استقبلت قرية الروضة بشمال سيناء ضيوفها المشاركين فى احياء ذكرى استشهاد عدد من الأهالى، وتزينت مداخل القرية بأعلام مصر، وعلى أبوابها اصطف شباب من الناجين من مذبحة الروضة لاستقبال زائريهم.
وشهدت القرية تنمية شاملة فى العديد من القطاعات التى نفذتها مؤسسات الدولة مع جمعيات المجتمع المدنى.. وأوضحت الأعمال ملحمة مصرية عظيمة لتضافر جهود الجهات لمساندة أهالى وذوى شهداء حادث مسجد الروضة الإرهابى الذى وقع منذ عام وفى نفس الوقت أكدت تلك الأعمال تصدى الدولة المصرية للإرهاب من خلال التنمية والبناء وأيضاً من خلال المكافحة بالسلاح وقوة القانون.
خريطة التنمية التى شهدتها قرية الروضة شملت حملة إعادة إعمار وبناء لـ792 منزلاً شارك فيها جهاز التعمير ومشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف ومبادرة حديد المصريين لإعادة إعمار القرى الأكثر احتياجاً فى مصر والتى تضم حديد المصريين ووزارة الاستثمار والتعاون الدولى وجمعية الأورمان.
وتم تفقد المنازل المعاد إعمارها والإعلان عن إعادة تأهيل ورفع كفاءة 5 مدارس وحضانة نفذتها جمعية مصر الخير وتوزيع 100 سجادة مقدمة من النساجون الشرقيون.
كما تم إعادة تجديد شبكة الكهرباء وشبكة المياه بطول 12 كيلو متر، بالإضافة إلى توفير 4 آلاف ذريعة سمك وفرتها الثروة السمكية لدعم 10 أحواض سمكية تم تجهيزها بالقرية، وقامت وزارة الزراعة بزراعة 40 شجرة حول مسجد الروضة وتوزيع 16 خلية نحل على 4 أسر بالقرية و25 بطارية أرانب، بالإضافة إلى الانتهاء من إصدار ألف ورقة ثبوتية ما بين قسائم زواج وبطاقة رقم قومى. وسيقوم الأزهر الشريف بتوفير 600 جهاز منزلى مابين غسالة وبوتاجاز وثلاجة.
وقامت مبادرة حديد المصريين لإعادة إعمار القرى الأكثر احتياجا، بإعادة إعمار 54 منزلاً تم تجهيزها بالكامل بالأثاث والأجهزة الكهربائية وتسليم 50 أسرة رؤوس أغنام وماعز وزواج 10 فتيات يتيمات وتسليم 10 أجهزة تعويضية و24 مشروعا تنمويا. وتم الانتهاء منها بالكامل بتكلفة إجمالية 5 ملايين جنيه.. وتعد قرية الروضة هى القرية رقم 14 بالمبادرة التى انطلقت فى يونيو 2014 وتنقلت بين جميع محافظات الصعيد، بالإضافة إلى كونها القرية الثانية فى محافظة شمال سيناء بعد قرية الخربة بمركز بئر العبد والتى تم إعادة إعمارها فى أبريل 2016.
اللواء عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، قال أن اهتمام الدولة بالقرية متواصل، لافتا لتحرك كل اجهزة الدولة لمؤازرة المكلومين من أهلها، لافتا أنه تم إنجاز 50 %، من الأعمال المقررة لصالح أهالى الروضة.
وأوضح أن الدولة المصرية انتفضت لصالح الأهالى إذ قدمت وزارة التضامن أعمالا بقيمة 60 مليون جنيه، والإسكان 82 مليون، والاوقاف 16 مليون، والأزهر 2 مليون جنيه، كما قرر الأكبر شيخ الازهر صرف معاش استثنائى من الازهر بقيمة 1000 جنيه شهريا لكل أسرة شهيد، وأدت منظمات المجتمع المدنى دورها.
ووجه التحية لأهالى الروضة بقوله:"احنا معاكم والدولة كلها معاكم، وإذا كان هناك مطالب لم تتحقق سيتم تحقيقها، مكان الحادث تم تطويره بمجرد وقوع الحادث خلال شهر".
وفى خطبة الجمعة من مسجد القرية، أطلق د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عدة رسائل حيث قال: "من هنا من قرية الروضة بمدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء.. أرض العزة والكرامة والنصر.. أرض السلام والرباط إلى يوم القيامة بإذن الله.. أرض الأمن والأمان هنا نبعث برسالة مفادها أن الإسلام فن صناعة الحياة لا صناعة الموت، وأننا هنا لنبنى ونعمر ونواجه فساد المفسدين المنحرفين عن دين الله بالبناء والتعمير.. فالأديان كلها قائمة على البناء".
وتابع الوزير خطبته: "نتحدث عن عالمية الرسالة المحمدية، وأن الله أرسل نبينا صلى الله عليه وسلم للناس كافة، حيث قال الله سبحانه وتعالى (تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) فإنما بعثه ربه عز وجل ليكون رحمة للعالمين، فقال الله سبحانه وتعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
واستكمل: "ماذا نقدم نحن للعالمين، هل نقدم صور الجماعات المارقة وصور القتل والدمار والتخريب وسفك الدماء وهدم العمران؟.. أم نحمل لهم رسالة البناء والتعمير؟، ويجب أن نحمل للعالمين ما تعلمناه من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خير الناس أنفعهم للناس، والمؤمن من يحمل الخير للعالمين ويحب الخير والسلام والأمن والرخاء للبشرية جمعاء".
وأوضح: "الذين يسلكون طريق العنف والتخريب والتدمير فهم صادون عن دين الله، وهم صنفان الأول متاجر لدين الله لتحقيق مصالح شخصية حتى لو على حساب وطنه ودينه وكرامته لأنه الدنيا قد أعملت بصيرته، وحذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقف لهم بالمرصاد، أما خطورة الجاهلين الذين يفتون فى دين الله بغير علم ولا فهم ولا تخصص لا تقل عن خطورة الإرهابيين والمتطرفين، وهذا يسئ لدين الله بتطرفه وتفسيره الخاطئ الجاهل، وهنا فإن مهمة العلماء والمفكرين والمثقفين فى بيان صحيح الدين، لأنه الإسلام دين بناء لا هدم ودين حضارة ونفع للناس، عاد امرا هاما وفى غاية الأهمية".
ووجه الوزير، التحية لرجال القوات المسلحة ورجال الشرطة البواسل، قائلا:"هذه فئة نذرت نفسها صادقة لله"، معربا عن تقديره لرجال سيناء الشرفاء الذين يجلسون على ثغر من ثغور الاسلام، موجها الشكر لأئمة الاوقاف مدرسى المراكز الثقافية بشمال سيناء وإقبال الاهالى على المراكز الثقافية ومدارس القران ومساجدهم، واعدا بإرسال مزيد من الدعاة إلى سيناء.
ووجه الوزير الشكر لجمعيات المجتمع المدنى التى تساعد فى تنمية سيناء داعيا أن يوفقهم الله لوفائهم لوطنهم ودينهم، لنظل نواجه التطرف بالفكر والبرهان.
ترميم 54 منزلًا بقرية الروضة ومنح رؤوس أغنام للأهالى
من جانبه، أعلن رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، أنه لأول مرة يصل للقرية، فى حين أن مؤازرة شركة حديد المصريين لم تتوقف لصالح أهالى الروضة، لافتا إلى أنه تم الانتهاء مِن ترميم 54 منزلا بكفاءة عالية، وتوفير أثاث وورش تدريب ورءوس أغنام للأهالى.
وأضاف "أبو هشيمة" أنه بعزيمة المصريين لن يتكرر حادث الروضة، لافتا إلى أن الدولة حاضرة بكل قوتها على أرض سيناء فى مشروعات عملاقة، موضحًا أن أساس محاربة الإرهاب هى التنمية، مشددا على ضرورة مشاركة القطاع الخاص فيها.
وأعرب رجل الأعمال حسن راتب، عن تقديره لما تم من جهود للدولة على أرض الروضة بشمال سيناء، مضيفًا أنه جاء هذا العام ليشارك ذوى الشهداء والمصابين مرور عام على أفجع كارثة شهدتها أرض سيناء.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن ما يحدث على أرض الروضة من إنجازات للدولة يؤكد أن التنمية خيار مهم لمواجهة الإرهاب.
بدوره، ثمن الشيخ حسين أبوجرير، شيخ قرية الروضة بشمال سيناء، اهتمام الدولة بأهل القرية، لافتا إلى أنه ومنذ وقوع الكارثة لم ينقطع الاهتمام ولا يزال يتواصل.
وقال الشيخ جرير، إنه تم إعمار بيوت القرية، ومد الخدمات المتكاملة بها، موجها التحية للقيادة السياسية التى تتابع كل لحظه متطلبات أهالى القرية.
وأوضح سلامة الرقيعى عضو مجلس النواب بشمال سيناء، أن أهالى قرية الروضة أثبتوا أنهم رجالا فى مواجهة الفجيعة، وما تشهده القرية تضميد جراح، يؤكد حضور الدولة وقوة تحركها من أجل الأهالى البسطاء، لافتا إلى أن الجميع سعداء بما تم من إنجازات، وفى انتظار استكمال المشروعات.
قال الشاب أحمد سالمان، أحد شباب قرية الروضة الذى فقد 22 من أبناء عمومته فى حادث الروضة قبل عام، أنه بعد مرور عام على الكارثة، لم ينسوا من فقدوا من أقارب.
وأضاف لـ"اليوم السابع" أنه يتواجد اليوم فى قريته التى لم يغادرها وهو سعيد باستقبال ضيوف حضرو من كل مكان لإحياء الذكرى، متابعًا أن الجهات الحكومية كانت تقف بجانبهم، وأن جميع الأهالى بسطاء قنوعين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة