أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد أيوب

معرض لحصاد الحرب على الإرهاب

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدول تقيم المعارض والمتاحف لتقدم تاريخها وإنجازاتها إلى العالم، ومصر تمتلك من التاريخ ما لا يكفى لعرضه ألف متحف، كما تمتلك من الإنجازات ما يحتاج سرده ألف معرض، لكننا وإن كنا نهتم بمتاحف التاريخ، وهذا رائع لكننا لا نهتم بمعارض إنجازاتنا، وكثيرا ما تتركها الدولة لنا فى الإعلام وكل منا يعرض وفق وجهة نظره التى قد لا تحقق الهدف الذى يصب فى اتجاه رسالة الدولة المصرية، والإنجازات المصرية خلال السنوات الخمس الماضية كثيرة من العمارة إلى الطب إلى الإصلاح الاقتصادى، إلى بناء الإنسان وحماية الفقراء، لكن يبقى الإنجاز الأكبر الذى لولاه ما استطعنا أن نسير خطوة واحدة فى بقية الملفات، وهو مواجهة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار لمصر، هذا الإنجاز وحده يستحق أن يروى بعناية، وأن يسجل بحرفية وليس مجرد إشادات وأفراح وكهارب صحفية وتليفزيونية تعلق للسعادة بعملية استباقية أو ضرب لبؤر إرهابية، وإنما يحتاج هذا الإنجاز أن يقدم كما يستحق، فهو ليس ملفا عابرا أو ضربة والسلام، ولكنه منهج دولة وإستراتيجية استغرقت الكثير من الفكر والجهد ودفعت فيها مصر الكثير من أبنائها المخلصين ما بين شهداء أبرار ومصابين فى سبيل الوطن، ومن اقتصادها بمئات المليارات الضائعة عليها.
 
هذا الإنجاز يستحق أن يسجل أرقاما وأسماءً ووقائع وحكايات ومراحل، ولتكن لدينا موسوعة مصرية فى مكافحة الإرهاب يعكف عليها متخصصون فى التاريخ العسكرى والأمنى والسياسى وخبراء فى التنظيمات المتطرفة ورجال دين ومفكرون لتخرج كما يليق باسم مصر وما حققته فى هذا الملف الذى عجز العالم وأعظم القوى عن تحقيق نجاح فيه.
 
موسوعة ترصد التنظيمات التى استهدفت مصر والعمليات التى حققت النجاح فى حصار الإرهاب، والمعادلة المصرية فى الربط بين مواجهة الفكر المتطرف ومحاربة الإرهاب المسلح.
 
وإذا كان هذا الأمر الذى أراه يستحق أن ترصد له كل الإمكانيات المطلوبة لإنجازه سيستغرق وقتا، فإن هذا لا يمنع أن نبدأ بما هو أسهل وأسرع، ويمكن أن يحقق جزءا من الرسالة، وهو معرض للسلاح الذى تم ضبطه خلال السنوات الخمس الماضية، سواء قبل تهريبه إلى داخل مصر أو أثناء الحرب على الإرهاب فى سيناء أو مداهمة البؤر والأوكار الإرهابية فى محافظات مصر المختلفة.
 
بالطبع ليس لدى رقم محدد لحجم ما تم ضبطه من أسلحة ومتفجرات خلال السنوات الماضية، فالجهات المعنية لم تعلن رقما مجمعا ربما لأسباب تخصها ولا تعنينا، لكن ما يهمنى هو كيف نستغل هذا الكم من المضبوطات فى تعريف شباب مصر وأهلها بل وكل سائح أو ضيف لمصر بحجم ما تواجهه من مؤامرة على مدى السنوات الماضية، ومدى النجاح الذى حققه أبناء هذا البلد العظماء فى حماية بلدهم ودحر الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار.
 
أعتقد أن هذا سيكون أكبر معرض شهده العالم وسيكون أكثرها من حيث عدد الزوار، فالأسلحة متنوعة والمتفجرات أشكال وألوان، والذخائر لا حصر لها، ووراء كل سلاح قصة أو حكاية بطولة مصرية تستحق أن يقرأها الشباب بلغات مختلفة ليعرفوا حجم ما كان مخططا لهذا البلد من دمار وخراب وليدركوا قيمة الدم المصرى الذى راح فداء الوطن.
 
ربما يكون الأمر صعبا عند البعض لكن لو أردنا فلدينا القوات المسلحة بما تمتلكه من قدرات هائلة فى التنظيم والإبداع لإظهار مثل هذه المعارض بالشكل اللائق، ولدينا وزارة الداخلية بما يمكن أن تسهم به من إمكانيات، والأسلحة المضبوطة يمكن أن تملأ مساحات ضخمة.
 
أعتقد أننا بحاجة لمثل هذا المعرض الذى يستحق أن يحظى باهتمام رئاسى وسوف يكون صورة مختلفة، ويروى بالفعل جزءا مهما وحاسما من «حكاية وطن» قاتل أبناؤه من أجل الحياة فاستحقوا أن يخلدهم التاريخ ويحترمهم العالم ويتعلم منهم التضحية والإيثار.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة