فى مثل هذه الأيام من كل عام يعقد منتدى دندرة التنموى ويعقد فى قرية دندرة بمحافظة قنا، وهو من الأحداث التى تتم بانتظام وينظمها «مركز دندرة التنموى»، وهو جمعية أهلية تمثل ريادة فى العمل الاجتماعى والتنموى بشكل علمى، وقد أسعدنى الحظ أن حضرت المنتدى العام الماضى وشاهدت بنفسى نتاج عمل وجهد متواصل من القائمين على الجمعية، ويجمع المركز بين الطرق الحديثة فى العمل والتدريب مع التركيز على التعامل مع الواقع، فيما يتعلق بالتنمية التى ترتكز على العلم والتدريب والخبرة والإخلاص، مع توفير النظم الحديثة فى الرقابة والإدارة بالشكل الذى ينمى المجتمع بشكل دائم، معتمدا على ما يتوفر لديه من إمكانات.
ويتخذ مركز دندرة التنموى شعارا بسيطا معبرا عميقا هو «علم بأخلاق + عمل بإخلاص = تنمية مستدامة»، ويناقش أكثر القضايا حيوية فى عالم الأعمال والاقتصاد فى حضور لافت وكثيف لآلاف المواطنين من الصعيد يستمعون ويناقشون، بشكل يدعم فكرة أن التنمية ليست عنوانا نظريا، لكنها حوار وأفكار تتداخل مع أحلام الناس وطموحاتها.
ويتخذ المنتدى عنونا فى كل عام، لكن برنامجه يدور حول فكرة التنمية من زواياها المختلفة، واتخذ المنتدى هذا العام عنوانا «أخلاقيات العمل»، من زاوية تأثيرها على الفرد والمجتمع، وهو ما أشار إليه الأمير هاشم الدندراوى فى كلمته بافتتاح المنتدى «رباعيةُ حقوقِ العملِ وهى حق الذات»، حيث العمل المتصف بالكفاءة والجودة، يدل على صاحبه بالتفرد وحق العمل، حيث الإخلاص ومزاولة لعمل بضمير يقظ ولصاحب العمل حقًا على الشخص الذى يعمل لديه أو معه، فهو عندما افتتح العمل، ووظَّف فيه مالاً، وأوجد فيه فرصاً للناس، وعَقَدَ آمالاً وتوقعات تخص الإنتاج، والأرباح، ثم حق الله حيث الإتقان فى العمل والإخلاص جزء من الايمان.
ويحرص منتدى دندرة على تنمية الأفراد وبناء البشر على أسس علمية وعملية تؤهل الشباب للعمل وأيضا تشجع من يبدؤون مشروعات خاصة، وقد شاهدت بنفسى كيف أن المنتدى بفاعلياته ويستقبل مشاركين من كل أنحاء مصر ومن الخارج ويطلع على تجارب ناجحة بالداخل والخارج، وينظمه شباب تم تدريبهم على إدارة هذه المنتديات، ويقام على الهامش معارض للمشروعات والمنتجات ويدور نقاش عملى وتجرى عملية لتبادل الأفكار والتجارب بما يدفع روحا من التفاؤل تعطى أملا فى المستقبل..
وكما كتبت العام الماضى فإن فكرة المنتدى هى السعى لتحويل الأفكار التنموية من النظرى للعملى، كان العنوان فى العام الماضى «وقتى.. رأس مالى»، وناقش المشاركون من خبراء وشباب وبرلمانيون كيفية إدارة واستغلال الوقت، وبالفعل فإن المنتدى يجيب على أسئلة مطروحة عما نريده من المجتمع الأهلى، وكيف يمكن أن يلتقى التفكير الاقتصادى والثقافى بالمجتمع مباشرة، ويعبر الفجوة بين النخبة والجمهور، حيث يجتمع الإخلاص مع العلم ليولد مجتمعا أهليا واعيا، وبالفعل فإن مركز دندرة والمنتدى يقدمان تجربة فى العمل الأهلى الذى يدعم بناء البشر، ويعطى الشباب أملا فى القدرة على المنافسة بناء على الخبرة والتدريب، مركز دندرة بشبابها تجربة تستحق الدراسة والاهتمام.