمكن ان تكون علي لسان النبي محمد لانها تتعارض مع القرآن والسنة واخلاق الرسول

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed

الحل هو

تعيين الدكتور على جمعة شيخا للأزهر

عدد الردود 0

بواسطة:

بركة

مابين الرئيس والإمام .. كل خير .. المهم يبتعد فلاسفة التفسير والتأويل والتربص ..

رئيس أنقذ مصر بفضل الله من الهلاك و يعمل ليل نهار ليحلق بوطنه الى آفاق النجاح بأقصى سرعة .. إمام جليل تخرج الملايين لاستقباله في كل الدنيا .. رئيس يتألم من تشويه صورة الإسلام السمح .. إمام مثقف يجيد اللغات واختلط في حياته الدراسية بأجناس وشعوب عديدة .. رئيس يريد الإسراع بالتجديد وإمام يدرك أن حملات التشويه وراءها أجهزة مخابرات تستغل تجار الدين لتحقيق أهدافها في تدمير الدول القوية المتحضرة .. ما بينهما .. كل خير .. والحمد لله ..

عدد الردود 0

بواسطة:

Mabrouk

ما بينهما كل خير .. المهم الانتباه للمتربصين ....

قائد يريد الانطلاق بأمته بعد عبور الخطر الجسيم ، الى التطور بأقصى سرعة .. إمام جليل ذو مكانة رفيعة في كل أنحاء العالم لتحضره ووسطيته وثقافته الواسعة .. قائد يتألم من الظلم الذي لحق بصورة الاسلام السمح .. وإمام يدرك أن خلف التشويه أجهزة مخابرات معادية .. القائد والامام سوف ينجحان بإذن الله في النهوض بالأمة الى المستقبل المشرق.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة